مجتمع

الغلاء يتربص بأضاحي العيد ومهنيون: العلف غالي والأثمنة خيالية

الغلاء يتربص بأضاحي العيد ومهنيون: العلف غالي والأثمنة خيالية

مع اقتراب عيد الأضحى، يستعد مربو الأغنام والأبقار لعرض ماشيتهم بالأسواق وترقيم الأغنام والماعز المعدة للذبح، في وقت يسعى فيه المواطن المغربي للتوفير والادخار لاقتناء أضحية العيد رغم ارتفاع الأسعار.

وتشهد أسواق المغرب حاليا ارتفاعا مهولا في أثمنة أضاحي العيد، ما زاد من استياء المواطنين الذين قض الغلاء مضجعهم، وأنهك ارتفاع الأسعار قدرتهم الشرائية.

مصطفى بايتاس، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أكد الخميس 18 أبريل الجاري، أن الحكومة تعمل على مضاعفة استيراد الأغنام الموجهة للذبح في عيد الأضحى المقبل، المحدد في 600 ألف رأس.

وأضاف المسؤول الحكومي، خلال لقاء صحفي عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، أن الحكومة تبدي رغبتها في مضاعفة أرقام استيراد أضاحي العيد خلال هذه السنة،حيث تعمد على جلب 600 ألف رأس من الأغنام،  لتحقيق الثروة الحيوانية بالمغرب، وزيادة أعداد رؤوس الأغنام.

رئيس الفيديرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي،  محمد جبلي، أكد لجريدة “مدار21” الإلكترونية الدور الذي لعبه الدعم الاستثنائي الذي قدمته الدولة، خاصة في الأثر الإيجابي الذي حققه من حيث استقرار الأثمنة في السوق، إضافة إلى الحفاظ على المنتوج الوطني للكساب الصغير.

ولفت رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي إلى أن القطيع المستورد العام الماضي من الخارج تم توجيهه إلى المجازر، بينما تم الحفاظ على القطاع الوطني من الأغنام وعدم تخصيصها للذبح، من أجل تكوين الثروة الحيوانية التي تبقى مستمرة مستقبلا بالمغرب.

وبخصوص الحديث عن وفرة الأغنام وأسعارها، أكد جبلي، أن العدد المستورد قليل نوعا ما، مبرزا أن خطوة الاستيراد تسعى فقط إلى طمأنة السوق ومحاربة الوسطاء.

وفرة العرض لا تتيح خفض الأسعار

“السوق غالي هاد العام”. هكذا عبر مربي أغنام بسوق أسبوعي بالجديدة، مبررا ذلك بأن “الشناقة” يبيعون بالأثمنة التي تناسبهم، مشيرا في المقابل إلى تضرر المواطن البسيط من هذا الغلاء، قائلا: ” خروف 2000  درهما للعام الماضي أصبح اليوم 3000 درهم، و الخرفان الجيدة المعروضة حاليا للبيع تتراوح ما بين 5000 درهما و 6000 فأكثر’’.

وسجل المربي في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن الزيادة الكبيرة في أثمنة الأكباش وصلت لنصف الثمن الأصلي، أي زيادة قدرها 1000 درهم مقارنة مع الأعوام الماضية.

وعزا أسباب الارتفاع إلى غلاء تكاليف الأعلاف التي تقدر حاليا بـ35 درهم وكذا المحروقات، وقلة التساقطات المطرية خلال الموسم الحالي، وأشار إلى أن الأمطار الأخيرة ساهمت نوعا ما في خفض تكاليف الأعلاف التي تفاوتت بين مختلف جهات المملكة، بينما استفادت جهات من الأمطار دون الأخرى.

وبخصوص ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، عزا المربي ذلك إلى سنوات الجفاف المتتالية التي عرفتها المملكة، مضيفا أن ضعف وقلة استيراد رؤوس الأغنام والعجول من الخارج من بين العوامل الأخرى المؤثرة.

مطالب بإلغاء عيد الأضحى

وبعد أن طوق وحش الغلاء أعناقهم، عبر العديد من المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن رغبتهم في إلغاء عيد الأضحى، بعد أن اتضحت لهم صورة العيد المقبل الموسومة بالغلاء.

وتباينت الآراء بين من يرى ضرورة إلغاء هذه المناسبة، وبين من يلح على إبقائها كشعيرة دينية، في الوقت الذي كان رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني، قد أكد خلال حكومته أن ‘‘إلغاء هذه الشعيرة الدينية يتوقف على قرار الملك محمد السادس بصفته أميرا للمؤمنين، ولا يمكن لأحد أن يقرر مكانه بهذا الخصوص’’.

ويتكرر نفس سيناريو السنة الماضية، إذ عبر العديد من المواطنين قبل أشهر قليلة من العيد عن عزوفهم من شراء الأضحية بسبب وضعيتهم الاقتصادية الصعبة، وتهاوي قدرتهم الشرائية، ما انعكس سلبا على أسواق المواشي التي شهدت ركوداً واسعاً أدى إلى تكبّد التجار خسائر باهظة خاصة في الأيام الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News