فن

سعيد نافع لـ”مدار21″: مسلسل “السر القديم” يلامس مشاكل شرائح اجتماعية مختلفة

سعيد نافع لـ”مدار21″: مسلسل “السر القديم” يلامس مشاكل شرائح اجتماعية مختلفة

خلق المسلسل المغربي “السر القديم” تفاعلا واسعا بين الجمهور المغربي، وحقق نسب مشاهادات عالية، عبر شاشة “الأولى”، والذي يحمل طابعا اجتماعيا في قالب تشويقي، ويعالج مجموعة من المشاكل التي تهم الأسر المغربية والمجتمع المغربي، إضافة إلى التطرق لمواضيع المخدرات والشباب والبطالة والفراغ، وغياب الفضاءات.

وفي هذا السياق، تواصلت جريدة “مدار21” مع السيناريست، سعيد نافع، من أجل تقريب قرائها الأوفياء من هذا العمل. وفيما يلي نص الحوار:

هل كنت تتوقع نجاح مسلسل “السر القديم” رغم عرضه خارج السباق الرمضاني؟

لا أحد يمكنه توقع نجاح أي عمل فني تلفزيوني أو سينمائي قبل عرضه. صحيح أن التفكير ينصب عند الكتابة والإعداد على إخراج العمل في أحسن صورة ممكنة، بتظافر جهود كل المتداخلين من إدارة الإنتاج، وهنا أفتح قوسا لأنوّه بالعمل الجبّار لشركة أغلال للإنتاج التي لم تدخر أي جهد في توفير كل ظروف العمل، ثم التقنيين من ملابس وماكياج وديكور وإضاءة والمخرج مع فريقه في التصوير والكاميرا.

الحق أن ردود الفعل الإيجابية للغاية التي رافقت عرض الحلقات الأولى على القناة الأولى تلقيناه بالكثير من الترحيب، خصوصا وأن التعليقات والردود جاءت مطابقة للفكرة العامة التي كانت وراء إنتاج هذا المسلسل، وحتى في الجوانب التقنية. الجمهور المغربي جمهور ذكي وذواق، ويمكنه بسهولة أن يفرّق بالعمل الذي يستحق المشاهدة من غيره. صحيح أن السباق الرمضاني يعطي دفعة خاصة للعمل، لكن رؤية القناة الأولى في بث المسلسل ضمن خريطة البرامج الجديدة مع انطلاق الموسم التلفزيوني الجديد كان لها دور في رفع نسب المشاهدة.

كيف وجدت تفاعل الجمهور مع حلقات المسلسل؟

كان مفاجئا لأنه لم أتوقع هذا الكم الكبير من الإشادة والتنويه بالعمل على الرغم من أن عرضه مازال مستمرا، وهو مؤشر على أن المجهودات المبذولة أثناء الكتابة والإعداد والتصوير لم تذهب سدى. ما يحركنا أساسا هو إسعاد المشاهد المغربي الذي يستحق فعلا أن يشاهد أعمالا تحترم ذكاءه وتحكي عن معيشه اليومي في مختلف الشرائح الاجتماعية. الشباب أيضا كان تفاعلهم طيب مع العمل وهي إشارة أخرى على أن المسلسل، وعبر حبكاته المتعددة، اقترب كثيرا من مشاكلهم وتطلعاتهم وقدّمها في أكبر صورة واقعية ممكنة.

العمل يعالج مجموعة من الظواهر الاجتماعية في الوقت نفسه، بخلاف الأعمال التي تركز في معالجتها على موضوع واحد. كيف استطعت أن تبني قصة متكاملة ومتنوعة؟

هناك أشكال كثيرة من كتابات السيناريو إذا جاز القول. وكل سيناريست له أسلوبه الخاص في بناء نصه السردي والحوارات التي يمكن أن تنطبق عليه. في عملنا على مسلسل “السر القديم” كان الغرض هو ملامسة مشاكل وهموم وانتظارات وتطلعات وخيبات وأفراح طيف متنوّع من الشرائح الاجتماعية المغربية، وبالتالي كان من المفروض أن تكون الحبكة أو الحبكات متنوعة، لكن متداخلة يربط بينها خيط رفيع.

أحيانا المعالجة الدرامية لحبكة واحدة تصيب العمل ببعض البطء وتسقطه في الروتين وتصبح مسألة معالجته تقنيا تخضع لمقاييس أخرى قد لا تكون جميلة بالضرورة.

في نظرك، هل العمل يصل بدرجة أكبر للجمهور عندما يحاكي المغرب العميق؟

أكيد. المشاهد المغربي يتوق إلى رؤية قضاياه ومشاكله واهتماماته على الشاشة ويقبل أن تنعكس صورته عليها، ولكن في إطار واقعي ومنسجم مع تيمة العمل. من هنا تصبح القصة الواقعية ضرورية لانتشال المشاهد من معيشه اليومي وحمله إليه مجددا، لكن في صورة فنية تحرّف قليلا الواقع لكن لا تبتعد عنه.

لابد أيضا من التذكير أن أغلب الأعمال الناجحة؛ سواء في تاريخ الدراما أو الكوميديا، في المسرح أو التلفزيون أو السينما، هي التي لامست معيش الإنسان في كل مكان.

هل ستكون لك أعمال أخرى قريبا؟
إن شاء الله، أكيد.

تعليقات الزوار ( 1 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News