بيئة

الجفاف والزراعات المستنزفة للمياه يهددان بقاء واحات بالجنوب الشرقي

الجفاف والزراعات المستنزفة للمياه يهددان بقاء واحات بالجنوب الشرقي

ألقت موجة الجفاف التي يمر منها المغرب بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة غير مسبوقة بظلالها على القطاع الفلاحي بمناطق عديدة في المملكة المغربية، ما تسبب في استنزاف الموارد المائية ووقف نشاط العديد من القطاعات المهنية، وأصبح يهدد بزوال العديد من الواحات بالجنوب الشرقي.

أحمد رزوق، فاعل جمعوي في مجال البيئة والتنمية المستدامة، عدد الأدوار الكبيرة للواحات، وأوضح أن المغرب يتوفر على واحات تمتد على شريط الجنوب الشرقي من إقليم فجيج مرورا عبر تافيلالت إلى جنوب الصحراء المغربية امحاميد الغزلان وطاطا ومرزوكة.

وأضاف في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن الواحات هي الأصل، على الرغم من كونها مهددة بالزوال نتيجة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة التي ستفاقم حسبه من منسوب الحرائق، مشددا على ضرورة وضع الحكومة لإجراءات استباقية للتصدي لها قبل موسم الصيف الجاري.

وسجل رزوق قلة الموارد المائية بالجنوب الشرقي، وأكد أن الإجهاد المائي واستنزاف الفرشاة المائية من بين المشاكل التي يعاني منها المجتمع المدني والساكنة بالمناطق الجنوبية، منذرة بهجرة جماعية نحو المدن.

ولفت إلى أنه في مقابل الجفاء الذي تعرضت له هذه الواحات مازال المغرب مستمرا في سياسته التصديرية للأفوكادو والزراعات الأخرى التي تحتاج كميات كبيرة من الماء، موضحا أن “الدلاح” مثلا يحتاج إلى وفرة من الماء للسقي وهذا يؤدي إلى استنزاف المياه الصالحة للشرب (الجوفية)، إلى جانب حفر الآبار الجوفيه على عمق يفوق 120 متر مكعب تحت سطح الأرض ما يؤثر سلبا على الفرشة المائية وتجفيف منابع العيون بهاته المناطق.

وأوضح أن الجميع يعلم تكلفة زراعة الأفوكادو واستنزافها للفرشاة المائية، و‘‘لا أحد يتحدث عن الموضوع أو يضغط على الجهات المسؤولة في جانب إيقاف الاستنزاف، في حين الدولة والمنتجين لا يهمهم سوى جني ملايين الدولارات’’.

وتابع مسترسلا أن عمليه زراعة الدلاح والأفوكادو يحتاجان إلى تقنيات جديدة، مشيرا إلى أن الفلاح والمستثمر بما أنهم ينتجون بوفرة ويُسوقون منتوجاتهم إلى الخارج خاصة إسبانيا، فإنهم استنتجوا أن الهدف من استمرار إنتاج الأفوكادو هو الربح السريع بالعملة الصعبة رغم الضرر الذي لحق المياه الجوفية.

ودعا المتحدث ذاته إلى إيقاف نزيف المياه الجوفية الذي أصبحت تفرضه الظرفية الحالية ببعض المدن، خاصة عند توالي سنوات الجفاف، مشددا على ضرورة تقنين مثل هذه الفواكه عبر إصدار قوانين في هذا المجال.

وأكد الفاعل البيئي إلى أن المستثمرين المغاربة لا يهمهم سوى الأرباح بينما الأجانب يتعاطون لزراعة الدلاح بالمناطق التي تشهد وفرة السدود الثلية والحرارة والفرشة المائية الغنية بها خاصة إقليم زاكورة، وترك الوحات تعيش على وقع الجفاف، وخلص إلى أنه “يراج مؤخرا أن بعض المستثمرين في زراعة بذور الدلاح  بالمناطق الجنوبية توجهوا إلى جنوب الصحراء نحو موريتانيا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News