فن

بعد انتقاده.. هل استحق مسلسل “دار النسا” التتويج بجائزة كبرى بمهرجان الدراما؟

بعد انتقاده.. هل استحق مسلسل “دار النسا” التتويج بجائزة كبرى بمهرجان الدراما؟

ما يزال مهرجان مكناس للدراما التلفزية يخلق الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما عده البعض “عشوائية” في الانتقاء والنتائج المعلن عنها.

واستغرب متتبعون للشأن الفني، منح جوائز لأعمال صنفها نقاد وجمهور بأنها “الأسوأ” هذا الموسم من حيث الإخراج والسيناريو، وتجسيد الشخصيات، متسائلين بشأن المعايير والشروط التي اعتمدتها اللجنة في اختيار الفائزين.

وخلق تتويج مسلسل “دار النسا” الذي لقي العديد من الانتقادات والملاحظات في الإخراج والسيناريو من قبل نقاد ونشطاء، بالجائزة الكبرى، الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، عادين أنه لا يستحق هذه الجائزة.

ولم يجد نشطاء ونقاد أن هذا التتويج كان مستحقا، سيما أن مسلسل “دار النسا” تخلله الكثير من الأخطاء التصويرية، وواجه انتقادات أخرى في اللهجة وملاحظات في السيناريو الذي بحسب أهل الاختصاص لم يكن محبوكا.

وأثارت التتويجات الخاصة بالأدوار التي جسدها بعض الممثلين، أيضا النقاش، سيما أنهم واجهوا انتقادات كثيرة خلال عرض أعمالهم في موسم رمضان المنصرم.

الباحث في المجال الفني، محمد مجاهد، يربط هذا الجدل القائم بضعف الإبداع، وضعف مستوى الأعمال المتبارية في المهرجان، عادا أن اللجنة انتقت بناء على معاييرها بين الأعمال المعروضة في التلفزيون، والتي كانت جلها تعرضت للانتقاد والهجوم.

ويرى مجاهد في تصريح لجريدة “مدار21” أنه “جميل ان تكون لدينا دراما، وجميل أن تكون لدينا كوميديا، وجميل أن نجعل من شهر رمضان أو غيره مناسبة للعرض المكثف، وجميل أكثر أن يوازي ذلك منافسة ورغبة في النجاح ولفت نظر المشاهد، وجميل أكثر وأكثر أن يكون لدينا مهرجان يهتم بكل إنتاجاتنا بالتلفزيون. هذا هو السليم في القول، لأننا فعلا في حاجة لأكثر من هذا الكم الإنتاجي. لكن الإشكال يقع مع توسيع هوة الضعف الإبداعي موضوعا وشكلا في كل هذه الأعمال، حيث داخل العمل الواحد نجد ما هو جميل ومقبول وأشياء أخرى لا موضوع ولا شكل لها”.

وأكد مجاهد، بدوره أنه بالفعل، حظي كل الإنتاج التلفزي بانتقادات سلبية واسعة من طرف الجمهور كما هو الشأن مع النقاد، و هذا لا يمكن أن يسقط ضرورة التنافسية، كما لا يمكن أن ينزع الحق في التباري داخل المسابقة التي يعلن عنها مهرجان مكناس، ومن واجب لجنة التحكيم أن تمنح جوائز وأن توزعها بشكل أو بآخر، فطريقة منح الجوائز تهم فقط لجنة التحكيم التي بتت في ما شاهدته من أعمال معروضة، حيث لا يمكن أن نناقشها لأنها وزعت جوائزها على أعمال كلها لاقت ما لاقته من انتقادات.

وعن أهمية هذه المهرجانات رغم انتقاد طريقة تدبير إداراتها واتهام بعضها بالمحاباة والمجاملة، يقول الباحث في المجال الفني إن المهرجان سواء كان مهرجان مكناس أو غيره هو ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، مسابقته تتناسب والمعروض أمامه، إذن معايير الانتقاء لها علاقة بالإنتاج الذي شاهدناه جميعا وانتقدناه جميعا، ولا أظن أن هناك محاباة ومجاملة معينة، إذ ليس في الإنتاج التلفزي الحالي ما يمكن وصفه بالعمل الناجح نجاحا كليا، بقدر ما هو إنتاج متشابه يصعب معه تمييزه وتقييمه. وبالتالي فتوزيع الجوائز بهذا الشكل الجماعي هو تعريف لهذه الملاحظة، وفق تصريحه للجريدة.

وأضاف في السياق ذاته: “نحن في أمس الحاجة إلى أعمال ناجحة وهادفة، تحمل قيمة موضوعية وشكلية، وتناقش مواضيع إنسانية تصل إلى الجمهور ويفهمها ويتفاعل معها، كما تحمل إبداعا إخراجيا وليس ترجمة المشاهد المكتوبة قلما. وهذا طبعا سيجعل لجنة التحكيم مجبرة على المشاهدة الكاملة والبحث عن تمييز الأعمال وعن نقط قوة كل عمل وبالتالي سيكون وضع الجائزة في خانتها الخاطئة شيء صعب”.

يذكر أن لجنة تحكيم المهرجان توجت مسلسل “دار النسا” للمخرجة سامية أقريو بالجائزة الكبرى، وجائزة الإخراج لعلاء أكعبون عن مسلسل “بنات لحديد”، بينما منحت جائزة السيناريو مناصفة لمسلسل “جوج وجوه” لمراد الخودي و”الطير ألا من فركو” لحكيم القبابي.

ومنحت اللجنة  تنويها خاصا لكل من السلسلة التاريخية “حرير الصابرة” ليزيد القادري والمسلسل الحساني “الطير ألا من فركو” لحكيم القبابي.

وبخصوص الأفلام المتوجة، مُنحت الجائزة الكبرى لـ”العام زين” لداني يوسف، وجائزة الإخراج للطفي آيت الجاوي عن فيلم “جرب تشوف”، وجائزة السيناريو: لـ “قارب الحب” ليوسف ماسين.

وحصلت كريمة غيث على جائزة التشخيص عن دورها في فيلم “قارب الحب”، إلى جانب تتويج ربيع الصقلي بجائزة عن دوره في فيلم “العام زين”.

ونوه المهرجان بالممثل القدير محمد خويي عن دوره في فيلم “العام زين”، والممثل عزيز داداس عن دوره في فيلم “جرب تشوف”.

وفي المسابقة الجديدة في هذا الموسم، والتي تتعلق بالأعمال الكوميدية، منحت الجائزة الكبرى لسلسلة “صلاح وفاتي” لمحمد أمين الأحمر، وجائزة الإخراج لصفاء بركة عن “آش هذا”، وجائزة السيناريو لـ “جيب داركم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News