فن

مريم الزعيمي ترتدي قبعة “المخرجة” وتتحول للكواليس بمسرحية “الفوضى”

مريم الزعيمي ترتدي قبعة “المخرجة” وتتحول للكواليس بمسرحية “الفوضى”

تخوض الممثلة مريم الزعيمي تجربة جديدة بارتدائها قبعة “المخرجة” في عمل مسرحي يحمل عنوان “الفوضى”، المدعوم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة.

وتنتقل الزعيمي من الوقوف على خشبة المسرح، وأمام الكاميرات إلى العمل في الكواليس من زاوية “الإخراج” في تجربة جديدة، بعد تجارب عديدة خاضتها بصفتها “ممثلة”.

وتبادلت الزعيمي الأدوار بينها وبين ناسور، إذ قرر تشخيص أحد أدوار مسرحيتها، بعدما كان مخرجا لعدد من العروض المسرحية التي شاركت فيها بصفتها ممثلة.

وتقود مريم الزعيمي هذه التجربة في الإخراج، على غرار عدد من الممثلين الذين اختاروا هذا الانتقال، مثل عمر لطفي الذي قص شريط أول فيلم سينمائي من إخراجه، وإدريس الروخ ورشيد الوالي، وسامية أقريو، وغيرهم من الأسماء الفنية.

ويتجه بعض الممثلين المغاربة إلى مجال الإخراج، والانتقال من التشخيص والأداء إلى تصويب الكاميرا تجاه زملاء لهم وترجمة نصوص إلى صورة بصرية، أو اللجوء إلى الإخراج المسرحي، وذلك بعدما راكموا تجربة في مجال التمثيل، ورغبة منهم في اكتشاف قدراتهم في ميدان “الإخراج”.

نقاد أجمعوا في تصريحات سابقة لجريدة “مدار21” على أن التجارب الأجنبية أكثر نجاحا من التجربة المغربية، التي تراوحت بين الإخفاق والمقبول في المستويين الفني والتقني، مشددين على ضرورة احترام التخصص لتطوير مسار الإبداع، وعدم الاستخفاف بهذا المجال الذي يتطلب تكوينا وخبرة، والبحث عن التربح من وراء ارتداء قبعة “المخرج”.

واختارت الزعيمي الانتقال إلى الإخراج المسرحي عبر حكاية تنقل مشاكل الزواج الحديثة في ظل تدخل المجتمع الخارجي عبر وسائل التكنولوجيا، ومعاناة الأزواج من ضغوط خارجية تتسلل عبر الهواتف والشبكات الاجتماعية، لتعيد صياغة أولوياتهم وتؤثر على قراراتهم.

وتظهر المسرحية أن وسائل التواصل في المسرحية تصبح وسيلة للتدخل في الحياة الخاصة، وتفتح الباب للقيل والقال والتأثير السلبي على القرارات الزوجية، مسلطة الضوء على الصراعات الطبقية بين الزوجين، إلى جانب فضح التفاوتات الاجتماعية التي تزيد من حدة الفوضى في العلاقات، وتبرز دور المجتمع في توجيه الأحكام وإملاء التوقعات، بحسب ورقة تعريفية بالعمل توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منها.

وتستكشف المسرحية أعماق النفس البشرية تحت وطأة الضغط المجتمعي، ما يعكس أزمة القيم وانعدام الإحساس بالاستقلالية النفسية، إضافة إلى كونها تعكس أيضا الصراع الداخلي لكل شخصية بين ما تريده وما تفرضه الظروف الاجتماعية، مقدمة تحليلاً عميقاً للخيارات التي يتخذها الأفراد وتأثيراتها على هوياتهم وعلاقاتهم.

وبحسب صناعها، فإن مسرحية “فوضى” تقدم رؤية نقدية لعالمنا المعاصر حيث تتشابك الفوضى الشخصية والاجتماعية والنفسية مع وسائل الاتصال، لتخلق علاقات هشة وضعيفة، من خلال قصتي زواج مختلفتين، يتم عرض التأثير المدمر للعوامل الخارجية على الزواج، سواء كان ذلك في شكل طمع مادي أو إدمان وهروب من المسؤوليات.

ويشخص أدوار المسرحية كل من أمين ناسور ، وسارة مروك، أشرف مسياح وذكرى بنويس، إذ تعكس شخصيات المسرحية فلسفة “الطمع” و”الاستغلال”، و”السلطة”، و”التبعية العاطفية”، وتتجلى الفوضى في الانهيار الأخلاقي والاعتماد على الآخر بشكل مفرط، سواء في الجانب المادي أو العاطفي، مما يثير تساؤلات حول مسؤولية الأفراد في بناء واستمرار العلاقات.

وتستعرض مسرحية “فوضى” جوانب معقدة من الحياة الزوجية الحديثة وتأثير التكنولوجيا على العلاقات الإنسانية، كما تعكس المسرحية فلسفة الفوضى التي أصبحت تحكم العلاقات الإنسانية في العصر الحديث بشكل عام، ويمكن اعتبار وجود الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي تجسيدًا للفوضى الفكرية والانفصال النفسي بين الأزواج، حيث تُطرح أسئلة حول معنى التواصل الحقيقي وحول مدى تأثر القرارات الشخصية والعلاقات بالعوامل الخارجية، بحسب المصدر.

وهذه المسرحية مقدمة من فرقة “المسرحيين المتحدين” المنضوية تحت لواء جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون، وهي من تأليف أحمد السبياع دراماتورجيا وإخراج مريم الزعيمي، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة، في إطار دعم توطين الفرق المسرحية بالمسارح لسنة 2024.

وستقدم أولى عروضها يوم الخميس 17 أكتوبر 2024 بالمركز الثقافي لمدينة الحاجب على الساعة السابعة والنصف مساء.

وتولى مهمة مساعد المخرج في مسرحية “فوضى” عبد الفتاح عشيق، والإدارة الفنية لمحمد العلمي، وإدارة الإنتاج لأمين المربطي، التوثيق والإعلام لعبد الرحمان العلمي، وتنفيذ الإضاءة لابراهيم بن خدة، والإدارة التقنية لرشيد الحياني، وسينوغرافيا وملابس أسماء هموش، تصميم الإضاء لعبد الرزاق أيت باها، والتأليف الموسيقي لياسر الترجماني.

وقام طارق قرقوحي و بدر العباسي،  بتنفيذ ديكور المسرحية، فيما قامت بتنفيذ الملابس فاطمة حموشة، المحافطة العامة لإكرام بشلاح، وتقني الديكور محمد الشاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News