سياسة

جدَلُ مخالفات كفاية أضواء المركبات يُعجِّل بتعديل المادة 189 من مدونة السير

جدَلُ مخالفات كفاية أضواء المركبات يُعجِّل بتعديل المادة 189 من مدونة السير

بالنظر إلى ما تؤدي إليه المادة 189 من مدونة السير على الطرق من اختلاف بين السائقين وأعوان المرور حول حسم القانون في تثبيت المخالفة على سائقي المركبات التي لا تتوفر على الأضواء أو بها عطب، بادر الفريق الاشتراكي بمجلس النواب إلى المطالبة بتعديل المادة وحذف العبارات التي تترك مجال للاختلاف بين أعوان المرور أنفسهم في تقدير المخالفة.

مقترح القانون الذي تقدم به نواب الفريق النيابي لحزب الاتحاد الاشتراكي بمجلس النواب، أشار إلى أن مدونة السير على الطرقات وإن جاءت بمقتضيات جديدة وأحيانا متطورة وأن الفلسفة منها وقائية أكثر منها زجرية، فإن واقع الممارسة يثير الكثير من الجدل بين أعوان المرور والمواطنين بخصوص عدد من مقتضياتها.

ومحاولين إعطاء مثالِ عن هذه الاختلافات في التقدير، أوضح نواب الوردة في المبادرة التشريعية، التي تتوفر جريدة “مدار21” الالكترونية على نسخة منها، أن “المادة 189 تثير فيما يتعلق بعدم وجود أو عدم كفاية أضواء المركبات تأويلات وتفسيرات مختلفة”.

وسجلت الوثيقة ذاتها إلى أنه “من أعوان المرور من يعتبرها مخالفة ومنهم من يعتبرها عارضاً فجائياً يمكن تداركه في حينه أو في أقرب محل للصيانة”، منتقدةً عدم استعانة المراقبين بأية آلة لقياس أضواء المركبة بل بالعين المجردة فقط.

واقترح الفريق النابي نفسه أن تغير وتتمم أحكام المادة 189 من القانون 52.05 المتعلق بمدونة السير على الطرق لتصبح “لا يعاقب على عدم وجود أو عدم كفاية أضواء المركبات، المنصوص عليها في هذا القانون وفي النصوص الصادرة لتطبيقه، إذا كان عدم وجودها أو عدم كفايتها ناتج عن سبب عارض طرأ خلال السير على الطريق العمومية”.

وبمقترح التعديل هذا، يكون الفريق المعارض بمجلس النواب قد عن ألغى الإمكانية التي يمنحها المشرع للسائق بأن تداركه بإنارة ارتجالية كافية للإشارة إلى وجود مركبته وحتى المقتضى الذي يعفيه من هذا الشرط إذا لم يتمكن من الانتباه إلى انقطاع الإنارة بمركبته.

وأورد الفريق ذاته أنه “يستحيل، من الناحية العلمية، إثبات أن العطب قد طرأ بسبب عارض أو فجائي علما أن كل السائقين يجيبون بأن الحادث قد طرأ بالفعل بشكل طارئ ومنهم من يطلب من عون المرور تجاوز العطب في حينه باستعمال مصابيح أو إشارات تبين العطب، مما يطرح معه نزاعات وتبادل الاتهامات بين الأطراف”.

وشدد نواب حزب “الوردة” بمجلس النواب على أن مقترح تعديل المادة 189 من مدونة السير يأتي لتفادي كل هذه التأويلات أو الشطط في استعمال السلطة فضلا عن الجدل القائم بين أعوان المرور والسائقين، مشيرا إلى أن تنظيم عملية السير والجولان واستعمال الطريق العمومية من المهام التي أوكل تنفيذها والسهر على تطبيقها إلى السلطات العمومية بهدف تحقيق الأمن القانوني والقضائي وحماية الأرواح والممتلكات.

تعليقات الزوار ( 4 )

  1. مقال ممتاز يسلط الضوء على معظلة حقيقية؛ كيف يمكن للسائق التنبه لعدم كفاية الاضواء بالنهار مثلا او على عدم اشتغال ضوء المكابح؟؟؟ خصوصا انها مصابيح يمكن ان تتعطل في أي وقت؟!
    نريد تخفيف المضايقات على السائقين فالسائق مواطن مثل الراجل فلا سبب يبرر اثقاله بالمخالفات بدون سبب مقنع.

  2. أغلبية الناس تراجع السيارة قبل السفر بها وتقوم بما يلزم من صيانة. لكن تتفاجأ حينما يتم إيقافها لتحرير مخالفة تتعلق بعدم اشتغال ضوء من الأضواء. أعوان الدرك يطلبون إصلاحه في الحال، كأن السائق اختصاصي في الكهرباء.

  3. في كندا وقد مر على ذلك أكثر من 30 سنة د، لا يعاقب القانون على غياب الأضواء إلا إذا لم يتم معالجته في 24ساعة …حيث يعمل السائق على إصلاح الاضواء و يبلغ أي رجل شرطة في الطريق عن عملية الإصلاح لمحو الغرامة

  4. احزاب همها الاساسي الاجهار على جيوب المواطنين…لاغير وعلى ماتبقى من حقوف ومكاسب…بل والادهى من ذلك ..منح الشرطة والدرك الملكي السلطة التقديرية في تقييم وتبوت المخالفة من عدمها دون الاستعانة بالاجهزة الفنية المخصصة لهذا الغرض…..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News