فن

الجرأة بالسينما بين هواجس العالمية والانسلاخ من القيم المجتمعية

الجرأة بالسينما بين هواجس العالمية والانسلاخ من القيم المجتمعية

يرى بعض المتتبعين للشأن السينمائي أن الجرأة في الأفلام المغربية بلغت أعلى مستوياتها، لضمان مقعد في المهرجانات العالمية، وإرضاء الغرب الذي يرفع شعارات التحرر ويسعى إلى ترسيخ قيمه وتطبيع العرب معها، دفاعا عن أقليات سواء “المثليين” أو غيرها من الأقليات المرفوضة في مجتمع تحكمه ضوابط دينية واجتماعية، أو بالتطرق إلى قضايا أخرى مثيرة للجدل بحثا عن الإشعاع الدولي أو بغرض الحصول على الدعم.

وفي هذا الصدد، يرى الباحث في المجال الفني، محمد مجاهد، أن كل ممارس سينمائي، خاصة منهم الذين يحتكرون ثلاثي حلقات التأليف والإنتاج والإخراج، ينطلقون من بيئتهم ومحيط عيشهم، وبالتالي من يعيش في مجتمع غربي قد يتطرق إلى هذه المواضيع من باب ضوابط المجتمع الغربي الذي يعترف بالتحرر ولا تضبطه القاعدة الدينية التي يحتكم إليها المجتمع العربي، والمسلم بصفة عامة.

ويضيف في السياق ذاته: “وقد يرى صانع الأعمال بالغرب فيها مواضيع عادية لا تثير أي جدل لديه، فهو يمارسها داخل مجتمع يتبنى هاته المواضيع، وقد توصله إلى المشاركة العالمية ضمن مهرجانات غربية وأمريكية، لهذا نجد دائما السينمائيين العرب المسلمين الذين توزع أفلامهم عالميا تتميز بمستوى معين من الجرأة في المواضيع والزيغ عن الوازع الديني لمجتمعهم الأصلي، فنجد مثلا من يناقش المثلية بنوع من الرغبة الشخصية في ممارسة الحب الإنساني، وهذا في اعتقادي خطأ لأن الحب الإنساني شيء وأن تحب شخصا من أجل التعبير عن تكريس المثلية مثلا شيء لا يمكن اعتباره سليما”.

ويلاحظ مجاهد أن الذين يمارسون السينما داخل مجتمهم يحافظون على قيم وأعراف المشاهد الدينية والمجتمعية، وينضبطون لقواعد أخلاقية كما يحاولون الإبداع في مناقشة بعض الحالات الجريئة دون مس بالأخلاق العامة.

ويشير إلى أن الجرأة في المناقشة ببعض الأفلام المغربية، قد أدت إلى حذفها ومنعها من العرض، كما أدت جرأة أفلام أخرى إلى خلق زوبعة من الانتقادات، غير أن أصحاب هاته الأفلام يبقون أشخاصا ربما متأثرين أكثر بالمجتمع الغربي حيث يقيمون، مردفا: “وما نعيبه عليهم هو استفادتهم من الدعم المادي السخي بالرغم من كونهم أصحاب ثروة لا تنتظر دعما لإنتاج فيلم سينمائي بموضوع شخصي”.

وواصل حديثه قائلا: “أما إذا كان الممارس من داخل مجتمعه يتطرق إلى مواضيع المثلية والتحرر بصفة عامة، غير آبه بملاحظات مجتمعه وردود فعله فهو طبعا يبحث عن الشهرة و’البوز’ ومحاولة تسلق سلم العالمية، لأنها طبعا مواضيع مثيرة عالميا وتجلب وراءها جدلا يحسبه الممارس نجاحا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News