“أوسموسون” تكشف تفاصيل أول مشاريعها لتحلية الماء بالصحراء المغربية
أعلنت شركة أوسموسون، الرائدة في حلول تحلية المياه المالحة ومياه البحر باستخدام الطاقة الشمسية، عن بدء تشغيل أول محطة تحلية تعمل بالطاقة الشمسية في المغرب. مشيرة إلى استخدام المياه العذبة المنتجة من هذه المحطة، التي تم تركيبها في منطقة كلميم-واد نون لصالح مشروع ساند تو غرين، في ري مزرعة بيئية بمساحة 38 هكتار في الصحراء المغربية كجزء من مشروع الزراعة التجديدية.
ولفتت إلى أن شركة “ساند تو غرين”، الفرنسية المغربية، والتي تستفيد من المشروع، تأسست في عام 2022، وطورت نموذجًا للزراعة الحرجية المستوحاة من الواحات، والذي يسعى لمعالجة تدهور التربة لجعل التربة الصحراوية خصبة، ويرتكز النموذج المعتمد لديها على ثلاثة ركائز أولها برمجيات الزراعة الحرجية، والهندسة البيولوجية للتربة، واستخدام المياه غير التقليدية (مياه الآبار المالحة).
وقالت “أوسموسون” في بلاغ لها، اطلعت عليه جريدة “مدار21” الإلكترونية، إن ساند تو غرين استعانت بخدمات أوسموسون لمعالجة هذه المياه، إذ قامت الأخيرة بتركيب محطتها 6 BW القادرة على إنتاج ما يصل إلى 140 مليون متر مكعب من المياه العذبة يوميا.
وأوضحت أن سحب المياه يتم من الاحتياطيات الجوفية من المياه المالحة، وبعد المعالجة، يتم استخدامها لري 31 هكتار من مزارع التين والرمان وأشجار الخروب، بالإضافة إلى النباتات مثل إبرة الراعي وإكليل الجبل. مسجلة أنه سيتم تنفيذ صيانة المحطة من قبل فرق أوسموسون المغرب. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء مزرعة تجريبية بمساحة 7 هكتار من نباتات الهالوفيت والنباتات العلفية والأشجار لاختبار معالجة المحلول الملحي.
وسجلت الشركة أنها سبق وأنشأت فرعا لها في المغرب، بشراكة مع مجموعة PCS الصناعية المغربية. وذلك بهدف إيجاد حل فعال منخفض الكربون لمشكلة الضغط المائي التي يواجهه المغرب حاليا، والتي أطلقت تواجهه الحكومة المغربية ببرنامج وطني لتوفير المياه الصالحة للشرب والري (PNAEPI).
وأضافت بهذا الصدد :”مع وجودها المحلي بالمملكة، فإن أوسموسون المغرب في وضع جيد لخدمة احتياجات البلاد وكذلك شمال وغرب إفريقيا، وذلك بقدرتها على تحلية مياه البحر والمياه المالحة باستخدام الطاقة الشمسية.
وأفاد ينجامين روميو، الرئيس التنفيذي لشركة ساند توغرين، أن “استخدام المياه غير التقليدية هو أحد المفاتيح لنموذج الزراعة التجديدية، واستخدام تكنولوجيا معالجة المياه منخفضة الكربون المتينة التي طورتها أوسموسون خيارً واضحً لنا، وذاك من خلال براعتنا الهندسية وحلول الشكة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية، والتي أظهرنا من خلالها أن تدهور التربة ليس عملية حتمية ويمكن حتى عكسها بإحياء الأراضي القاحلة لجعلها خصبة مرة أخرى، وهذه أخبار جيدة للأجيال القادمة، أليس كذلك؟”.
بدوره، عبر كوينتين راجتلي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أوسموسون، عن فخره، بالإعلان عن تشغيل أول مشروع للشركة بعد أشهر فقط من حضورها بالمملكة، مسجلا أن “المغرب يواجه أزمة مياه حادة والاحتياجات هائلة، ومن خلال مشاركة معرفتنا مع مجموعة PCS، يمكننا دمج فهمهم لقضايا الأرض المحلية مع حلولنا منخفضة الكربون، مما يمكننا من إيجاد حل سريع للحاجة الملحة للوصول المستدام إلى مياه الشرب”.
وسبق لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، أن أكد في وقت سابق، الوزارة تقوم بدراسة عدة مشاريع للسقي تهم عددا من المناطق، أبرزها بمنطقة الري بسيدي رحال المرتبطة بمحطة تحلية مياه البحر بالدار البيضاء التي ستوفر، إضافة إلى تزويد مدينة الدار البيضاء بالماء الصالح للشرب، الماء لسقي مساحة تبلغ 8 ألف هكتار في منطقة سيدي رحال.
كما تشمل هذه المناطق، بحسب جواب الوزير على سؤال تدور رجاها حول إحداث محطات تحلية ماء البحر، بجلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين.، منطقة السقى بطانطان على مساحة 5 آلاف هكتار، وحوالي 70 ألف هكتار في كل من مناطق الشرق وكلميم وتيزنيت والصويرة وشيشاوة والوليدية وبوجدور.
وأقر المسؤول الحكومي في جوابه، بأن القطاع الفلاحي يواجه إجهادا مائيا كبيرا تتزايد حدته بفعل زيادة الطلب على المياه من جهة وتأثيرات تغير المناخ وحالات الجفاف المتكررة من جهة أخرى، مشيرا إلى أنه باستثناء حوضي اللوكوس وسبو، شهدت مناطق الري قيودا صارمة وانقطاع إمدادات المياه على مدى عدة سنوات.
ولفت صديقي أن الوزارة وضعت استراتيجية من أجل سقي 104 ألف هكتار بتحلية مياه البحر، في إطار تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر والبرنامج الوطني لتوفير مياه الشرب والري 2020-2027، مسجلا أنها قامت ببناء أول محطة لتحلية مياه البحر بجهة سوس ماسة لحماية منطقة إنتاج البواكر باشتوكة على مساحة 15 ألف هكتار.
وأبرز الوزير أن هذا المشروع يهدف من جهة، إلى ضمان استدامة الفلاحة السقوية بمنطقة اشتوكة، التي تعد أهم ممون للسوق الوطنية من الخضر، خاصة الطماطم وتساهم بـ90 في المائة من صادراتها، موضحا أنه تم تشغيل هذه المحطة منذ شهر دجنبر 2022 في مرحلة أولى، عبر إمداد مدينة أكادير الكبرى بالمياه الصالحة للشرب بسعة 150 ألف متر مكعب في اليوم.
