تربية وتعليم

بنموسى يستشهد بتقييم مرصد التنمية البشرية للدفاع عن مدرسة الريادة

بنموسى يستشهد بتقييم مرصد التنمية البشرية للدفاع عن مدرسة الريادة

استشهد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بنتائج عدد من الدراسات والخبرات الخارجية للدفاع عن النتائج الإيجابية لمدرسة الريادة، مشيرا إلى الرهانات المستقبلية المتعلقة بتعميم التجربة في المدرسة العمومية.

وقال بنموسى، في كلمته خلال المنتدى الوطني للمدرس، إنه “تبين بالملموس خلال تنزيل مشروع مؤسسة الريادة، الذي يعتبر برنامجا مهيكلا للإصلاح التربوي، أن المدرس هو الفاعل الجوهري في تحول المدرسة العمومية، وخاصة إذا ما تمت مواكبته وتأطيره من لدن الإدارة التربوية وهيئة التفتيش في إطار فريق عمل منسجم يشتغل وفق رؤية وأهداف موحدة تروم تحسين المكتسبات والكفايات”.

وأورد الوزير أن هذا الأمر “أكدته خلاصات التقييمات الخارجية المستقلة لنموذج مدارس الريادة التي شملت 626 مدرسة ابتدائية خلال الموسم 2023-2024، وخاصة التقييم والبحث الميداني المنجز من المرصد الوطني للتنمية البشرية والذي كشف إجمالا أن المقاربة المعتمدة في تنزيل نموذج مؤسسة الريادة والتي تقوم على التجريب والتقييم قبل التعميم وعلى الانخراط الطوعي للفاعلين وعلى التجديد في المقاربات البيداغوجية وخلق بيئة تربوية تساعد على تحسين جودة التعلمات وتتبع وقياس الكفايات المكتسبة”.

وتابع وزير التربية الوطنية أن التقييمات المنجزة “أبانت عن الأثر الإيجابي لمدارس الريادة على مستوى تحكم التلاميذ في التعلمات الأساس، وذلك بفعل الأثر المزدوج للدعم العلاجي المكثف لجميع التلاميذ باعتماد مقاربة التعليم وفق المستوى المناسب للمتعلم من جهة، ومقاربة التدريس الفعال التي تسمح بتحسين الممارسات البيداغوجية وبناء التعلمات بشكل أفضل من جهة ثانية”.

ولفت في السياق ذاته إلى أن الدراسة التي قام بها المختبر المغربي للابتكار والتقييم، والتي همت عينة تهم أكثر من 20 ألف تلميذ وتلميذة، أثبتت أن “التلميذ المتوسط في مدرسة الريادة يحقق أداء أفضل من 82 في المئة من التلاميذ بمجموعة المقارنة”، موردا أن “نتائج الاختبارات أكدت أن نسبة الإجابة الصحيحة بلغت 62 في المئة لدى تلاميذ مدرسة الريادة مقارنة بـ44 في المئة لدى تلاميذ المدارس غير المنخرطة في المشروع، ما يمثل فارقا بـ18 نقطة مئوية”.

وأضاف وزير التربية الوطنية أن “نسبة التحسن بمدارس الريادة في اللغة العربية بلغت 11 نقطة و19 نقطة في الرياضيات و23 نقطة في الفرنسية، كما أبانت الدراسة أيضا أن المقاربة المعتمدة في تحسين التعلمات تحقق أثارا إيجابيا يشمل كافة التلاميذ بهذه المؤسسات، مع وقع أكبر على التلاميذ ذوي المستوى الضعيف، يورد بنموسى.

وأبرز بنموسى أن النتائج تؤكد أنه “بفضل التعبئة والانخراط الإيجابي للمفتشين والأساتذة والعمل التعاوني للفرق التربوية يمكن بناء نموذج جديد للمدرسة العمومية ذات جودة لجميع الأطفال ويمكن تحقيق تطور كبير وسريع في مستوى تعلمات التلاميذ، وهو ما رسّخ القناعة لدى المتدخلين في تنزيل هذا النموذج الطموح بأنه أضحى يشكل مكسبا تربويا وجب تتميم نتائجه الإيجابية الأولية وتحصين مكتسباته باعتبارها رهانا جماعيا للنهوض بالمدرسة العمومية خلال السنوات المقبلة”.

وتابع أنه على الرغم من أن هذه النتائج “إيجابية وواعدة إلا أنها تتطلب المزيد من اليقظة والتعبئة لإنجاح المشروع الذي يواجه تحديين أساسيين مرتبطين بتعزيز الأثر على التعلمات وكسب رهان التوسيع على باقي المؤسسات التعليمية”.

وأشار المسؤول الحكومي إلى “ضرورة استحضار رهانات كبرى التي نُقبل عليها كمنظومة تربوية، والتي تتطلب تعبئة جماعية لمختلف الفاعلين التربويين وفي مقدمتهم المدرسات والمدرسين”، مشددا على أنه “ندرك جيدا أن في بداية الطريق لتحقيق التحول الجذري للمدرسة العمومية، وأننا مطالبون كفاعلين وشركاء بالرفع من إيقاع الإصلاح ليشمل هذا التحول جميع المؤسسات التعليمية في إطار تحقيق الإنصاف وتكافؤ الفرص وإعمالا لحق توفير تعليم جيد للجميع”.

هذا الأمر يتطلب، وفق الوزير، كهدف مرحلي، “إنجاح مرحلة التوسيع التدريجي لنموذج مؤسسات الريادة وإطلاق المشروع على مستوى السلك الإعدادي الذي انخرطت فيه الوزارة بداية من هذا الموسم الدراسي”، مفيدا أنه سيتم العمل على مواكبة المدرسين والمدرسات من أجل تطوير ممارستهم البيداغوجية وتعميق أثرها على مكتسبات التلاميذ، وتشجيع المدرسين الذين لديهم قدرة على التجديد التربوي ولديهم روح المبادرة مع تتبع نتائج مبادراتهم التجديدية وتقييم أثرها على التلميذات والتلاميذ مع خلق إطار عمل يسمح باعتماد توسيع نطاق المبادرات والمقاربات البيداغوجية المجددة التي أبانت عن نجاعتها التربوية وخلق شروط مأسسة الأوراش التحولية لضمان استدامة الإصلاح التربوي ورعاية الدينامية التي بدأت تعرفها مؤسسات تعليمية والحفاظ عليها طلية مرحلة تنزيل الإصلاح”.

هذا وأشار شكيب بنموسى إلى التحديات المستقبلية لمهنة التدريس منها ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي والإدماج الفعال للتكنولوجيات الرقمية والانخراط في التحول الرقمي، ومدى انعكاس التحولات المجتمعية والتطور العلمي على وظائف المدرسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News