الفيلم الهندي “حياة الماعز”.. بين الإشادة وابتزاز مشاعر الجمهور

ما يزال فيلم “حياة الماعز” الذي يحكي قصة عامل هندي مهاجر أجبر على العبودية في السعودية كراعٍ للماعز، يحقق مشاهدات عالية ويثير تفاعلا كبيرا، بين من يشيد بقصته وطريقة تصويره، ومن يعتبر أن الضجة التي أثيرت حوله كانت مبالغا فيها.
الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم، أكد في تصريح لجريدة “مدار21” أن الضجة التي أثيرت حول فيلم “حياة الماعز” كانت أكبر من قيمة الفيلم الفنية بكثير، إذ وجده فيلما بسيطا يحتوي على مكونات السينما الهندية البوليودية من مبالغة في تصوير الأحداث ولعب على مشاعر المشاهدين بشكل يصل لابتزاز عواطفهم، وأداء تمثيلي مبالغ فيه أيضا، إضافة إلى تمطيط لا يخدم تطور الدراما بقدر ما يعيقها.
وبخصوص تناوله لقضية الكفيل، فقال إنه لا يجد أن هذه القضية هي الأساسية في الفيلم، بل ترصد معاناة شخص وجد نفسه مختطفا وتم استعباده واستغلاله وهي قصة في خطوطها العريضة شاهدناها أكثر من مرة وفي أفلام أفضل من هذا الفيلم بكثير.
وواصل الناقد السينمائي عبد الكريم واكريم في تعليقه قائلا: “العمل بنظام الكفيل على حسب علمي تم الاستغناء عنه في السعودية نهائيا سنة 2021، وأظن أن ردود الفعل حول هذا الفيلم من الجانبين النقيضين، الذين بالغوا في الإعجاب به وتقديره وتقييمه أكثر مما يستحق والآخرين الذين اعتبروه إساءة لبلدهم أو لبلدانهم، كلاهما كانت مبالغ فيها كثيرا وجعلت الفيلم يحظى بشهرة لم يكن يحلم بها منتجوه وصانعوه، كونه فيلم بوليودي بسيط آخر يضاف لما تنتجه بوليود والذي سينسي قريبا ولن يذكره أحد”.
وفي تفاصيل الفيلم الذي يعكس قصة حقيقة، ينطلق بِرَهنِ نجيب، عامل هندي، منزله وبيع ممتلكاته للحصول على تأشيرة عمل في إحدى الشركات بالسعودية، لدى وصوله وصديقه إلى المملكة للقاء بكفيلهم الذي سيتأخر بالوصول إلى المطار، ليتم استغلالهما من قبل رجل سعودي يظهر أنه قاسٍ وإيهامهما بأنه الكفيل، ليصطحبهما إلى صحراء قاحلة.
وسيختار هذا الرجل ترك أحدهما في مزرعة صديقه، بينما سيأخذ معه نجيب إلى مزرعته، والذي سيصطدم بواقع قاسٍ مليئ بالعبودية والتعذيب النفسي، وبمعاملة غير إنسانية من قبل كفيله ستجعله يتحول إلى شخص آخر بسبب صعوبة الحياة، ليحاول بعد سنوات من الاحتكار الهرب رفقة صديقه وإفريقي التقوا صدفة، لتنطلق معاناة أخرى في قلب الصحراء.
وخلال هذه الرحلة التي لا تقل صعوبة عن سابقتها خلال عمله لدى مختطفه الذي أوهمه بأنه الكفيل الحقيقي، إذ سيموت صديقه الذي رافقه من الهند إلى السعودية بسبب العطش والحر الشديد، ويختفي الشخص الآخر في عاصفة رملية، ليتمكن من الوصول إلى حافة الطريق لطلب المساعدة، غير أنه في نهاية المطاف سيجد نفسه في السجن قبل ترحيله إلى بلده.
ويشير الفيلم في نهايته إلى أن نجيب ليس سوى حالة من بين آلاف الحالات التي عانت الويلات لسنوات من الاحتكار والعبودية والتعذيب بسبب نظام الكفيل.