ناصر جبور.. نموذج في تواصل الأزمة

بينما يلقى كثير من اللوم على تواصل الحكومة خلال الأزمات والكوارث، والتي يكون خلالها الرأي العام متلهفا لسماع الأخبار والتوضيحات، كشف الاختبار الأخير للهزة الأرضية التي شهدتها جماعة بريكشة بإقيلم وزان، عن وجود كفاءة تواصلية مهمة على رأس المعهد الوطني للجيوفيزياء ويتعلق الأمر بمديره ناصر جبور.
دقائق بعد استشعار الهزة الأرضية في تمام الساعة 23:48 ليلا كان جبور في طريقه إلى المعهد، دون أن يقفل هاتفه في وجه الصحافة المغربية التي هرعت لمعرفة حجم الكارثة والمعلومات المتعلقة بها، مقدما التوضيحات أول بأول، معوضا بذلك الفراغ الذي تركه المسؤول الحكومي، كما هي العادة ساعة الأزمات.
واتضح من خلال الامتحان الأخير أن جبور لا يتوقف اهتمامه العلمي وتخصصه المهني على قياس الهزات الأرضية فقط، إنما هو مُدرك أيضا لذبذبات الرأي العام، التي تفسدها الشائعات والمعلومات المضللة ساعة الأزمات.
ولاقى المجهود التواصلي المقدر الذي بذله ناصر جبور ليلة الهزة الأرضية وبعدها استحسانا واسعا لدى الرأي العام الوطني، الذي رأى في ذلك نموذجا لما ينبغي أن يكون عليه تواصل المسؤولين بغض النظر عن مواقعهم وتخصصاتهم، ذلك أن كلفة اللاتواصل تكون أحيانا أكبر من الأزمات.