عائد من تندوف: تحركات البوليساريو بمجلس حقوق الإنسان ورقة محروقة والجزائر تركض خلف الوهم

قال رئيس رابطة الصحراء للديمقراطية وحقوق الإنسان، حمادة البيهي، إن تحركات جبهة البوليساريو بمجلس حقوق الإنسان أضحى ورقة محروقة بعد ظفر المغرب بالرئاسة، والذي لم يأت من فراغ، بل نتيجة التراكمات والأشواط الكبيرة التي قطعتها البلاد في مجال حماية وترقية حقوق الإنسان.
ولفت البيهي إلى أن المغرب ظفر برئاسة المجلس رغم ادعاءات الجمعيات المدعومة ماديا من طرف الجزائر وجنوب إفريقيا لتلطيخ أو التشويش على سمعته “إلا أن الحق حق وفي النهايه انتصر الحق، و30 دولة صوتت لصالح الرباط مقابل 14 دولة صوتت لبريتوريا”.
وأشار إلى أن الأصوات التي حصدتها المملكة تعبر عن دول تحترم نفسها وتحترم القوانين ورأت أنها هي الأهل لهذا المنصب، “ونحن اليوم نتربع على رئاسة مجلس الدولي لحقوق الإنسان والدورة تجري في أوضاع عادية كما سابقتها الدوره ال56 والتي كانت ناجحة بامتياز برئاسة مغربية”.
وطالب رئيس رابطة الصحراء للديمقراطية وحقوق الإنسان، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، الجمعيات الحاضرة بالدورة بعدم تسييس القضايا الحقوقية، مشيرا إلى أن مجموعة منها تابعة لجبهة البوليساريو وممولة بأموال الشعب الجزائري تحمل رسائل سياسية تحاول دسها “لكن دائما نحن لها بالمرصاد”.
وأفاد البيهي، وهو أحد العائدين من مخيمات تندوف، أن المغرب حقق تطورا كبيرا في مجال حقوق الإنسان، مسجلا أن حضوره بالمجلس محاولة لتنوير الرأي العام الدولي بما يقع في هذه المخيمات والتي تتحمل الجزائر المسؤولية التامة فيما يقع فيها، لافتا إلى أن العالم ومجلس حقوق الإنسان يتعاطون مع هذا الملف بواقعية.
ونبه المتحدث إلى أن الوضع بمخيمات تندوف لا يطاق ومأساوي، “فالجزائر تقتل بكرة وعشية في أبناء المخيمات وتختطفهم وتعتقلهم وتمارس عليهم أشكالا شتى من العبودية، بدون حسيب أو رقيب وخارج القانون”.
واستشهد رئيس رابطة الصحراء للديمقراطية وحقوق الإنسان بواقعة قتل 20 شابا كانوا يبحثون عن نيازك، قبل شهر تقريبا، مبرزا أن جثثهم ظلت بالصحراء لثلاثة أو أربع أيام، ليتم دفنها بعد ذلك بطريقه غير شرعية دون مراعاة لإرادة عائلاتهم.
وأضاف بحسرة: “قبل ذلك، قتل شباب آخرون كانوا ينقبون عن الذهب بالقرب من مخيم الداخلة وتم حرقهم بالبنزين، وقبلهم رمي آخرون بالرصاص تحت ذريعة أنهم كانوا يهربون المحروقات، فالقتل لا يتوقف”.
وطالب المفوض السامي لحقوق الإنسان والفاعلين الحقوقيين والهيئات الدولية بمراعاة ما يجري في مخيمات تندوف وتسليط الضوء على معاناة ساكنتها، معتبرا أن البلاد التي تتحمل مسؤولية ما يقع هناك، لا يمكنها أن تعطي دروسا للمملكة في حقوق الإنسان “من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة”.
وفي السياق ذاته، قال البيهي إن الجزائر مطالبة بأن “توفر أولا أدنى شروط الكرامة والعيش الكريم لساكنيها قبل أن تحقق دولة مستقلة لسكان مخيمات تندوف، الذين سئموا من الوعود والعنجهيه وبلطجيه ميليشيات البوليساريو”.
ولفت إلى أن أبناء الأقاليم الجنوبية، يتوفرون على كامل حقوقهم، وبات بعضهم، وبجوازات سفر مغربية يتحدثون كما يشاؤون في أروقة الأمم المتحدة ويعودون للعيون والسمارة وكان شيئا لم يكن، متسائلا: “هل ممكن أن يفعل ذلك شاب أو شابة من أبناء مخيمات تندوف، أن يأتي هنا لجنيف ويعبر عن رأيه ويعود سالما غانما هذا مستحيل”.
وأردف الفاعل الحقوقي “في هذه المخيمات إذا أردت أن تعارض لابد أن تخرج منها لأن المعارضة داخلها يعني القتل أو الحبس مدى الحياة”، مناشدا في الوقت نفسه المنتظم الدولي للضغط على الجزائر للانخراط معه لإيقاف هذه المهزله في تندوف.
من جهة أخرى، شدد على ضرورة أن تحرص المنظمات التي تمد يدها لمساعدة ساكنة مخيمات تندوف على أن تصل المساعدات إلى ذويها المحتاجين الحقيقيين من النساء والأطفال والكهول في هذه المخيمات، “لأن التلاعب بها ونهبها بات أمرا متعارفا عليه وأضحت صكا تجاريا لجنرالات الجزائر وقادة البوليساريو، والذين أصبحوا أثرياء بعدما اقتاتوا على معاناة المساكين والضعفاء”.
وأورد رئيس رابطة الصحراء للديمقراطية وحقوق الإنسان أن الأوان قد حان لتتحمل الجزائر مسؤولياتها “لأن هذا النظام لازال حبيس الدغمائية السياسيه والأوهام، فمن يريد حل مشكل الصحراء خارج السيادة المغربية حتما هو واهم”.
ويرى أن المملكة المغربية عبرت عن نية حسنة لإيجاد مخرج لهذا النزاع المفتعل الذي عمر أكثر من اللازم في منح هذه الأقاليم حكما ذاتيا موسعا يضمن الكرامة والعيش الكريم للساكنة ويحافظ على هويتها الحسانيه كجزء لا يتجزأ من التراث المغربي العريق، مؤكدا أن الرباط بذلت جهدا كبير جدا في تنمية هذه الأقاليم وجعلتها الوجه الحقيقي لها تجاه عمقها الإفريقي.