سياسة

مركز يبرز المسار “الهجين” لألمانيا لفرض أجنداتها بإفريقيا بتواطؤ تركي

مركز يبرز المسار “الهجين” لألمانيا لفرض أجنداتها بإفريقيا بتواطؤ تركي

سلط المركز الأوروبي للدراسات الضوء على “المسار الهجين” لألمانيا لفرض أجنداتها في القارة الإفريقية، من خلال المحافظة على الدبلوماسية والعلاقات التجارية مع دول القارة السمراء، وتحقيق طموحات جيوسياسية جدّية بفرض الهيمنة عبر الدول الصديقة كتركيا.

وأوضح المركز الأوروبي للدراسات في مقال بعنوان “ازدياد التعاون التركي – الألماني في الدول الإفريقية”، أزمة انحسار الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل من مالي لم تقف هناك، وتطورت فيما بعد وخرجت من عدة دول إفريقية أخرى، منها بوركينا فاسو والنيجر، فما كان على زعيم الاتحاد الأوروبي “ألمانيا” إلا أن يبحث عن بديل، خصوصًا مع صعود تطلعات باريس في سحب زمام المبادرة من ألمانيا وقيادة الاتحاد الأوروبي بدلا عنها”.

وأكد المركز أن “برلين وجدت ضالتها في حليفتها القديمة تركيا، للتمدّد في القارة السمراء، وفرض الهيمنة من خلالها على الدول الإفريقية للاستفادة من ثرواتها، بعدما أكد تقرير تحليلي أعدّه رئيس برنامج الساحل، التابع لمؤسسة كونراد أديناور الألمانية، أولف ليسينغ، أن تركيا سدّت الفجوة التي خلّفتها أوروبا في الدول الإفريقية، وهي القوة العظمى الجديدة المؤثرة في القارة”.

وأشار المقال، الذي توصلت به جريدة “مدار21″، إلى تقرير لصحيفة “تركي برس” الذي تطرق إلى بداية تعاون ألمانيا مع تركيا في القارة الإفريقية منذ 2019، بعدما رفضت الولايات المتحدة الأمريكية عرضًا تركيًا للاستعانة بشركتها العسكرية الخاصة “سادات” التي كانت تنشط آنذاك في ليبيا، وشن عمليات عسكرية أو حروب بالوكالة نيابة عنها، وهو ما لم ترفضه برلين بحسب مصادر الصحيفة التركية.

وأضافت “تركي برس” أن التعاون التركي – الألماني تطور فيما بعد وظهر إلى العلن في عدة مناسبات، منها تعاونهما في النيجر، بعد انحسار النفوذ الفرنسي فيها وانسحاب قواتها منها.

ونقلت الصحيفة التركية عن مجلة “كومباكت” الألمانية المعارضة، ما أفادت به مصادرها الخاصة في جهاز الاستخبارات الألماني أن رئيس مديرية الصناعات الدفاعية التركية، هالوك جورجون، ونائب رئيس المخابرات التركية، أحمد جمال الدين تشاليك، وصلا إلى برلين في 8 يوليوز، في زيارة استغرقت يومين، وبُحث خلال الاجتماع مسألة خطط ألمانيا لسحب قواتها العسكرية من النيجر، والتي كان من المفترض أن تكتمل بحلول 31 غشت العام الحالي.

ويضيف المركز الأوروبي، نقلا عن المصادر ذاتها، أن كلا من جورجون ورئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن قاما بزيارة النيجر في 17 يوليوز كجزء من وفد ضم أيضًا وزير الخارجية هاكان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر ووزير الطاقة ألب أرسلان بيرقدار، لأول مرة منذ تغيير الحكومة في النيجر، ناقش خلال الزيارة الأتراك آفاق التعاون المشترك في المجال العسكري.

واعتبرت الصحيفة نقلًا عن محللين سياسيين أتراك بأن الوفد التركي الذي زار برلين في 8 يوليوز، وضع استراتيجية مشتركة مع ألمانيا، للتعاون في الملف الإفريقي، وهذا يفسر الزيارة الفريدة من نوعها التي أجراها الوفد التركي الذي ضم وزير الخارجية التركي ورئيس المخابرات ووزير الدفاع إلى النيجر، ويشرح سبب تواجد قوات الشركة العسكرية التركية الخاصة “سادات” في النيجر.

كما ذكرت الصحيفة التركية أن مجال التعاون بين أنقرة وبرلين في إفريقيا ظهر أيضًا بوضوح في جمهورية مالي، بعد طلب المجلس العسكري في مالي مغادرة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للبلاد، والمكونة بشكل كبير من قوات ألمانية، ليتجه بعدها اهتمام تركيا نحو مالي، التي أعلنت دعمها لها في الحرب ضد التنظيمات المتمردة بدعم ألماني بحسب تحليل مراقبي الصحيفة.

وزادت الصحيفة التركية أن اللقاءات التشاورية بين الجانبين المالي والتركي في أكتوبر 2024، تكللت باستقبال الرئيس الانتقالي لوفد برلماني تركي، بالإضافة إلى الحديث عن التواصل مع شركة “سادات”، من أجل اخراطها في تدبير الانشغالات الأمنية لمالي، الأمر الذي تُوج فيما يبدو بتكفل الشركة التركية بتدريب العديد من جنود مالي الموكل لهم حماية الرئيس الانتقالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News