الفنيدق.. تدفقات المهاجرين فرضت إغلاقا مؤقتا لمعبر سبتة وتعزيزات أمنية إسبانية

استأثرت الأحداث الاتي شهدت مدينة الفنيدق ومحاولة اقتحام حدود سبتة المحتلة من طرف مئات المهاجرين الشباب والقاصرين، طيلة اليومين الماضيين، باهتمام الصحافة الإسبانية التي نوهت بالانتشار “الضخم وغير المسبوق” للسلطات المغربية الذي منع مئات المهاجرين من اجتياز حاجز سبتة.
وأكدت صحيفة “إلباييس” الإسبانية، نقلا عن مصادر حكومية في مدريد، أن خطر دخول عدد كبير من المهاجرين اليوم الأحد أدى إلى “إغلاق مؤقت للمرافق الحدودية لمدة 15 دقيقة تقريبًا”.
ولفتت إلى أن أحداث اليوم سببت في استمرار الطوابير والتأخيرات في معبر سبتة لأكثر من ثلاث ساعات بسبب عمليات التفتيش والتدقيق الأمني.
وفي ضوء الأحداث المسجلة خلال الساعات الأخيرة، أبرزن الصحيفة أن وزارة الداخلية الإسبانية عززت انتشار الشرطة المدنية بـ40 عنصرًا، وطائرة هليكوبتر، وطائرات مسيرة في سبتة، وأرسلت قارب دوريات لمراقبة الحدود البحرية لسبتة، وفقًا لمصادر حكومية.
وتابعت “كما تم إبقاء وحدات التدخل في الشرطة في حالة تأهب، بينما يظل الجيش في انتظار التعليمات في حال الحاجة إلى تفعيله”، متوقعة أن تستمر الضغوطات المهاجرة في الأيام المقبلة، لذلك يواصل الحكومة تفعيل الانتشار المعزز الحالي، حسبما أفادت ماريا مارتين.
وتحدثت الصحيفة ذاتها مدينة الفنيدق شهدت، اليوم الأحد، انتشارًا ضخمًا للقوات الأمنية المغربية، “مما منع مئات المهاجرين من اجتياز الحاجز الحدودي مع سبتة، بعد الحملة الفيروسية التي دعت للاقتحام عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الأسابيع الأخيرة”.
وأضافت أن المغرب أرسل منذ يوم الجمعة إلى مدينة الفنيدق الساحلية، المجاورة لسبتة، تعزيزات أمنية غير مسبوقة، مع مئات من العناصر والمركبات، بالإضافة إلى ثماني سفن. كما تم إرسال عدة حافلات إلى معبر سبتة لنقل المهاجرين الذين شاركوا في المحاولة إلى مناطق بعيدة، مع اعتراض مجموعات من الأشخاص الذين حاولوا العبور سباحة على شواطئ الفنيدق وبليونش.
وأفادت أنه على الرغم من الحواجز ونقاط التفتيش المنتشرة حول المدينة المغربية، تمكن بين 200 و400 شاب مغربي ومن دول عربية وأفريقية جنوب الصحراء من الوصول إلى الحاجز الأمني حوالي الساعة 11:00 في منطقة تُعرف بـ “فينكا بيروكال”، حيث حدثت عمليات اقتحام جماعي في السابق. ما جعل الشرطة المدنية الإسبانية أيضًا تنشر العديد من العناصر مع معدات مكافحة الشغب في الجانب الإسباني حتى تم السيطرة على الحادث بعد الظهر.
وتصاعدت التوترات في ليلة السبت/الأحد في الفنيدق، حيث طاردت القوات الأمنية المغربية المهاجرين وسجلت حوادث عنيفة مع رمي الحجارة، والتي تم تصويرها ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. وكانت مدينة فنيدق قد امتلأت بالحواجز منذ أسبوع لمنع مجموعات المهاجرين من الوصول إلى سبتة سباحة.
وأكدت السلطات المغربية أنه خلال الشهر الماضي، منعت قوات الأمن 14,648 مهاجرًا غير قانوني من اقتحام المدن المغربية الشمالية، سواء سباحة على الساحل أو تسلق الحواجز البرية، وهو ما يمثل حوالي ثلث جميع محاولات الدخول غير القانونية التي تم إحباطها هذا العام.