فن

رسالة تضامن لفلسطين بافتتاح مهرجان كناوة بالصويرة ودعوة للعالم إلى السلام

رسالة تضامن لفلسطين بافتتاح مهرجان كناوة بالصويرة ودعوة للعالم إلى السلام

قالت نائلة التازي، مديرة ومنتجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، إن هذا الحدث أثبت أن الثقافة ليست مجرد ترف، بل هي قوة حقيقية ورافعة أساسية للتنمية، مشيرة إلى أن مدينة الصويرة أصبحت اليوم نموذجا على الصعيدين الدولي والوطني، ومنارة للثقافة والانفتاح والتعايش والتضامن.

وأضافت نائلة، في كلمة ألقتها على مسامع الحاضرين والجمهور في انطلاق الدورة الـ25 من فعاليات مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، أنها “من قلب مدينة الصويرة نرسل اليوم رسالة تضامن كامل إلى فلسطين، والشعب الفلسطيني، ورسالة سلام إلى العالم”، مبرزة أن هذا التعايش يتجلى في استضافة العديد من الفنانين من أكثر من 14 دولة.

وقالت في كلمتها أيضا إن “مهرجان كناوة أصبح حدثا تاريخيا يشهد على استثنائية وتنوع ثقافة المغرب في المشهد الفني العالمي”، إذ بحسبها أصبح هذا المهرجان مدرسة حية للإشعاع الفني والتعايش بين الثقافات بفضل مجهودات كل الأطراف إلى جانب ساكنة الصويرة.

وأكدت في افتتاح هذه التظاهرة التي حج إليها المستشار الملكي اندريه أزولاي، ورئيس الحكومة الإسبانية السابق خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو، أن المهرجان نجح في إبراز فن وثقافة كناوة، حيث جذب الفنانين والجمهور من جميع أنحاء العالم، عادّة أن “تسجيل كناوة كتراث عالمي لامادي لدى اليونيسكو يعد اعترافا دوليا بقيمته الفنية والثقافية في بلد أصبحت فيه الصناعة الثقافية والإبداعية رافعة للنمو الاقتصادي تماشيا مع توجيهات الملك محمد السادس”.

وسجلت في كلمتها أن التزام المغرب بالمحافظة على التراث الثقافي المغربي وإشعاعه على الصعيد الدولي يجسد “الحرص المولوي الدائم على تعزيز الهوية المغربية والانفتاح على مختلف الثقافات”.

وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، الذي حضر لدعم هذا الحدث الثقافي، أكد أن هذا الأخير يشكل استثمارا في الإنسان الذي يعد أمرا مهما، مشددا على أن “وزارة الثقافة منخرطة في دعم هذا المهرجان ومجموعة من المهرجانات عبر المملكة، لاقتناعها بدور الثقافة في صناعة الإنسان”.

وأضاف الوزير، في كلمة ألقاها خلال افتتاح فعاليات الدورة الـ25 لمهرجان كناوة، أن “هذا المهرجان الذي تجاوز عمره 25 سنة، منح دينامية إيجابية لمدينة الصويرة وجعل منها مدينة ثقافية، إلى جانب خلقه دينامية اقتصادية أيضا، ووزارة الثقافة ستظل داعمة لهذا المهرجان لأن الثقافة هي الإنسان والإنسان هو السلام”.

وأفاد منظمو مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة في وقت سابق بأن المهرجان يواصل تعزيز إشعاعه على الساحة الموسيقية العالمية بفضل تقليده غير المسبوق المتمثل في حفلات المزج الموسيقية الفريدة.

وأبرزوا أن مزج إيقاعات كناوة مع باقي أصناف الموسيقى من جميع أنحاء العالم تعد فكرة فريدة ومُؤسِّسة لمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، مشيرين إلى أنه منذ البداية، تم اعتبار المهرجان كمختبر موسيقي لاكتشاف أنجح التجارب المبدعة، من أجل إسعاد عشاق الموسيقى ورواد المهرجانات الباحثين عن إبداعات جديدة وفريدة.

وأضاف المصدر ذاته، أنه بمناسبة تنظيم النسخة الـ25 للمهرجان، من المنتظر تقديم 5 حفلات موسيقية للمزج، مع مواهب من إسبانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا ومالي والسنغال، رفقة مْعلمي كناوة، الذين أصبحوا أساتذة في مزج ذخيرتهم الفنية مع زاد الموسيقيين من جميع أنحاء العالم.

وبعد أداء مذهل خلال الدورة 24 للمهرجان، سيطل من جديد محمد كويو خلال نسخة هذه السنة من خلال حفل جديد، والذي سيجمع عازِفَي إيقاع عبقريين، وهما المغربي راني كريجا، وهيربي هانكوك أو آل دي ميولا، والفرنسي جون جراندكامب الذي يستمد إلهامه من الموسيقى الإفريقية والسول والفانك، في مواجهة كيكي بيردومو، وعازف القيتار الكهربائي، المالي غيمبا كوياتي، في حوار بين روافد فنية وثقافية تستمع لبعضها البعض وتتبادل وتمتزج لتذهل وتلهم الجميع.

وفي لقاء بين موهبتين استثنائيتين، سيمزج عازف الباس والملحن والمغني السنغالي ألون واد، نغماته مع نغمات كمبري المعلم الشاب عبد المالك القادري، الإبن الروحي لأعظم معلمي كناوة مثل المعلم عبد الله غينيا والمعلم عبد الرحمن باكو والمعلم الشريف الركراكي وغيرهم.

وينتمي أبلاي سيسوكو أحد أفضل عازفي الكورا في العالم، بأسلوبه الموسيقي الرائق والحديث، إلى الجيل الجديد من الفنانين السنغاليين الذين يجسدون الجمع بين تقاليد الماندينكا والإبداع الموسيقي المعاصر، بينما يستمد مهدي قاموم فنه من جذوره والتراث الموسيقي الغني لبلاده: كناوة، هوارة، إسمغان، الركادة، الدقة المراكشية.. وهي كلها أصناف تلامس الحداثة بفضل آلة الكمبري الكهربائي في حوار موسيقي بين فنانَين أصيلين ومعاصرين، وفق المنظمين.

طارق،‭ ‬وريث‭ ‬قبيلة‬ ‮”‬آيت‭ ‬حميتي‮”،‭ ‬أحد‭ ‬ممثلي‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬المُشبعين‭ ‬بالتقاليد‭ ‬الكناوية‭ ‬والمنفتحين‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬وأصناف‭ ‬الموسيقى‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المزج‭ ‬بين‭ ‬الموسيقى‭ ‬الكناوية‭ ‬والإيقاعات‭ ‬الغربية،‭ ‬مثل‭ ‬موسيقى‭ ‬الالكترو‭ ‬التي‭ ‬يشتغل‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ،2011 ‬ويلتقي ‬طارق‭ ‬آيت‭ ‬حميتي خلال‭ ‬هذه‭ ‬الدورة في حفل موسيقي باذخ وقوي وناذر مع المجموعة الجنوب إفريقية “‭‭ BCUCّّ

وضمن حفلات المزج خلال هذه التظاهرة الموسيقية العالمية يجتمع حميد القصري وبوكانتي، بعدما افتتح القصري في 2018 دورة المهرجان بلقاء فني مع فرقة الجام جاز Snarky Puppy المشهورة والتي تقيم بحي بروكلين الشهير والتي يتولى إدارتها الموسيقية مايكل ليغ والذي بادر إلى إحداث مشروع بوكانتي.

يشار إلى أن الدورة 25 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، التي تحتفي بمرور ربع قرن على هذا الاحتفاء الكبير بالأخوة، في أجواء فريدة من نوعها عبر العالم، ستستقبل أزيد من 400 فنان خلال 53 حفلا موسيقيا، في برنامج غني ورائد، يضع المزج في صلب برمجته ويقدم للجمهور تشكيلة غنية من الموسيقى والتجارب الصوتية الأصلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News