“تعليق” نحر الأضحية يُخفِّض أسعار الأعلاف ومطالب بدعم المربين

ما تزال ارتدادات إهابة الملك بالمغاربة لعدم إقامة شعيرة الذبح خلال عيد الأضحى المقبل تؤثر على واقع الأسواق المرتبطة بتربية الماشية، وعلى رأسها سوق الأعلاف الذي عرف انخفاضاً يوماً واحداً فقط بعد الدعوة الملكية، وفق ما أفاد به مهنيون في تربية المواشي، مبرزين أن “هذا الانخفاض لن يكون له أي أثر بحكم توقف معظم الكسابة عن عملية تسمين الأكباش بعد القرار الملكي”.
وحسب المهنيين الذين تحدثوا لجريدة “مدار21” الإلكترونية، فإن كل الأسواق المرتبطة بتربية المواشي تأثرت بشكل مباشر بهذا القرار، مسجلين أن “المطلوب اليوم هو دعم الكساب الصغير الذي لا يضارب بالأسعار ولا يمارس الاحتكار من أجل الاستمرار في نشاطه الفلاحي، خاصة الذين يتوفرون منهم على عدد كبير من النعاج”.
علاء العسري، مربي ماشية بمدينة القصر الكبير، قال إنه “إلى حدود الساعة ما زالت الأمور غير واضحة بشكل كبير بخصوص التأثيرات المرتقبة من قرار الدعوة الملكية لعدم القيام بشعيرة النحر في عيد الأضحى”، مبرزا أن “الراجح أن ارتدادات هذا القرار ستؤدي إلى انخفاض الأسعار في جميع الأسواق المرتبطة بقطاع الماشية”.
وأورد المهني، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “الإشارات الأولى توحي بأن أسعار الأعلاف تراجعت بشكل ملحوظ خلال اليومين الأولين بعد هذا القرار”، مشيراً إلى أن “هذا التراجع يجد مبرره في إهابة الملك بالمغاربة لعدم نحر الأضحية وفي التساقطات الأخيرة التي ستعزز لجوء الكسابة لعملية الرعي”.
وسجل المتحدث ذاته أنه “في المواسم السابقة كان الطلب على الأعلاف يصل مستويات كبيرة خلال هذه الفترة بحكم حاجة الكسابة إلى الأعلاف لتسمين القطيع عند حلول موعد عيد الأضحى”، لافتاً إلى أن “من الطبيعي أن يتقلص الطلب على الأعلاف بعد هذا القرار وبالتالي تراجع أسعاره في الأسواق الوطنية”.
وفي علاقة بمستوى التساقطات التي عرفها الموسم الفلاحي الحالي، اعتبر المتحدث ذاته أنها “ستقلص الطلب على الأعلاف المصنعة وتفك ارتباط الكساب بالأسواق الوطنية لها بحكم أنه في وقت سابق كان معظم الكسابة مرتبطون بالسوق في جميع مراحل تربية المواشي، وخاصة الأغنام”.
وأوضح المتحدث ذاته أنه “إذا جمعنا عامل التساقطات بعامل الدعوة لعدم إقامة شعيرة نحر الأضحية فإن سوق الأعلاف سيعرف هو الآخر انهياراً في الأسعار”، مبيناً أن التساؤل الذي يطرح اليوم هو “من سيستهلك هذه الأعلاف في الوقت الذي يقبل فيه معظم الكسابة على تصريف القطيع”.
ولدى سؤاله عن وقع هذا القرار على الكسابة، أجاب المهني ذاته أن “الدعوة الملكية مبنية على معطيات موضوعية وفيها استباق للأزمة التي قد تحل بالقطاع”، مستدركاً أنه “لابد من مواكبة هذا القرار بإجراءات تدعم الكساب”.
وبيَّن المهني نفسه أن “الدعم اليوم يجب أن يوجه إلى الكسابة الذين يتوفرون على النعاج، بالدرجة الأولى، لكي يحقق هذا القرار مراده في إعادة تشكيل القطيع الوطني وتجاوز أزمة النقص التي لحقته خلال السنوات الأخيرة”.
وحذَّر المهني نفسه من “إجبار مربي النعاج على التخلي عنها في حالة عدم مواكبة قرار الدعوة لعدم إقامة شعيرة ذبح الأضحية بسياسات حكومية داعمة لهم”، مشيرا إلى أن “هذا القرار جاء بعد إجراء الإحصاء الوطني للماشية الذي رسم صورة واضحة عن الأزمة التي نعيشها في قطاع الماشية”.
وتابع المصدر ذاته أنه “لابد من استثمار نتائج هذا الإحصاء الوطني في بناء سياسات ناجعة لدعم المربين وإيلاء النعاج الأهمية الكبرى في هذه العملية لكونها هي العامل الأساسي في إعادة تشكيل القطيع الوطني”.
من جانبه، قال ميلود، وهو كساب بمنطقة قلعة السراغنة، إنه “منذ الدعوة الملكية انهارت جميع الأسواق بما فيها سوق الأعلاف وأغلِق الباب أمام السماسرة والوسطاء”، معتبرا أنه “في المقابل فإن الكساب البسيط، الذي لا يضارب بالأسعار ولا يمارس الاحتكار، سيكون في حاجة إلى دعم للاستمرار في نشاطهم الفلاحي”.
وعلى الرغم من انخفاض سعرها، يضيف المهني في تربية المواشي، أنه “لم يعد الكساب يجرؤ على اقتناء الأعلاف بحكم أن حاجته إليها تراجعت بعد قرار إهابة الملك بالمغاربة لعدم نحر أضحية العيد”، مشددا على أنه “لن يغامر معظم الكسابة بتسمين الأضاحي لغياب أي معطى عن طبيعة الطلب بعد 4 أشهر من اليوم”.