سياسة

معهد إسرائيلي يُحذّّر تل أبيب من غضب الرباط لاستمرار الحرب على غزة

معهد إسرائيلي يُحذّّر تل أبيب من غضب الرباط لاستمرار الحرب على غزة

أفاد معهد إسرائيلي أنه وبالرغم من عدم تأثر الجوانب الرئيسية للعلاقات المغربية الإسرائيلية بسبب الحرب على غزة، إذ إن التبادل التجاري الثنائي “مستمر” والتعاون الأمني “متواصل”، إلا أن جوانب أخرى هامة تأثرت بشكل كبير، لا سيما العلاقات الدبلوماسية العلنية والزيارات الرسمية والسياحة.

وقال معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، إن “النمط” من تقلب العلاقات خلال فترات التصعيد في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني “ليس جديدا”، مؤكدا أنه “يجب على تل أبيب أن تتذكر أن دعم الرباط للفلسطينيين قد يتجاوز الكلام فحسب، فخلال الانتفاضة الثانية، وصل المغرب إلى حد قطع العلاقات مع إسرائيل بسبب تصاعد الصراع، واستغرق الأمر ما يقرب من عشرين عاما لتجديدها”.

واستشهد المصدر ذاته باستطلاع الشبكة البحثية المستقلة التي يقع مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية، البارومتر، الذي نشرت نتائجه بداية يونيو، واصفا نتائجه بـ”المقلقة” للمسؤولين الإسرائيليين، إذ أشار إلى انخفاض حاد في الدعم الشعبي لاستئناف العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، بما في ذلك المغرب، “حيث انخفض من 31٪ في عام 2022 إلى 13٪ فقط. وهذا يمثل تحولا كبيرا في الممملكة، الذي كانت تتمتع بمستويات عالية من الدعم مقارنة بالدول العربية الأخرى مثل مصر والأردن”.

ولفت إلى أن البارومتر عزا هذا الانخفاض إلى كيفية رؤية العالم العربي، بما في ذلك الرباط، للحرب المستمرة في غزة. وبحسب نتائج الاستطلاع المذكور، يصف المغاربة الأحداث في غزة بأنها مذبحة (26٪)، حرب (24٪)، إبادة جماعية (14٪)، أو قتل جماعي (14٪)، مسجلا أن احتجاجات تُنظم تقريبًا بشكل أسبوعي للتعبير عن الدعم للفلسطينيين، ورفع شعارات تطالب بقطع العلاقات بين إسرائيل والمغرب.

وسجل أن المملكة سمحت بالتظاهرات العامة دعما للقضية الفلسطينية، والتي اكتسبت دعما كبيرا في المغرب وفي العالم العربي بشكل عام، على مر السنين، وذلك تأكيدا لموقفها الداعم لإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967، إلى جانب إسرائيل، ملمحا إلى أن ذلك (تنظيم الاحتجاجات) يساعد في تحويل الانتباه عن القضايا الداخلية الملحة مثل تكاليف المعيشة والغلاء.

وفي نونبر الفارط، وبعد شهر من الحرب على عزة، توقع تقرير أمريكي تأثر العلاقات المغربية الإسرائيلية، مؤكدا أن “مدة الهجوم الإسرائيلي” عامل حاسم في المسار المستقبلي للعلاقات بين الطرفين.

واعتبر التقرير الذي نشرته مجلة “World Politics Review” الأمريكية، وقتها أن “التطبيع” بين المغرب وإسرائيل سيصمد إذا كانت الحرب الدائرة في قطاع غزة قصيرة، “لكن، إذا ما استمرت لأشهر وارتفع عدد الضحايا، لن تجد الدولة المغربية حلا، غير تخفيض وتيرة التطبيع وتجميده، أو ربما التراجع عنه بشكل نهائي”.

وقال التقرير إن العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة، وبسبب الإدانة الدولية والمواقف الرافضة لها، من الوارد أن تؤثر على علاقات تل أبيب الخارجية، وخاصة تلك التي تربطها بالدول العربية “المطبعة” معها، ومن ضمنها المملكة المغربية.

ولفت التقرير إلى أن العلاقات بين الرباط وتل أبيب تواجه تحديا بسبب “التضامن الكبير للمغاربة مع الفلسطينيين، وتبنيهم للقضية الفلسطينية”، مشيرا إلى أن توقيع المغرب على اتفاقيات أبراهام وإعادة علاقتها مع إسرائيل “كان مبادرة تستحق المخاطرة”.

وسجل أن اتفاقية أبراهام كانت خطوة مهمة في تمكين المغرب من تثبيت سيادته على أقاليمه الجنوبية، وبالتالي بلوغ الهدف الأول لسياسته الخارجية، مشيرة إلى أن الاعتراف الأمريكي ساعد على استمرار العلاقات المغربية الإسرائيلية وفق مسار تابث، مؤكدا أن علاقتهما “كان لا يمكن التشكيك فيها قبيل السابع من أكتوبر”.

كما اسشتهد التقرير بـ”التوبيخ” الذي صدر مارس الفارط، من الديوان الملكي في حق حزب العدالة والتنمية بسبب اتهام أمينه العام وزير الخارجية المغربي بالانحياز لتل أبيب، وتأكيده على أن القضية الفلسطينية “لا ينبغي استخدامها لتحقيق مكاسب سياسية”.

واستعرض التقرير المحطات التي مرت بها العلاقات المغربية الإسرائيلية منذ دجنبر 2022 إلى حدود أكتوبر 2023، لا سيما تبادل الزيارات والاتفاقيات الاقتصادية والثقافية الموقعة، وأيضا اعتراف تل أبيب بمغربية الصحراء، وهو ما كان يمهد لزيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو

واعتبرت أن الرباط باتت أمام “خيارات قليلة” للحسم في علاقتها مع إسرائيل، أبرزها الأمل في انتهاء الحرب قريبا، مشددة على أن المغرب لم يمنع الاحتجاجات والمظاهرات التضامنية مع فلسطين، وحتى “دوس” بعض المتظاهرين على العلم الإسرائيلي والعلم الأمريكي، الداعم الرئيسي له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News