ناجيات من زلزال الحوز يتذكرن ليلة الفاجعة: “مازلنا تحت الصدمة ورأينا الموت”

وسط خيام عوضت المنازل العامرة التي هدمها زلزال الثامن من شتنبر، تعود ناجيات بالذاكرة إلى ليلة الفاجعة مستحضرات هول الصدمة وذكرى الأقارب والجيران الذي قضوا تحت الأنقاض ضمن الكارثة التي ستبقى عالقة في الأذهان، بعد مرور سنة كاملة على وقوعها.
“مازلنا تحت الصدمة” و”رأينا الموت بأعيننا”، بهذه العبارات توجز ناجيات من الزلزال، لجريدة “مدار21″، شعورهن بعد مرور سنة عن فاجعة زلزال الحوز المدمر الذي راح ضحيته ما يناهز 3 آلاف شخصا وآلاف الجرحى إضافة إلى خسائر مادية كبيرة.
عائشة، واحدة من المتضررين في زلزال الحوز، تحكي بنبرة تختزل الحسرة بأنها ماتزال تذكر ليلة الفاجعة وماتزال تحت الصدمة، وكأن لسان حالها يقول كيف يمكن نسيان ما جرى ووضع الحياة السابقة على رفوف الماضي؟!
وأضافت عائشة بأنها لحظة الفاجعة كانت تشاهد التلفاز قبل أن تشعر بالاهتزاز لتدرك أنه الزلزال، مفيدة أنها حاولت الهرب غير أن الزلزال “لم يمهلنا”، لتكتشف فيما بعد الوضع بالدوار الذي تحول معظمه إلى أطلال شاهدة على حياة ولّت.
“رأيت الموت بعيني” تلخص عائشة مشهد نجاتها، مستحضرة بعيون تغالب الدمع أسماء الراحلين والراحلات من الجيران والأقارب داعية لهم بالرحمة، مضيفة “مازلت تحت الصدمة، وفكرت أن أغادر عند أخي في المحمدية لكن فضلت المكوث هنا”.
ومن حجم الألم بسبب ذكرى ليلة الفاجعة أطلقت عائشة سراح الدمع لينفجر من مقلتيها، مؤكدة أن ما تتمناه حاليا هو أن تستفيد من باقي مبلغ الدعم لإكمال بناء المنزل ومغادرة الخيمة “لأننا تعبنا”، على حد تعبيرها.
سيدة أخرى من متضررات زلزال الحوز تستحضر من أمام خيمتها، بروح من الطرافة وخفة الدم، مشاهد الفاجعة إذ اهتزت الأرض بينما كانت زوجة ابنها تعد وجبة العشاء، مضيفا اعتقدنا في البداية أن هناك من يتحرك فوق المنزل، ثم “مشات الدنيا وجات” ولم نجد إلى أين نذهب حينها.
وتابعت المتحدثة أن الجميع شعر بالرعب وكان الصراخ يملء الدوار ومشاهد الدماء على وجوه الناس، وآخرون يجرون بدون أحذية ويصيحون “لالة طاموا مشات.. لالة طاموا ماتت”، مستحضرة أسماء الجيران الذين رحلوا بسبب الزلزال.
ولفتت السيدة إلى أن منزلها ومنزل أولادها تهدم بالكامل لتقضي العائلة الليلة في العراء، قبل أن تأتي فيما بعد الخيام، مشيرة إلى استفادة الأسر من المساعدات والمواد الأساسية والملابس، مضيفا أنها تتذكر الفاجعة وكأنها حدثت للتو وتتخوف من تكرار المشهد، بعدما فقدت كل أملاكها التي حملتها الجرافات مع ركام المنزل.