اكتئاب ما بعد الولادة يهدد صحة النساء.. والكبيتي: الدعم النفسي ضروري

“القلق، اليأس، وتحقير الذات” هكذا وصفت عائشة حياتها اليومية بعدما وضعت طفلها الأول، محمد آدم، قبل 7 أشهر.

لم تكن تتوقع عائشة، بحسب ما صرحت به لـ”مدار21″، أن الولادة وما بعدها سيجعلها تشعر بالعجز وأنها لن تستطيع العودة إلى حياتها الطبيعية مرة أخرى، على حسب تعبيرها.

تقول الأم ذات الـ24 ربيعا، إن “أحاديث المقرّبين مني صوّرت لي حياة سعيدة مع طفلي مليئة بالضحك والسعادة طول الوقت”، لكنها، وفق ما أكدت أصيبت بـ”اكتئاب ما بعد الولادة”، وهي حالة شائعة تعانيها النساء حول العالم، وغالبا ما تهمل النساء العربيات علاجها.

تحكي مريم (اسم مستعار)، عن معاناتها مع الاكتئاب، والأفكار السلبية التي كانت تراودها، وأسرّت للجريدة، بعدما أبدت تحفظها عن ذكر اسمها، بأنها “بعد ثلاث أشهر من إنجابي طفلتي الثانية، بدأت أشعر بالقلق والتوتر وبعض الأفكار المزعجة”.

تتابع متحدثتنا كلامها بالقول: “كنت أُرجع تلك الأفكار إلى الأحداث القديمة، المتعلقة بظلم والدي لوالدتي، بسبب عدم إنجابها ابنا ذكرا”، مضيفة أنها تفكر في الطلاق رغم عدم وجود سبب مقنع لذلك، لأن “فكرة عدم الأمان تراودني كثيرا”، على حسب تعبيرها.

وبهذا الصدد، تقول الدكتورة بسمة الكبيتي، في تصريح خصت به جريدة “مدار21″، إن “أعراض الاكتئاب ما بعد الولادة كثيرة، ولعلّ أبرزها البكاء والصراخ والتقلبات المزاجية، فالمرأة التي تعاني من الاكتئاب غالبا ما تشعر بنوبات من القلق والخوف، إلى جانب عدم استعدادها الاعتناء بطفلها”.

وأوضحت الكبيتي أن أسباب تعرّض النساء لهذا النوع من الاكتئاب هو التغير الذي يحدث على مستوى الهرمونات، زيادة على تغير نمط عيش المرأة بعدما تصبح مسؤولة عن رعاية مولودها الجديد، إلى جانب الضغوط المجتمعية والنفسية.

وأشارت الأخصائية في أمراض النساء والتوليد إلى أن المرأة ينبغي أن تكون مستعدة للتغيرات التي ستأطر على حياتها بسبب الولادة، وذلك بوجود شخص يساعدها ويدعمها معنويا ويكون بمثابة سند لها، مشيرة إلى أن الزوج يجب أن يقوم بدوره أيضا في تحسيس المرأة بقيمتها.

وبخصوص العلاج، أكدت المتحدثة ذاتها أن هناك حالتان؛ فإذا كان الاكتئاب عاديا فهو يحتاج فقط إلى تغير الروتين، والتقليل من الأفكار السلبية، أما الاكتئاب الحاد يجب اللجوء إلى أخصائي نفسي.

وعند سؤالها عن الأرقام الرسمية للمغربيات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة، أوضحت الدكتورة الكبيتي، أنه ليس هناك أرقام أو نسب دقيقة يمكنها التصريح بها أو الاعتماد عليها في هذا الباب