مجتمع

حمضي: سنة بيضاء بكليات الطب ستكون فشلا جماعيا ويجب فتح باب الحوار

حمضي: سنة بيضاء بكليات الطب ستكون فشلا جماعيا ويجب فتح باب الحوار

في وقت تعطلت فيه عجلة الحوار بين وزارة التعليم العالي وطلبة الطب وتعطلت معها الدراسة للشهر الخامس تواليا في كليات الطب والصيدلة، قدم الباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، اقتراحات لـ”إنقاد السنة الجامعية من المجهول” و”إعادة الحياة” إلى المدرجات الجامعية، مركزا في ذلك على “ضرورة الاستجابة لمطلب فتح الحوار” و”عقد مناظرة وطنية علمية تحت إشراف رئاسة الحكومة”.

واقترح حمضي، في تصريح مكتوب توصلت “مدار21” بنسخة منه، أن تعقد مناظرة وطنية علمية تحت إشراف رئاسة الحكومة حول “أسئلة التكوين الطبي بالمغرب ودوره ومستلزماته لإنجاح الأوراش الصحية الكبرى التي تعرفها المملكة”، نهاية يوليوز المقبل بمشاركة كافة المتدخلين المعنيين من قطاعات حكومية وطلبة وممثليهم من مختلف الكليات، وأساتذة، ومهنيين وخبراء ومواطنين عبر مؤسساتهم التمثيلية.

ومن ضمن الحلول التي دعا حمضي إلى التعجيل بتفيعلها لتفادي سيناريو سنة بيضاء “استئناف الحوار بين الوزارتين والطلبة وباقي المتدخلين قبل منتصف شتنبر، وذلك على ضوء محاضر الاجتماعات المعلقة وعلى ضوء محاضر وروح النقاش والتوصيات الصادرة عن أشغال المناظرة”.

وتابع الخبير الصحي أنه “يجب استثمار فترة التحضير للمناظرة وانعقادها وما بعدها لإعادة بناء الثقة واستحضار التحديات الكبرى للأوراش الصحية بالمغرب من طرف كل الأطراف” مطالبا بـ”استئناف الدراسة والتكوين والتداريب السريرية ابتداء من هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل من طرف كل الطلبة دون استثناء”.

واستدرك المتحدث ذاته قائلا إن “الوضع الحالي يستدعي المرونة من طرف الطلبة للتعامل مع البرامج الاستدراكية، ومن طرف الوزارتين والجامعات بتجاوز القرارات الأخيرة التي تحرم بعض الطلبة من استكمال أو استئناف دراستهم”.

وفي توصيفه لما آلت إليه الأوضاع في كليات الطب والصيدلة، اعتبر حمضي أنه “لا شك أننا اليوم أمام مفترق طرق بالنسبة للسنة الجامعية الطبية”، مشددا على أنه “سيكون لهذا الوضع أثر كبير على أجيال الطلبة الحاليين وحتى الذين يستعدون لسلك هذا المسار، وعلى المشهد الصحي بشكل عام ببلادنا التي تسعى إلى تنزيل أوراش صحية كبرى في أفق إعادة تأسيس المنظومة الصحية الوطنية على ركائز جديدة”.

وفي تعليقه على إمكانية الركون إلى إعلان “سنة بيضاء” في كليات الطب، لفت الخبير الطبي إلى أنه “ليس نجاحا لأحد، لا للوزارة الوصية ولا للطلبة”، مسترسلا “وقبل ذلك فهي فشل لنا جميعا من قطاعات حكومية وطلبة ونقابات وممثلين للأمة وفعاليات مدنية وأسر”.

وأورد المصرح نفسه أنه “لا أحد يمكنه إدعاء النجاح من داخل الفشل”، مشيرا إلى أن “الفشل هنا لا يقاس بما بذله كل طرف من مجهودات، ولكن النجاح هنا يقاس بالنتائج التي نقدمها للوطن والمواطنين ولمنظومتنا الصحية التي تعاني أصلا خللا كبيرا في مواردها البشرية”.

وسجل حمضي أن “هذا النجاح ضروري لإعطاء الأمل في مستقبل مهنة الطب ببلادنا ووقف نزيف هجرة الأطر الطبية، بل وحتى لكي تكون خطوة من ضمن خطوات أخرى لعكس هذه الهجرة نحو الوطن”.

ولم تستثن اقتراحات الخبير في السياسات والنظم الصحية تلميحات بالاستجابة إلى مطلب الطلبة بفتح باب الحوار مع الوزارتين الوصيتين حينما أشار إلى أن “الطلبة في حاجة لمن ينصت إليهم في هدوء وتبصر ومسؤولية ويتلقى رؤيتهم بشأن الإصلاحات التي تقوم بها الوزارة الوصية وبشان منظومة التكوين الطبي”، مبرزا أهمية الانتباه لاقتراحاتهم وتخوفاتهم والإجابة عن تساؤلاتهم والتفاعل معها في حلحة الأزمة.

وأكد المتحدث ذاته أنه حتى الوزاتان الوصيتان (وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية) “في حاجة لمن ينصت لرؤيتهما بشأن إصلاح  منظومة التكوين الطبي في علاقتها مع تجديد هذه المنظومة من جهة، وفي علاقتها كذلك بالتحديات الكبرى التي تطرحها الأوراش الصحية المتعلقة بتعميم الحماية الاجتماعية، وتعميم التأمين الإجباري عن المرض والمراجعة الجذرية للمنظومة الصحية من جهة أخرى”.

وفي سياق حديثه عن إيجابيات إعادة فتح الحوار، أشار حمضي إلى “دور إنصات الوزارتين إلى الآراء والرؤى والاقتراحات والتخوفات والتساؤلات التي يطرحها باقي المتدخلين في جو من النقاش العلمي الهادئ في إنقاد ما تبقى من السنة الجامعبة الحالية”.

وخلص الخبير الصحي إلى أنه “لا بد من الاستماع لرأي الخبراء والانفتاح على التجارب المختلفة والإنصات لرأي جميع المهن الطبية بحكم التجربة والاستماع كذلك لرأي المواطنين عبر ممثليهم للتفاعل مع انتظاراتهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News