فن

ناقد: إرضاء الجميع غاية لا تدرك والتمويل يؤثر على الأعمال الأمازيغية

ناقد: إرضاء الجميع غاية لا تدرك والتمويل يؤثر على الأعمال الأمازيغية

تفاوتت نسب مشاهدة الأعمال الأمازيغية في القناة الثامنة، كما تباينت الانتقادات التي واجهتها، إلى جانب إقحامها في مقارنة مع الأعمال الرمضانية الناطقة بالدارجة، غير أن الناقد الفني محمد بلال يدافع عن إنتاجات “تمازيغت” التي تساير الميزانية التي ترصد لصناعتها.

وفي هذا الصدد، يرى الناقد الفني والصحفي محمد بلال في تقييمه للأعمال الأمازيغية لرمضان 2025 بأن الأعمال الدرامية والبرامج الفنية والثقافية والسياسية والترفيهية والخدماتية التي عرضت على القناة الثامنة اتسمت بالتنوع والتقيد من حيث الثقافة واللغة بالهوية الأمازيغية.

ويضيف الكاتب والناقد في تصريح لجريدة “مدار21” أن “المتتبع لهذه الشبكة والعارف لهذه الثقافة سيدرك بحكم مواظبته على مشاهدة القناة الثامنة أهمية المحتوى الذي راهنت عليه القناة الأمازيغية من أجل الحفاظ على هذه الثقافة وتعزيزها وتكريسها”، مؤكدا أنها كانت تعكس طيلة شهر رمضان فنيا وثقافيا قضايا المجتمع الأمازيغي من خلال سلسلة “برامج” أنتجتها القناة بفريق عمل من الصحافيين والفنيين تحت إشراف يومي مباشر لمدير القناة عبد الله الطالب علي باعتباره صحفيا يعرف بمعرفته لشعاب الثقافة الأمازيغية، مما جعل هذه البرامج برمتها تكرس التنوع الثقافي الأمازيغي.

وبخصوص الدراما الأمازيغية، يرى الناقد الفني ذاته بأن المشاهد كان على موعد مع أعمال بحمولة اجتماعية وتاريخية، منها “إيلي” و”بويذونان” و”أعطار” و”إليس ن ووشن” وهي أعمال وإن تفاوتت بخصوصها نسب المشاهدة، إلا أنها تنهل من التراث الأمازيغي وتنغمس في قضايا المجتمع، كما أنها حصلت على تأشير لجنة انتقاء البرامج بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.

غير أن الخطأ في رأي محمد بلال، يتجلى في محاولة البعض إخضاع الأعمال الأمازيغية لمقارنة مع الأعمال المعروضة على القناتين الأولى والثامنة، والتي فيها حيف وظلم، وهي مقارنة غير مقبولة إطلاقا في نظره، لأن الموازنة المالية التي ترصد لإنتاجات القناة الأولى تفوق بكثير نظيرتها في القناة الثامنة، وهذا ليس فقط على مستوى الموازنة المالية، بل حتى على مستوى الكم وعدد البرامج ونوعيتها، كما يتبين ذلك سنويا في طلبات العروض التي تعلنها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون.

ويضيف في السياق ذاته: “فالقناة الأمازيغية بإدارتها الجديدة تنافس نفسها أولا في كل مناسبة لتقدم حسب إمكانياتها المالية واللوجستيكية المتوفرة شبكات برامج تحمل شعار الجودة، وتحترم ذكاء المشاهد”.

وأشار في تحليله إلى أن هناك كتابات فيها أحيانا ظلم سواء عن وعي أو دونه بأمور الإنتاج، وبطريقة الاشتغال داخل الإذاعة والتلفزيون، لتجاهل الكاتب الإكراهات والصعوبات التي تواجه عملية الإنتاج في ظل تباين الإمكانيات المالية والبشرية”.

وبخصوص موقفه من سيناريوهات الأعمال التي عرضت هذه السنة على القناتين الأولى والثانية، يؤكد محمد بلال أنه ليس مؤهلا ولا وفيا للخوض في هذا الموضوع، غير أنه يرى بأن الملاحظة الأساسية التي استنتجها من خلال تتبعه لبعض الأعمال وخاصة على شاشة القناة الأولى هو سمة النمطية التي غلبت على اختيار مواضيع الحلقات وغياب التشويق والتنميط في الحوار، مما يؤدي إلى الملل وتوقع نهاية العمل أو نهاية الحلقة، وخاصة على مستوى الأعمال الكوميدية، حيث يغلب حضور الممثل ومهارة الأداء في تجسيده للدور وتغيب الحبكة الدرامية ويغيب التشويق، مما يؤدي إلى عدم تماسك خيوط القصة ويؤدي كذلك إلى انهيار لتسلسل الأحداث.

ويؤكد أن الأزمة “تكمن في الكتابة عموما على مستوى الحبكة التي يفترض أن تكون مشوقة، وهذا التشويق هو الذي ينقص في كتابتنا، خاصة على المستوى الكوميدي، كما أنها غابت أيضا حتى في الأعمال الكوميدية والدرامية حتى في القناة الأولى وليس فقط في مسلسل “إليس ن ووشن”، كما يعتقد البعض”، مشيرا إلى أن “اختيار العمل الموفق يبقى اختيارا ينسجم مع ثقافة المشاهد، ووعيه وتشبعه مع ثقافته، وخلفيته الفكرية والثقافية، وفي الوقت ذاته يعد إرضاء الجميع غاية لا تدرك أبدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News