فن

مخرج “كابونيكرو” يروج لمثليته بمهرجان مراكش ويفشل في الدفاع عن التطبيع معها سينمائيا

مخرج “كابونيكرو” يروج لمثليته بمهرجان مراكش ويفشل في الدفاع عن التطبيع معها سينمائيا


استقبل مهرجان مراكش فيلم “كابونيكرو” للمخرج عبد الله الطايع، الذي عرض خارج المسابقة الرسمية، بقاعة السفراء، بقصر المؤتمرات بمراكش.

وقبل انطلاق عرض فيلم “كابونيكرو” الذي تدور أحداثه حول “المثلية الجنسية” و”الدعارة”، صعد فريق العمل إلى جانب مخرجه الذي اعترف مجددا من قلب مهرجان مراكش بمثليته الجنسية، معربا عن سعادته للتعبير عنها في فيلمه السينمائي.

وفي هذا الإطار، قال المخرج عبد الله الطايع في كلمته التقديمية للفيلم، إنه كرس فنه للتعبير عن هذه الفئة التي ينتمي إليها، والدفاع عن ميولاتها، خاصة وأنه عانى في طفولته وشبابه من الوحدة وعدم الاحتضان والحب، بسبب عدم تقبل اختلافه.

وأضاف الطايع أنه أخذ على عاتقه الدفاع عن المثليين في أعماله، باعتباره مثلي الجنس، مما جعل الجمهور الحاضر للعرض يُصفق بحرارة في إشارة إلى مساندته ودعمه.

ويبدو أن الجمهور الحاضر الذي ملأ كراسي قاعة العرض، والذي كان معظمه أجانب إلى جانب مغاربة، يشجع على المثلية، بخلاف العديد من المغاربة الذين يعتبرونها مسألة تدق ناقوس الخطر في توجه للتطبيع مع ما يخالف العادات والتقاليد والشريعة الإسلامية.

المخرج عبد الله الطايع، اعتمد في تمرير رسائل المثلية الجنسية وشرعنة الدعارة أسلوب الإيحاء والتلميح، دون التقاط مشاهد حميمية للأبطال كما غيره من الأفلام.

ولم يستطع الطايع التأثير في التعبير عن دوافع جعفر (المثلي)، أو إثارة الاستفزاز حتى، لسطحية تناوله قضية الفيلم، إذ كانت معظم المشاهد الثانوية مكررة دون أن تخدم الخط الدرامي للفليم، في غياب تام لأحداث متسلسلة مقنعة، وفق ما عاينته الجريدة.

وتحط كاميرات المخرج في مقبرة ثم شاطئ، ثم غرفة نوم، ومطبخ، لتعيد ترتيب هذه المشاهد في كل مرة، بشكل يخلق الملل ويغيب حس الإثارة والتشويق اللذين من شأنهما شد الانتباه للاستمرار في المشاهدة.

وفي تفاصيل القصة، تلمح (سندس) إلى ميولاتها المثلية في مشهدي محاولة اتصالها بـ(نادية)، أو الاطلاع على صورها على الهاتف، وفي مشهد آخر يرصد مرضها تتحدث عن عدم مبادلة هذه الأخيرة للمشاعر نفسها تجاهها.

بدوره (جعفر) يحكي في مشهد سطحي عن معاناته في طفولته ومراهقته مع “الرفض” الذي كان يتعرض له، والاستغلال الجنسي باغتصابه منذ أن كان في سن الـ9 من طرف أبناء حيه، لينتهي المشهد سريعا دون رصد هذه المعاناة بشكل مقنع يعبر عن الحالات التي يتسبب فيها الاغتصاب باختيار طريق المثلية.

ويغرق الفيلم في تكرار مشهد ربط اتصال (جعفر) بأستاذه الأجنبي (جوناتان) الذي يتضح فيما بعد أنه كان على علاقة معه خلال زيارته للمغرب في فصل الصيف.

ويلمح جعفر في الفيلم إلى وقوعه في حب هذا الأستاذ الأجنبي، الذي ينتظر عودته دون جدوى، إذ سيضع هذا الأخير حدا لتواصلهما لاحقا، ليقتصر حضوره في الفيلم على ذكر اسمه في مشاهد مكررة، وظهوره في مكالمة على الهاتف.

وفي الفليم، سيظهر جعفر أنه يمارس الدعارة مع رجال بمقابل مادي، كما صديقته التي تقطن معه (سندس).

وسيظهر (منير)، وهو شاب يعيش في فرنسا، يعود للمغرب لزيارة قبر جدته، وخلال رحلة البحث عنه في مقبرة سيلتقي بجعفر الذي ستجمعهما علاقة قصيرة الزمن، ليصبحا مقربين سريعا ويستقبله في بيته لتلتقطهما عدسات كاميرا المخرج في غرفة النوم قبل رحيله مجددا.

وفي مشاهد أخرى، تخضع (سندس) لاستغلال صاحب فيلا كانت تستقر فيها وصديقها (جعفر) في انتظار عودة (جوناتان)، الذي تقبل ممارسة الجنس معه مقابل البقاء لمزيد من الأيام في المسكن.

وسينتهي الفليم بمشهد لقاء سندس وجعفر برجل يتفاوضان معه على مقابل مادي لممارسة الجنس معهما بـ1500 درهم.

وانتقل المخرج في الفليم من فضاء إلى فضاء دون ترابط بين الأحداث والمشاهد مما جعلها تظهر مشتتة، بحسب النقاد الذين حضروا عرض الفليم، عادين أن مستواه الفني لا يرقى للمرور في تظاهرة فنية مهمة في العالم.

وفشل المخرج عبد الله الطايع ومجموعة “عيوش”، الذي سهر فيها نور الدين عيوش على ولادة هذا الفليم وإخراجه إلى الوجود، في صناعة عمل مكتمل الأركان والعناصر التي تخلق الفرجة وتترك بصمة، إذ يبدو أن التركيز على إظهار المثلية فقط دون معالجة أو قضية جعل صناعه يسبحون في “السطحية” و”غياب وحدة الموضوع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News