مجتمع

أجواء الفرح والحماس تسود الدخول المدرسي الثاني لما بعد الجائحة

أجواء الفرح والحماس تسود الدخول المدرسي الثاني لما بعد الجائحة

صبيحة “جمعة مباركة”، تليق بيوم الانطلاقة الفعلية التي شهدتها اليوم مختلف المؤسسات التعليمية بأسلاكها الثلاثة (الابتدائي والإعدادي والثانوي التأهيلي) في المملكة، وسط إجراءات احترازية وتعبئة من لدن التلاميذ والأطر الإدارية والتربوية وآباء وأولياء التلاميذ.

ما يناهز 11 مليون طالب وطالبة، تلميذ وتلميذة، التحقوا صبيحة اليوم الجمعة، بالمؤسسات التعليمية بعد مضي عطلة مدرسية كانت أطول من المعتاد بسبب تداعيات الجائحة، واستمرار حملة التلقيح الكبرى التي شملت الفئة العمرية مابين 11 و18 سنة المتمدرسة.

واتسم الدخول المدرسي الحالي، بالتنزيل الصارم للمذكرة الوزارية 39-20 التي تحدد كيفية تدبير مختلف محطات الدخول المدرسي، مع هدف أساسي يتجلى في مكافحة تفشي العدوى في قلب الوسط المدرسي والحرم الجامعي.

وعاينت “مدار21″، عبر زيارة للثانوية التأهيلية المنصور الذهبي بالرباط، مدى اختلاف الدخول المدرسي الحالي عن سابقه الذي كان آخر تأزما وضبابية غير أن النقطة القوية الحاضرة بين السنة الفارطة والحالية، هي التركيز على هاجس الحفاظ على السلامة الصحية للهيئة التربوية والتلاميذ والتلميذات.

وسجلت الجريدة بحضور المعقمات والمنشورات والملصقات التحسيسية، التي وضعت رهن إشارة التلاميذ والطلبة، لحثهم على التقيد الصارم بالسلوكيات الوقائية (ارتداء الكمامات الواقية والتباعد الجسدي وتعقيم اليدين …)، فيما بدأ توافد التلاميذ بحقائبهم ووزرات المدرسية أنيقة، بمقاعد الدراسة وهم سعداء بلقاء زملائهم وأساتذتهم وأصدقائهم، وعلى كامل الاستعداد لسنة جديدة من المثابرة.

ويتزامن الدخول المدرسي الحالي، مع بداية تخفيف القيود الصحية، بالنظر إلى التحسن المهم على الوضعية الوبائية، وانخفاض مؤشرالإصابات بفيروس كورونا، مقابل التقدم المشهود الذي تعرفه الحملة الوطنية للتلقيح بما فيها تلقيح الأطفال ما بين 11 و18 سنة.

ويتمير الدخول المدرسي الثاني في ظل جائحة “كوفيد-19″، بعض الآباء يعبرون عن استعدادهم لاستئناف حياة “شبه طبيعية”، فيما يحبّذ البعض الآخر اعتماد التعليم عن بعد، على الرغم من تحسن الوضعية الوبائية.

بالنسبة لأسماء وعادل، كان التأطير والمواكبة التي استفاد منها طفلهما محسن خلال العطلة المدرسية، خاصة خلال شهر شتنبر، أساسيا من أجل استئناف تدريجي للدروس.

يبرز هذان الوالدان أن السنة المنصرمة كانت حافلة، فبين التعليم نصف الحضوري، والوضعية الوبائية وامتحانات نهاية السنة، بذل محسن جهودا كبيرة من أجل رفع تحد ثلاثي.

هذه السنة، تتنفس الأسرة الصعداء عقب إقرار التعليم الحضوري، لأن ابنهما سيتمكن بذلك من “استعادة حياته الطبيعية كطفل متمدرس وقضاء الوقت مع أصدقائه وأساتذته، في احترام للإجراءات الصحية لتفادي أي إصابة بعدوى الفيروس”.

من جهتها، قالت سعاد السرغيني، أستاذة الاقتصاد العام بالثانوي التأهيلي، إن هذا الدخول المدرسي يقترب من “الوضع الطبيعي”، بفضل تلقيح التلاميذ وانخفاض منحنى الإصابات بـ”كوفيد-19”. معربة عن سعادتها لأن الدروس ستُجري بشكل سلس وفي أجواء جادة. وأضافت أن “التلاميذ سيتمكنون من استئناف أنشطتهم العادية داخل القسم والاستعداد لتحقيق أهدافهم ورفع تحديات النجاح”.

وتتابع هذه الأستاذة، التي عملت في مهنة التدريس طيلة 30 سنة، بالقول إن الفرح ذاته يغمرها مع كل دخول مدرسي جديد للقاء تلاميذها، ومساعدتهم طوال السنة الدراسية على تحقيق التقدم والاستفادة من تكوين ذي جودة. ولا تخفي هذه الأستاذة ارتياحها بشأن إحداث بروتوكول صحي في مختلف المؤسسات التعليمية العمومية والخاصة، من شأنه ضمان السلامة الصحية للجميع.

وبهدف ضمان السلامة الصحية للمتعلمين والأساتذة والأطر البيداغوجية والإدارية، قامت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بتحيين البروتوكول الصحي، بتعاون مع وزارة الصحة، كما كانت الوزارة قد أعلنت، في وقت سابق، عن العديد من الإجراءات التي تهم قطاعات التربية الوطنية، والتعليم العالي والبحث العلمي، والتكوين المهني.

ففي ما يخص التربية الوطنية، سيتم العمل على تحيين المقرّر الدراسي للموسم الدراسي 2021-2022، وذلك من أجل تكييف مختلف محطاته مع التاريخ الجديد للانطلاق الفعلي للدراسة، وخاصة تلك المتعلقة بالعطل المدرسية والفروض والامتحانات المدرسية، حرصا على الحفاظ على الزمن المدرسي واستكمال المقررات الدراسية.

وعلى صعيد قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، سيتم تنظيم مباريات الولوج “عن بعد” بالنسبة للمسالك الانتقائية (إجازة مهنية، ماستر)، والبث التلفزي لمحاضرات علمية تم إنتاجها من طرف الجامعات الوطنية حسب برمجة خاصة.

أما على مستوى قطاع التكوين المهني، فستتم ملاءمة البرمجة الزمنية مع المقرر التكويني، والتواصل مع مجموع المتدربات والمتدربين وإطلاعهم على تفاصيل وترتيبات الدخول التكويني، فضلا عن الإعداد للتداريب الميدانية، وإمكانية تنظيم حصص المراجعة عن بعد.

ويتمثل الحدث الأبرز في تزامن الدخول المدرسي الجديد في فاتح أكتوبر، مع تخفيف الإجراءات الصحية، وذلك أخذا بعين الاعتبار التحسن التدريجي في منحى الإصابة بفيروس كورونا.

وتشمل هذه الإجراءات، على الخصوص، حظر التنقل الليلي على الصعيد الوطني من الساعة الحادية عشر ليلا إلى الساعة الخامسة صباحا، والسماح للأشخاص بالتنقل بين العمالات والأقاليم شريطة الإدلاء بشهادة “جواز التلقيح”، أو الرخصة الإدارية للتنقل المسلمة من طرف السلطات الترابية المختصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News