سياسة

الدلالات الجيوسياسية لدخول المغرب نادي الدول المصنعة للطائرات المسيرة

الدلالات الجيوسياسية لدخول المغرب نادي الدول المصنعة للطائرات المسيرة

يبدو أن المغرب ماض بخطوات ثابتة في مجال صناعة الطائرات العسكرية المسيرة إلى جانب عدد من الدول المتقدمة في هذا القطاع؛ وهو ما دفع صحيفة “لوموند” الفرنسية إلى تسليط الضوء على هذا الموضوع لما له من أهمية على الصعيدين الوطني والدولي.

محمد الطيار، خبير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، يرى أنه “في السنوات الأخيرة؛ اعتمد المغرب خطة ثابتة تروم تأسيس صناعة عسكرية دفاعية متطورة، تواكب التطورات التكنولوجية الدقيقة والنوعية، خاصة بعد دخول القانون المتعلق بعتاد وتجهيزات الدفاع والأمن والأسلحة والذخيرة حيز التنفيذ”.

وزاد الطيار، وفق تصريح خص به موقع “مدار21″، أن “المملكة عقدت أيضا العديد من الشراكات والاتفاقيات مع عدد من الدول الرائدة في مجال الصناعات العسكرية، من أجل الرفع من الموازنة المخصصة للدفاع”، لافتا إلى أن “الاستراتيجية المغربية لدخول مجال التصنيع العسكري متنوعة ومتعددة الأبعاد”.

الخبير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية أضاف، في السياق عينه، أن هذه الاستراتيجية “تقوم على تعزيز قدرات الجيش المغربي الدفاعية والعملياتية واللوجيستيكية، علاوة على الرفع من قدرته على مسايرة الأنماط الحديثة للحروب”.

واستطرد قائلا إنه “تم اعتماد مخطط شامل يضم تجهيز وتطوير القوات المسلحة وفق برامج مندمجة تقوم، أولا، على الاهتمام بالعنصر البشري، وإعداده وتأهيله لمواكبة التغيرات، وتطوير منظومة التخطيط والقيادة، وامتلاك الإمكانيات التقنية الحديثة”.

وفي هذا الإطار المواكب لتوطين الصناعة العسكرية بالمغرب، يردف المصدر ذاته، “تم أيضا إنشاء المركز الملكي للدراسات وأبحاث الدفاع التابع للكلية العليا للدراسات العسكرية، الذي جاء بعد الإعلان عن برامج التطوير والبحث العلمي، التي تم إطلاقها من قبل بشراكة مع الجامعات والمعاهد”.

كما أضاف الطيار: “بخصوص الجانب المتعلق بالشركات، في مجال تصنيع الطائرات بدون طيار، على سبيل المثال، فمنذ حوالي ثلاث سنوات تم الاتفاق مع الشركة إسرائيلية ‘bluebrid Aero systems’ والشروع في إنشاء مصنعين في المغرب للطائرات بدون طيار، ونفس الأمر مع الشركة الإسرائيلية للإلكترونيات الدفاعية ‘Elbit Systms’، قصد إنشاء موقعين بالمغرب لإنتاج أنظمة ومكونات الدفاع الجوي بالمغرب”.

هذا وأوضح الخبير المذكور أن “الاتفاق بين البلدين تضمن نقل التكنولوجية الحربية الإسرائيلية إلى المغرب للتصنيع في المرحلة الأولى، قبل حصول المملكة على المعدات والآليات الحربية الإسرائيلية المتعلقة بالدفاع والهجوم معا”.

“إن شراكات أخرى تم عقدها مع دول حليفة، كالولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وغيرهما، مكّنت المغرب، بالاعتماد على الكفاءات المغربية واليد المغربية الماهرة، من التقدم وقطع خطوات مهمة في مجال تصنيع الطائرات بدون طيار”، يشرح الطيار قبل أن يبرز أن “القوات المسلحة الملكية قامت، مؤخرا، باختبار ناجح لطائرات من دون طيار من نوع SpyX المصنعة بالمغرب”.

وتابع الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية أن “النجاح المنقطع النظير في العديد من الصناعات المرتبطة بالطيران المدني، من القدرة على التجميع وصناعة الأجزاء الدقيقة، وارتفاع صادرات المغرب في هذا المجال على المستوى الدولي، وكذا في العديد من الصناعات المرتبطة بالملاحة الجوية وغيرها، فضلا عن وجود كفاءات مغربية أثبتت جدارتها؛ كلها عوامل تجعل باب صناعة الطائرات العسكرية بدون طيار مفتوحا، بحكم توافر كل العناصر الضرورية لصناعة الطائرات العسكرية، من شراكات دولية مع دول جد متقدمة في مجال التصنيع العسكري، وكذلك تخصيص موازنة مهمة للدفاع وللبحث العلمي في المجالات المرتبطة بالدفاع”.

ولم يفوت الطيار الفرصة دون القول إن المغرب يتوفر على كفاءات ويد عاملة مغربية مشهود لها دوليا في تصنيع المواد المرتبطة بالصناعات العسكرية، ما يرفع من قدرة المغرب على الانتساب إلى الدائرة الضيقة للدول المصنعة للطائرات بدون طيار العسكرية والمتطورة؛ خالصا في ختام تصريحه إلى أن هذا الوضع “جعل المغرب يحتل موقعا متميزا كقوة إقليمية غيّرت التوازنات في محيطها الإقليمي لصالحها في مختلف المجالات العسكرية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News