سياسة

“قضية المنصوري ومضيان”.. المرأة الاستقلالية تتصدى لـ”خدش كرامة النساء”

“قضية المنصوري ومضيان”.. المرأة الاستقلالية تتصدى لـ”خدش كرامة النساء”

عبّرت منظمة المرأة الاستقلالية عن إدانتها لتسريب تسجيل صوتي يتضمن عبارات جارحة “يعتبر مسا بسمعة وأخلاق الأخت رفيعة المنصوري مما يحمل في طياته الكثير من الإيحاءات الخادشة لصورة المرأة المغربية عامة والمرأة الاستقلالية خاصة”، معلنة أنها “ترفض أن تمس صورة الحزب وتهز بهذا الشكل غير المسبوق”.

امتنعت رفيعة المنصوري، نائبة رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، الحديث عن خلفيات وحيثيات الشكاية التي وضعتها أمام النيابة العامة، في مواجهة رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، نور الدين مضيان، بتهم جنائية ثقيلة في أعقاب تسريب “تسجيل صوتي” منسوب إلى مضيان.

وحسب نص الشكاية الموضوعة أمام وكيل الملك بطنجة، تتهم البرلمانية الاستقلالية السابقة رئيس الفريق البرلماني لحزبها نور الدين مضيان بـ”السب والقذف والتهديد والابتزاز والمس بالحياة الخاصة للأشخاص واستغلال النفوذ والتشهير والتهديد بإفشاء أمور شائنة”.

وشجبت المنظمة في بلاغ شديد اللهجة حمل توقيع رئيستها خديجة الزومي، مضمون التسجيل الصوتي الذي يتم ترويجه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يؤكد أو ينفي صحته القضاء”، معلنة تضامنها المطلق مع البرلمانية السابقة ونائبة رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، رفيعة المنصوري، “لما تعرضت له من إساءة وتشهير”.

“منظمة المرأة الاستقلالية، وإن كانت هيئة من هيئات حزب الاستقلال بل تنظيم سياسي يعمل في أجهزة الحزب وحسب لوائحه الداخلية وينضبط لقراراته”، يضيف البلاغ، “فهي كذلك تترصد وضعية نساء الحزب وتدافع من أجل الاستحقاق وتشجيع التدافع الإيجابي المبني على الحضور القوي، والعمل المتواصل من أجل بروفايلات سياسية متمرنة وكفئة وقادرة على رفع التحديات”.

وأكدت منظمة المرأة الاستقلالية أنها “حاولت عدم التشويش على القضاء حين عرضت القضية عليه إيمانا منها أن القضاء كفيل بإنصاف المتضرر وتصويب الخطأ ورفع الحيف عن المتضرر منهما دون شك”، معتبرة أن “القضاء هو وحده الضامن لشروط المحاكمة العادلة واحترام قرينة البراءة”.

وسجلت موقفها الثابت “ضد أي عنف بمختلف صوره أو امتهان أو استغلال أو ابتزاز من أجل تبوأ المناصب والمسؤوليات السياسية أو الإدارية من أي جهة كانت”، مشددة على أن “ما بلغته النساء المغربيات من مستوى في تولي المناصب والمسؤوليات لا يمكن بأي حال إدراجه ضمن منطق الإكراميات والعطايا، بقدر ما يعكس جدارة واستحقاق المرأة المغربية”.

ودعت منظمة نساء الاستقلال، الأمين العام للحزب نزار بركة للتداول مع أعضاء اللجنة التنفيذية بشكل عاجل لتدارس هذه القضية واتخاذ المتعين فيها درءا لكل تأويلات وتناسل للمشاكل، مطالبة بوضع حد لأي ممارسة تمتهن كرامة النساء الاستقلاليات، وذلك من خلال إقرار المساواة الفعلية والمناصفة في الولوج إلى المسؤوليات الحزبية والسياسية، ووضع مسار واضح للتدرج قبل الوصول إلى أية مسؤولية أو أي استحقاق.

كما دعت المنظمة التي تقودها خديجة الزومي، المؤتمر الثامن عشر للبحث عن نموذج سياسي منصف للنساء مبني على تخليق الحياة السياسية التي باتت تعاني من الأزمات الأخلاقية بكل تجلياتها، منبهة إلى “خطورة هذه الممارسات الشاذة التي يتم ترويجها والتركيز عليها من أجل ضرب مصداقية العمل السياسي النسائي على الخصوص”.

إلى ذلك، دعت منظمة المرأة الاستقلالية التعبئة من أجل الرد والتصدي لكل ما من شأنه خدش صورة المرأة الاستقلالية  المناضلة، معتبرة أن “أول مدخل لهذا التصدي هو المشاركة المكثفة في المؤتمرات الإقليمية للحزب من أجل الدفاع عن حضورهن المستحق في مختلف الهياكل الحزبية واستحضار مصلحة الحزب كأولوية” .

وعبرت المنظمة النسائية عن اعتزازها بما راكمته المرأة الاستقلالية من عطاءات نضالية يسجلها التاريخ الحزبي والسياسي بمداد من الذهب، “وتشهد عليه أكثر من ثمانين سنة من النضالات المتواصلة ومنها محطات تاريخية مشهودة كانت فيها المرأة الاستقلالية جديرة  بتحمل المسؤولية بدءا من توقيع وثيقة المطالبة بالاستقلال ووصولا إلى الترافع من أجل الإقرار الفعلي للمناصفة”.

في غضون ذلك، كشفت مصادر مقربة من المنصوري، أن التسجيل الصوتي الذي جرى تسريبه ليس الوحيد بل هناك مقاطع أخرى تستهدف النيل منها لأسباب لا علاقة لها بالأوضاع داخل الحزب كما يروج لذلك بعض أنصار رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، مسجلة أن الاتهامات الخطيرة التي وردت في التسجيل الصوتي خادشة للحياء ومستفزة للضمير الإنساني.

وأكدت المصادر ذاتها، أن المنصوري تعيش ظروفا نفسية صعبة إثر تسريب التسجيل الصوتي الذي انتشر على نطاق واسع إلى درجة أنه صار حديث الناس في المقاهي، مشيرة إلى أنها “تخضع إلى مواكبة نفسية من طرف أخصائي بعد الصدمة التي تعرضت لها جراء الاعتداء غير الأخلاقي والمخالف للقانون من طرف شخص يفترض فيه أن يكون أكثر حرصا على الشهامة والمروءة”.

وسجلت المصادر نفسها، أن رفيعة المنصوري عاشت انهيارا نفسيا وصدمة كبيرة بعد انتشار مقطع التسجيل الصوتي الذي أذيع في مختلف أرجاء المغرب، وتضمن عبارات خادشة للإنسانية، مشيرة إلى أن أي شخص كيفما كانت الديانة التي يعتنقها وانتماؤه الفكري والإديولوجي أو عرقه و/أو توجهاته لن يقبل بهذه الممارسات التي مست الشرف والعرض وتجاوزته للابتزاز والتشهير والتهديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News