السلطات تثني محتجي بوعروس عن المبيت الليلي بفتح الحوار مع عامل تاونات

تمكنت السلطات العمومية في إقليم تاونات، في وقت متأخر من ليلة أمس الإثنين، من إقناع المحتجين القادمين من جماعة بوعروس في اتجاه مدينة فاس، بالتراجع عن خطوتهم الاحتجاجية، مقابل عقد جلسة حوار مستعجلة مع عامل الإقليم اليوم الثلاثاء، وذلك بعد مفاوضات كبيرة.
وكانت السلطات العمومية قد منعت المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها ساكنة جماعة بوعروس بإقليم تاونات، والتي كانت متجهة نحو مقر ولاية جهة فاس مكناس، للترافع من أجل عدد من المطالب الاجتماعية، حيث أقدمت السلطات العمومية، المكونة من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة وممثلي السلطات المحلية، على محاصرتها فور وصولها إلى الطريق الوطنية.
وأسفر التفاوض بين المحتجين ومسؤولين من إقليم تاونات، في وقت متأخر من ليلة أمس، عن إقناعهم بعدم تنفيذ خطوة المبيت الليلي بالقرب من قنطرة إيناون على الطريق بين فاس وتاونات، ليتم نقلهم صوب منازلهم عبر سيارات النقل المدرسي في انتظار ما سيسفر عنه الاجتماع بين ممثلي الساكنة وعامل الإقليم اليوم الثلاثاء.
وتطالب الساكنة بتوفير مياه صالحة للشرب في ظل معاناة متزايدة مع ندرة المياه والجفاف، إضافة إلى إحداث مستوصف صحي لتقريب الخدمات العلاجية من المواطنين، وتهيئة طرق لفك العزلة عن عدد من الدواوير بالمنطقة.
ودعت ساكنة بوعروس إلى مسيرة على الأقدام صوب ولاية جهة فاس مكناس قصد إيصال مطالبها الاجتماعية إلى الجهات المسؤولة، في ظل ما تعتبره تهميشا وإهمالا متواصلا في حق المنطقة، أمام عدم الاستجابة للمطالب، رغم الشكاوى والمراسلات المتكررة.
ومن المرتقب أن يستقبل عامل الإقليم المحتجين قصد الاستماع لمطالبهم وبحث الحلول الممكنة للمطالب التي ترفعها الساكنة، والتي اضطرت إلى قطع عشرات الكيلومترات سيرا على الأقدام، من أجل إيصال صوتها إلى والي جهة فاس مكناس بالنيابة بعدما أوصدت الأبواب في وجهها.
ويأتي هذا التحرك الاحتجاجي في سياق احتجاجات متكررة تعرفها بعض الجماعات القروية بإقليم تاونات، حيث يطالب المواطنون بمشاريع التنموية والاستجابة لحاجياتهم الأساسية، خاصة في مجالات الماء والصحة والتعليم والبنية التحتية.
واختزل توجه الساكنة باتجاه ولاية فاس تجاوزا لعامل إقليم تاونات الذي تعالت الأصوات المطالبة برحيله بسبب ما تعتبره “عجزا كبيرا” في الاستجابة لمطالب ساكنة عدد من الجماعات الترابية بإقليم تاونات.