دولي

قصف وقلق.. أجواء رمضان الاستثنائية في جنوب لبنان

قصف وقلق.. أجواء رمضان الاستثنائية في جنوب لبنان

مع استمرار المواجهات المسلحة بين “حزب الله” وإسرائيل، يعيش سكان الحدود الجنوبية من لبنان أوضاعا صعبة للغاية أثرت سلبا على حياتهم اليومية في شهر رمضان المبارك.

هؤلاء اللبنانيون يعيشون مباشرة قبالة مواقع عسكرية إسرائيلية، ويخيم عليهم قلق متزايد بين أصوات قصف يومي وفراق عن بعض أفراد العائلة، ما أفقدهم الجو العائلي الرمضاني المعتاد.

ويواجه المواطنون صعوبات في ممارسة شعائرهم الدينية خلال شهر الصوم، إذ تعيق الأوضاع الأمنية والمخاوف من الهجمات المحتملة إقامة الصلوات في جماعة، ولاسيما صلاة التراويح، في معظم المساجد، فضلا عن الإفطارات الجماعية.

ويوما بعد آخر تزداد الأوضاع الاقتصادية صعوبة، إذ فقد العديد منهم مصادر دخلهم؛ جراء تدمير ممتلكاتهم وفرص عملهم، في ظل القصف المتبادل بين “حزب الله” وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر 2023.

وأسفر القصف عن قتلى وجرحى على جانبي “الخط الأزرق” الفاصل، غالبيتهم في لبنان، وذلك على وقع حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر خلَّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا وأزمة إنسانية غير مسبوقة.

مراسل الأناضول زار بلدات لبنانية جنوبية متاخمة لحدود فلسطين التاريخية (إسرائيل حاليا)، في شبعا وكفرشوبا وكفرحمام، وتحدث مع سكان بشأن أجواء شهر رمضان في ظل استمرار الموجهات بين “حزب الله” وإسرائيل على طول الحدود البالغة 120 كلم.

أين أولادي؟

“أتى رمضان بغير حال (مختلف) هذا العام.. أولادي بعيدين عني، ومنذ بداية رمضان أسأل: أين أولادي؟”.. هكذا بدأت المواطنة طرفة رحال من بلدة كفرشوبا حديثها مع الأناضول.

وتابعت: “لا يستطيعون (أولادي) المجيء إلى هنا والاجتماع على مائدة الإفطار كما كل عام؛ لأننا نخاف عليهم من الغارات والقصف المتواصل على السيارات”.

أما عائشة القادري من كفرشوبا، فقالت: “هذا العام لا يوجد طعم لشهر رمضان في ظل الحرب الدائرة والخوف الذي ينتابنا.. نحن صامدون في أرضنا، ولن نتركها لأنه لا يوجد مكان نذهب إليه”.

وبنبرة ممزوجة بحنين وحزن، أردفت: “كنا في الماضي نجتمع مع إخوتي والعائلة على موائد الإفطار، أما اليوم وبعد نزوحهم إلى (العاصمة) بيروت وخوفنا من الخروج من المنزل بسبب القصف، نبقى وحدنا في المنزل مع زوجي”.

في البلدة نفسها، تعيش كوكب الزغلول، وهي من عائلة فقيرة جدا وكانت تستعمل الحطب بدلا من الغاز لطبخ الشوربة عندما زارهم مراسل الأناضول في منزلهم.

وقالت إن “الحياة صعبة؛ لأننا نسمع أصوات القصف كل يوم.. لا يوجد عندي غاز كي أطبخ فطور رمضان واستعمل الحطب بدلا منه”.

فرَّقتهم الحرب

في بلدة كفرحمام تعيش أمينة عطية، وهي الوحيدة مع شقيقاتها الثلاث الباقيات في أحد أحياء البلدة، بعد أن تركها معظم جيرانها جراء القصف.

وقالت أمنية: “الحرب فرقتنا عن شقيقنا الوحيد، بعد وفاة والدنا رابع يوم الحرب، ونحن أربع بنات نعيش في منزل بمفردنا”.

وزادت: “شقيقي الوحيد يعيش مع عائلته في مدينة صيدا جنوب لبنان، ويخافون عليه من زيارتنا خلال شهر رمضان بسبب الوضع الأمني في البلدة القريبة من الحدود”.

ومستذكرةً رمضان العام الماضي، أردفت أمينة: “كنا نجتمع مع أبي والعائلة الكبيرة والأصدقاء على مائدة إفطار ونتبادل الزيارات، ولكن اليوم الحياة أصبحت مأساوية”.

صلاة التراويح

في شبعا الحدودية، احتشد عدد كبير من اللبنانيين والنازحين السورين لأداء صلاة التراويح في المسجد الوحيد في البلدة، وهو “مسجد الفاروق”.

إمام المسجد الشيخ حسين زهرة، أوضح لمراسل الأناضول أن “جزءا كبيرا من أهل البلدة أصبحوا خارجها، والجزء الموجود اليوم هو 15 بالمئة من السكان”.

وشدد على أن “الحرب في المنطقة الجنوبية أثرت بشكل كبير على العامل النفسي للناس، وأستبشر بالخير من إتيان الناس إلى المسجد. هذا دليل على الإيمان والرجوع إلى الله والتوبة، لأنه لا يحمينا إلا الله”.

“لجوء الناس إلى المساجد حتى تصلي التراويح والصلوات المفروضة هذا شيء جيد، ولا شك أن هذه الحرب أثرت على النفوس وجاء الناس يطلبون من الله الأمن والأمان”، كما ختم زهرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News