أنابيب الغاز.. “إل باييس” تؤكد تفاوض المغرب مع إسبانيا
تأكيدا لما نشرته جريدة “مدار21” الإلكترونية الأسبوع الفارط، أكدت صحيفة “إل باييس” الإسبانية أن المغرب بدأ مباحثات مع إسبانيا لإيجاد بدائل بعد قرار الجزائر عدم تمديد عقد أنابيب الغاز.
وقالت الصحيفة الإسبانية إن تيريزا ريبيرا، وزيرة الانتقال الإيكولوجي والتحدي الديمغرافي وصلت أمس الأربعاء إلى الجزائر لبحث طرق لضمان إمدادات إسبانيا من الغاز الجزائري.
وكان مصدر خاص قال في تصريح لجريدة “مدار 21″، إن موعد زيارة رئيس الوزارء الإسباني بيدرو سانشيز للرباط، لم يحدد لحد الساعة، مؤكدا أن تعاون الإسبان، في ملف أنابيب الغاز، “حاسم” لتحديد موعد الزيارة المرتقبة.
وكشف المصدر المغربي، الذي رفض الكشف عن هويته، إن مسؤولين مغاربة وإسبان عقدوا سلسلة من اللقاءات للتباحث حول سبل التعاون بين البلدين، فيما يخص مصير أنابيب الغاز، خاصة إمكانية “التدفق العكسي”، في حال تشبت الجزائر بعدم تجديد اتفاق للتوريد الذي ينقضي في 31 أكتوبر.
واعتبر الباحث الاقتصادي المغربي، النجيب الصومعي، في تصريح سابق لجريدة “مدار 21″، أن “الجزائر في طريقها لخسارة زبون مهم وهو إسبانيا، وفي طريقها لخسارة منظومة لوجستية لتموين السوق الإسباني، وبالتالي خسارة قدرات إعادة التموقع في الأسواق بعد جائحة كوفيد 19، على اعتبار أنها وقبل أزمة كورونا خسرت 30 في المئة من السوق الطاقية الإسبانية، والطريقة التي تتعامل بها مع أنبوب الغاز الذي يمر بالمغرب في الفترة الأخير، يؤكد أنها لن تستطيع إعادة ما خسرته”.
ويتوجس الرأي العام الإسباني من فصل شتاء بارد هذه السنة، إذا ما تراجعت واردات البلاد من الغاز الجزائري، الذي يصل بتكلفة أقل من ذلك الذي يصلها من القارة الأمريكية، وهو ما يشير إليه الباحث الاقتصادي: “إسبانيا غيرت الجزائر قبل أشهر واتجهت إلى السوق الأمريكية، وهي سوق غازية أكثر تنافسية، حيث كانت تستعين في ما مضى بـ60 في المئة من الغاز الجزائري وقبل الجائحة، تقلص الأمر إلى 30 في المئة”.
ويضخ خط الأنابيب، التابع للشركة المغاربية الأوروبية، والذي دشن لأول مرة سنة 1996 ويمتد على طول 1400 كلم، 12 مليارا من الأمتار المكعبة سنويا “تأخذ الرباط حصة تقدر بمليار متر مكعب، ما يمثل 97 في المئة من احتياجاتها، بأسعار تفضيلية”.
وقال الصومعي إن المغرب لن يجد صعوبة في التوجه إلى أسواق أخرى، من أجل التموين من الغاز “لأنه يمتلك شراكات استراتيجية مع مجموعة من الدول، ويستورد الغاز بطريقة سائلة، لذلك فالجزائر الخاسر الأكبر من عدم تجديد العقد”.
