ثقافة

سمية قرفادي: “ورق الغار” رواية تنقل مآسي العرب وصراع الشرق والغرب

سمية قرفادي: “ورق الغار” رواية تنقل مآسي العرب وصراع الشرق والغرب

أصدرت الكاتبة المغربية سمية قرفادي روايتها الجديدة “ورق الغار” التي استغرقت منها أربع سنوات في التحضير والكتابة، والتي اختارت أن تحكي فيها عن التعايش الديني وتلاقح الحضارات والثقافات.

وكشفت قرفادي في حديث لجريدة “مدار21” أن روايتها “ورق الغار” هي رمز للسلم والسلام والحب، والتفاعل الاجتماعي، وتستحضر من خلالها تاريخ الحضارة العربية الإسلامية.

وتتطرق قرفادي في هذا الإصدار إلى مآسي العرب والصراع بين الشرق والغرب، ناقلة مآسي الإنسانية عبر العصور، والصيرورة التاريخية للألم الإنساني.

وقالت الكاتبة إنها تحكي قصة عبد الصمد، الأرمل الذي أقام علاقة مع الطبيبة النفسية “استيبالي”، تاركا أبناءه يعانون غياب الرقابة الأسرية، ليعاني بدوره الاضطهاد الإنساني من طرف أسرتها، باعتباره مسلما سنيا.

وفي الرواية، يضطر إلى العودة من شبه الجزيرة العربية التي لفظته لمآسيه، نظرا لمرض ابنه إسماعيل وموته، وانهزامه، وعدم قدرته على توافقه بين زواجه من”استيبلي” وتربية أبنائه ورعايتهم، وفق تصريحها.

وتضيف في السياق ذاته: “هي رواية الإنسان أينما وجد وحل بآماله وأحلامه المنصهرة، وفي هذه الرواية يصطدم القارئ بكثرة الفضاءات وتناسل الشخصيات وتداخل الأحداث وتعاقبها”.

وتشير قرفادي إلى أنها تناقش فيها أيضا الحب والكراهية، والانتصار والانهزام، والوفاء والخذلان، انطلاقا من علاقة الأفراد باختلاف الجنسيات، واللون، والجنس، والديانات.

واختارت الكاتبة ذاتها أن تعبر في روايتها عن لقاء الحضارات، من خلال لقاء السني والشيعي، والمسلم والمسيح الكاثوليكي، والبودي واليهودي، باختلاف العقليات، والديانات، والتقاليد، والعادات الاجتماعية.

و”ورق الغار”، رواية بوليفينية متداخلة السرد ومتعددة الفضاءات والأزمنة، وترتبط أحداثها بالمغرب القديم والحديث، إضافة إلى الحضارة العربية بالأندلس، وتتناول قضايا اجتماعية إنسانية وسياسية، إذ تتداخل أحداثها وأمكنتها من سهل غرب منبسط إلى مدن الجنوب، ثم مغامرة الرحلة نحو شبه الجزيرة الإيبيرية، وهي رحلة حب وتمرد وتمزق وهروب وانتصار وانهزام، وسط صيرورة الزمن، الذي حصد أحداث متناقضة ومتباينة ومدمرة ثائرة في وجه التردي الإنساني، وشخوص مستسلمة لأقدارها وأخرى رافضة لما آل إليه حظها.

يذكر أن خزانة الكاتبة سمية قرفادي تضم كشكولا متنوعا من العطاء الأدبي، منها “التراب وسراديب العذاب”، وهي أضمومة قصصية، ورواية “يلاحقني طيفها”، التي تنقل مجموعة تجارب أجيال تدور أحداثها بشرق المغرب وتؤرخ لزلزال الحسيمة سنة 2004، ومعاناة من صودرت أملاكهم إثر مخالفة ظهير 5 نونبر 1919، والقنب الهندي، وصراع الفاقة والمرض والمقاومة المغربية في ريف الحسيمة، و”اليهودي جاكوب”، المختطف في زمن الدولة اليهودية وترحيل كل عائلته وانتهاك شرف القبيلة من طرف صفية، وهروب نفيسة، ورفض سكان الحسيمة مخططات الاستعمار الفرنسي الغاشم، بدءا بالظهير البربري 16 ماي 1930 بهدف تفريق المغاربة، ويبلغ عدد صفحاتها 298 ص، وغيرهما.

وأخرى موجهة للأطفال، منها “سعدانة”، وهي قاموس القيم الإنسانية التي كادت أن تندثر، وتضم مجموعة من الأقصوصات بطلتها “سعدانة” والتي تتألف من نصوص معبرة بالحوار والمناجاة والمونولوغات، و”جحش بين يدي الظالمين” التي عبارة عن رواية صغيرة تتألف من 96 صفحة، اعتمدت فيها على فكرة رئيسية “أنسنة الحيوان”، حيث يحكي جحش مأساته وابتعاده عن أهله وذويه، وفراقه لأمه، تم بيعه في سوق أسبوعي مما أدى إلى تذمره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News