“العرندس” يتحدث لـ”مدار21″ عن محطات حساسة في حياته شكلّت شخصيته الفريدة

يحكي الممثل ربيع القاطي، الذي أصبح الجمهور يلقبه بـ”العرندس”، جانبا من طفولته ورحلته نحو احتراف المجال الفني، وصناعة اسمه رغم الصعوبات التي طبعت مسار تحقيق هذا الحلم، خاصة وأنه كان ينحدر من مدينة تازة الصغيرة والمنسية التي تغيب فيها كل الإمكانيات.
ترعرع ربيع القاطي في مدينة تازة التي تقع في الشمال الشرقي للمغرب، والتي يعتز بالانتماء إليها، ودرس فيها، وحلم في أحيائها بارتداء قبعة الممثل، وفق ما كشف عنه في لقاء مع جريدة “مدار21”.
ويقول القاطي إنه كافح وجاهد من أجل تحقيق حلمه باحتراف الفن، رغم الظروف القاهرة التي كانت تعانيها مدينته الصغيرة، التي كان يطالها التهميش، رغم أن الحياة فيها كانت جميلة، واستطاع وأبناء جيله خلق جو في ظل الظروف التي كانت سائدة حينها، والذين جمعتهم الأعراف والتقاليد.
“حلمت منذ الطفولة أن أكون في يوم من الأيام ممثلا وأجسد الأدوار، لأنني كنت مهووسا بالرسوم المتحركة التي كانت تعرض في فترة طفولتي أي في فترة الجيل الذهبي”، يضيف القاطي في حديثه عن رحلة الوصول إلى هدف الوقوف أمام الكاميرات.
وتحدث القاطي عن أثر فقدانه لوالده ويتمه منذ أن كان طفلا صغيرا، رغم أن والدته عوضته وإخوانه هذا الفقد، غير أنها لحظة شكلت نقطة تحول في حياته، وجعلته يتحمل المسؤولية في سن صغير، لكن هذه الظروف القاسية التي مر بها صنعت شخصيته، بحسبه.
ويعتبر القاطي أن جميع أعماله مهمة في مساره الفني، غير أن شهرته بدأت مع “شجرة الزاوية”، عبر شخصية عبد الجليل الشاب المقاوم للاستعمار الفرنسي، التي قدمته للجمهور العريض.
ولا يتأثر القاطي بحسب ما كشف عنه بالشهرة والأضواء، إذ يُفضل أن يعيش بشكل طبيعي، ليستمتع بحياته دون وضع قيود لها.
ولا يرتدي القاطي الأقنعة سوى في أدواره كما يصرح، مؤكدا أن الأدوار التي يجسدها لا تشبهه، لذلك يعتبر أن الهوس يشخصية مجسدة من قبل أي ممثل تعد حالة مرضية، لإيمانه بأن الشخصية تنتهي مع انتهاء التصوير.
ويضيف في السياق ذاته: “يجب أن تكون للممثل ميكانيزمات وأدوات التخلص من الشخصية حينها”.
كما لا يتفق القاطي مع “مبدأ ضرورة مروري بأزمات وانتكاسات عاطفية حتى أستطيع تجسيد أدوار معينة، وأعتبر قدرة التشخيص مرتبطة بذكاء الممثل وإدارة الممثل الذكية من قبل مخرج متمكن، إضافة إلى وجود قصة محبوكة على مستوى الكتابة، مما يمنح للممثل أرضية للإبداع”.
ويرى القاطي أن الثقافة مطلوبة في مسار الفنان، لأنه يتعامل مع مواد أدبية وعلمية وفلسفية لذلك يجب أن تكون له دراية بمجالات عديدة، وكلما كان مثقفا كلما ظهر ذلك في أدائه وعمله.
ولا يهتم القاطي بالشائعات التي تصدر عنه في مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا: “لا أخشى شيئا بحكم تجربتي في الحياة، ولأنني أيضا اجتزت العديد من الأشياء القاسية والقاهرة”.