فن

ناقد: النسوية بالسينما توظف للمساومة والمزايدة لإرضاء المنظمات الدولية

ناقد: النسوية بالسينما توظف للمساومة والمزايدة لإرضاء المنظمات الدولية

طفت على سطح الساحة الفنية ظاهرة جديدة من الأفلام السينمائية التي تدافع عن قضية النسوية بشراسة، بعدما احتلت سلسلة من القضايا “المتطرفة” وأخرى “محرمة” الشاشات الكبرى، ما يجعل فئة من النقاد والمتتبعين للشأن السينمائي يعتبرها بحثا عن إثارة الجدل وتصدر المشهد الفني، بينما تتجه فئة أخرى إلى أن تتناول هذه المواضيع بشكل مبالع فيه، يحمل أهداف سياسية تسعى إلى ترسيخ توجهات معينة لدى المشاهد، وتطبيعه معها.

وفي رأي الناقد السينمائي مصطفى الطالب فإنه “باستثناء بعض السينمائيين المستقلين القلائل، فالسينما العربية لا مصداقية لها ولا استقلالية لها ولا عمق لها ولا رؤية لها في تناول القضايا الاجتماعية الكبرى للمجتمعات العربية مثل قضية المرأة، إذ غالبا ما تتماهى مع الفاعل السياسي العربي أو مع الفاعل السياسي الدولي الذي يفرض أجندته على العالم العربي لتغيير ثقافته وهويته وقيمه، هذا ما نراه في الأفلام التي تناولت قضية المرأة”.

وأضاف الطالب في تصريح لجريدة “مدار21” أنه “ما يقرب على القرن وهي تتعاطى معها بنفس الطريقة، أي السطحية والإثارة التي تجلب الجمهور، ودغدغة المشاعر، وإثارة الشفقة اتجاه المرأة، وجرأة المشاهد وسخونتها من خلال استغلال جسدها، وتصوير شخصية الرجل كوحش أو كضعيف لا يقدر على الدفاع عنها، أو اتهام الدين وخلطه بالتقاليد كعنصر اجتماعي يعيق تطور المرأة، والصراع بين التيار المحافظ والتيار اللاديني، دون المساس بجوهر القضية وحيثياتها السياسية بالدرجة الأولى والاجتماعية والاقتصادية ثم الثقافية”.

وواصل تحليله لهذه الظاهرة، والإشارة إلى ما يدل على هذه السطحية والبحث عن الإثارة للفت الانتباه من خلال ما يظهر بحسبه “في كون قضية المراة لازالت تطرح (على جميع المستويات) وكأننا عاجزون عن إيجاد حلول واقعية أو تقديم إبداع سينمائي في المستوى المطلوب، والواقع أنه موضوع للمساومة وللمزايدة الحزبية والسياسية والتنظيمة ولإرضاء المنظمات الدولية”، لافتا إلى أنه “في كل فترة زمنية يطلع علينا أمر جديد بخصوص قضية المرأة مثل الطلاق، الشغل، سلطة الأب، الإرث، التحرر، التحرش الجنسي، وإن كانت مواضيع ذات راهنية”.

وسجل أنه “اليوم مسألة النسوية (مع التحفظ على هذا الاسم) في أبشع صورها كما نرى في بعض الأفلام المغربية التي تحاول أن تقدم صورة متطرفة وغير لائقة عن المرأة المغربية أو الفتاة المغربية، بحيث من النقيض إلى النقيض، من أفلام تجعل المرأة تحت الوصاية إلى أفلام تجعل المرأة فوق المجتمع وقيمه وفي صراع مع الرجل، بل إن الرجل ‘تبهدل’ في تلك الأفلام، وذلك من أجل طبعا إثارة الجمهور وأحيانا خلق ‘البوز’ أو ضجات مجانية لإشهار الفيلم”.

واسترسل قائلا في السياق ذاته: “علما أن موضوعا اجتماعيا مصيريا كموضوع المرأة ليس للتلاعب والمزايدات ولا لأفلام تجارية سطحية أو لسينمائيين يرون المجتمع من برجهم العاجي ويريدون تصفية حساباتهم معه ومع قيمه من أجل فرض رؤية أحادية لا تخدم لا المرأة ولا المجتمع”.

ويرى أن المجتمع اليوم في حاجة إلى إبداع سينمائي يرتكز على العمق والتوازن والجرأة السياسية التي تغيب في مثل هذه القضايا المصيرية ومعالجتها فنيا، مردفا: “عزاؤنا أن هناك بعض الأفلام المغربية رغم قلتها تمتعنا برؤيتها الفنية وبإشاراتها القوية لمكامن الخلل في المجتمع وفي الإنسان، ولعلها الأجدر بالاهتمام في ما يخص تناولها لقضية المرأة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News