“وزارة عمور” تتحرك لمواجهة “خمول” السياحة الداخلية

يكاد لا يختلف اثنان حول طفرة القطاع السياحي المغربي سنة 2024، إذ أضحى الأخير يفرض نفسه بقوة من بين القطاعات الواعدة في التنمية الاقتصادية للبلاد، وذلك بعد نمو كافة المؤشرات وفي مقدمتها الإيرادات التي بلغت رقما قياسيا قدره 112,5 مليار درهم. بيد أن هذا التألق في استقطاب السياح الأجانب يقابله نوع من “الخمول” على مستوى السياحة الداخلية.
وعند متم سنة 2024 ارتفعت مداخيل القطاع السياحي بنسبة 7,5 في المئة مقارنة بسنة 2023، وفي المقابل ارتفعت نفقات سفر المغاربة نحو الخارج إلى 29,4 مليار درهم بزيادة 22,9 في المئة، وفق أحدث بيانات مكتب الصرف.
هذا الإقبال على السياحة في الخارج قد يدق جرس الإنذار حول تفضيل المغاربة للوجهات الخارجية على حساب السياحة داخل أرض الوطن، إذ بالفعل عاكست ليالي مبيت المقيمين المسجلة المنحى العام للقطاع وتراجعت، ولو بشكل طفيف، من 8,6 ملايين ليلة في سنة 2023 إلى 8,5 ملايين سنة 2024.
هذه المعطيات دفعت النائب إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، إلى مساءلة وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، كتابيا حول “تنافسية السياحة الوطنية”.
وفي معرض جوابها عن السؤال، قالت الوزيرة إنه “في إطار تطوير السياحة الداخلية والرفع من تنافسيتها خصصت خارطة الطريق للسياحة 2023-2026 سلسلتين موضوعيتين لها؛ يتعلق الأمر بالسياحة الداخلية في المناطق الساحلية، والسياحة الداخلية في الفضاءات الطبيعية، إضافة إلى استفادتها من المشاريع القاطرة مثل “دينو بارك” ومن المنتزهات الطبيعية والترفيهية”.
وأضافت الوزيرة أنه “لتشجيع المغاربة على السياحة ببلادهم يتم الاشتغال على عدة محاور منها توفير إيواء مناسب عبر تشجيع الاستثمار في المنتوج السياحي الأكثر طلبا من طرف السياح المغاربة، وتحسين جاذبية المنتوج السياحي من خلال تثمين المدن العتيقة وإحداث مدارات سياحية، والتنشيط الثقافي، وتعزيز الأنشطة الطبيعية والرياضية”.
وأشارت، في الصدد ذاته إلى إطلاق عدة خطوط جوية دولية وداخلية لفك العزلة عن بعض المناطق وتعزيز اتصال الوجهات المغربية فيما بينها، وكذا تعزيز الترويج بتنسيق مع المكتب الوطني المغربي للسياحة من خلال إطلاق حملة ترويجية “نتلاقاو في بلادنا”.
ولم تفوت الحكومة، وفقا لعمور، العمل على الجانب القانوني لتنويع العرض السياحي بجودة وأثمنة مناسبة، عبر أشكال أخرى للإيواء السياحي، مثل الإيواء عند الساكنة والإيواء البديل.
وكان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أكد بمجلس النواب مؤخراً أن السياحة الوطنية، في المجمل، حققت أرقاماً قياسية تاريخية في 2024، بحيث بلغ عدد الوافدين على المملكة 17,4 ملايين سائح، أي بزيادة نسبتها 20 في المئة مقارنة بالعام الماضي.
وتابع رئيس الحكومة بأن السياحة الداخلية، من جانبها، سجلت 8.5 مليون ليلة مبيت للمواطنين المغاربة في الفنادق المصنفة خلال سنة 2024، وهو ما يمثل 30 في المائة من مجموع ليالي المبيت.
وتلعب السياحة الداخلية دوراً مهما في النشاط السياحي والدورة الاقتصادية للمملكة، إذ يؤكد خبراء أن القطاع صمد بفضلها في وجه الاضطرابات المتلاحقة وخاصة الأزمات المالية وتفشي وباء “كورونا” منذ بضع سنوات.