فن

جدلي ينتقد عدم تقدير التلفزيون للمسرح عكس السيتكومات والمسلسلات

جدلي ينتقد عدم تقدير التلفزيون للمسرح عكس السيتكومات والمسلسلات

قال المؤلف والمخرج المسرحي، عمر جدلي، إن المسرح في المغرب لا يحظى بالاهتمام الذي يستحقه، منتقدا عدم تقديره من قبل القنوات التلفزيونية، ومنحه مساحة ضيقة جدا، مقارنة بالمساحة المخصصة للأعمال الدرامية الأخرى من مسلسلات وسيتكومات وأفلام وسلسلات وغيرها.

ويرى أن الأعمال الدرامية تطغى على المشهد التلفزيوني بشكل يُغطي على الأعمال المسرحية، رغم أن هذه الأخيرة تحقق نسب مشاهدة كبيرة في حال ما عرضت في وقت الذروة، مردفا: “أما عرضها بعد الثانية من منتصف الليل كما هو العادة، فالبتأكيد لن تلقى إقبالا لأن الناس يكونون نائمين في هذا الوقت”.

ولفت جدلي إلى أن “هذا التهميش والإقصاء يطال حتى البرامج التلفزيونية المتعلقة بالمسرح، علما أن هذا الأخير يعد فعلا تنويريا وتعليميا وتحسيسيا بامتياز، وبالتالي فحاجة المواطن المغربي إلى الاستفادة من برامج تُعنى بالمسرح وتُغطي تظاهراته، وتقدم مجموعة من المعطيات والمعارف والقيم التي تحيط به، في مجموع مكوناته سواء تعلق الأمر بالتمثيل أو الإخراج، أو بمختلف التقنيات المرتبطة بتكوين الممثل، والجانب السينوغرافي وغيرها”.

ويرى أن “الأجيال الناشئة، خصوصا الأطفال واليافعين والشباب، هم في حاجة إلى التعرف على المسرح، باعتباره أكثر الأشكال الدرامية تعبيرا عن حياة الناس ومشاعرهم، والأعمال المسرحية تختلف عن الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي تكون منمقة وتتدخل فيها مجموعة من التقنيات والموسيقى والمونتاج ومؤثرات أخرى، لذلك أرى أنه لازالت قنواتنا التلفزيونية لم تعط للمسرح حقه الطبيعي في حياة الناس من خلال البرمجة التي تعتمدها”.

وعدّ أن المسرح لا يأخذ حقه في القنوات التلفزية التي تبرمج عرضا مسرحيا كل أسبوع، مقارنة مع عرض عشرات الأفلام والمسلسلات والسلسلات، إلى جانب المواعد التي تمنح للمسرحيات في أوقات متأخرة من الليل، مضيفا: “هناك حيف في حق المسرح وذلك يرتبط بسياسة هذه القنوات والجهات المسؤولة عنها، والسياسة الثقافية عموما، لأن حضور المسرح في منظومتنا التربوية والتعليمية، هو أيضا شبه غائب ويبين أن هناك تهميش لأبي الفنون وللفن الجميل”.

وأردف: “على القائمين على هذا القطاع، الالتفات والانتباه لهذا التقصير في حق المسرح، والذي لا يعد تقصيرا فقط في حق المسرح، إنما هو تقصير في حق المواطن المغربي الذي في حاجة إلى التربية الجمالية وتذوق الجمال بشكل عام”.

وبخصوص حضور المسرح خلال شهر رمضان، قال المخرج المسرحي إن “المسرح عادة يستقطب جمهورا نوعيا، وفي شهر رمضان يُقبل على عروضه بشكل كثيف، لأن الإنسان يكون في حاجة إلى مشاهدة بعض الأعمال الفنية خصوصا بعد يوم كامل من الصيام والاعتكاف في المنزل أو العمل، وبالتالي تكون الليالي الرمضانية ليال مفعمة بهذه الطقوس الجمالية والفنية”.

ويشير إلى أن للمسرح جمهوره في رمضان أو خارجه، ويزداد الإقبال عليه في هذا الشهر، خصوصا في بعض المدن التي لا يصل إليها المسرح إلا خلال رمضان.

وعن أهمية حضور المسرح في هذا الشهر، قال جدلي إن “للمسرح أهمية فنية وثقافية بشكل عام، أما رمضان فله خصوصيات مختلفة وأهمها، الجانب الروحاني المتعلق بالعبادة، لكن حضور الجانب الوجداني المرتبط بالفن وممارسته والاستمتاع به والتعاطي معه يعد أيضا مهما”.

ويضيف: “يكون الإنسان في ليالي رمضان في حاجة إلى الصفاء والاستمتاع باللحظات التي تشتغل فيها الذات المبدعة على الجمال، وتعودنا نحن بصفتنا مبدعين أن نشتغل في رمضان ونملأ المسارح، مستغلين الحاجة إلى التفاعل والانفعال الوجداني خلال رمضان المبارك، الذي يكتسي صبغة خاصة لأن الجمهور حينما يعانق الأعمال المسرحية ويستمتع بها، يغذي أيضا روحه ويلبي حاجته إلى الصفاء والتفاعل مع الفن والانفعال معه”.

وعن عروضه المسرحية خلال هذا الشهر، قال إنه بصدد القيام بجولتين فنيتين لصالح مسرحيتين، حيث استهل برمجته بعروض “بورتري بغا يقول شي حاجة وحشم”، بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع مسرح محمد الخامس، التي تكلف بتأليفها وإخراجها، يوم الخميس 14 مارس، في مدينة مراكش، في إطار تظاهرة الفنان التي تنظمها وزارة الثقافة مع المجلس الجماعي بمدينة مراكش، ومنظمة الإسيسكو، بمناسبة إعلان مراكش عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي”، مشيرا إلى أن فرقته تحط الرحال لأول مرة في المدينة الحمراء لمجموعة من الاعتبارات بالرغم من أن المسرحية قدمت على مختلف المسارح بالمملكة، إلى أن مراكش تفتقد وتفتقر إلى قاعة للمسرح في انتظار إعادة فتح القاعة الكبرى بدار الثقافة.

وأضاف في سياق الحديث عن برمجة مسرحيتيه برمضان: “قدمنا عرضا لمسرحية بورتري بالمدينة نفسها في 15 من شهر مارس الجاري، بالقاعة الصغرى لدار الثقافة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، إلى جانب تقديم خمسة عروض أخرى، أولها سيكون في 26 مارس الجاري في بن سليمان، وأربعة عروض بجهة بني ملال خنيفرة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح في 27 مارس بدار الثقافة، وعروض أخرى بمدينة قصبة تادلة يوم 28 مارس، ومدينة أزيلال في 29 مارس، وبمدينة زاوية الشيخ في 30 مارس”.

وسيقدم المخرج عمر جدلي مسرحية “روفيج”، بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية، التي تتطرق إلى موضوع حقوق المرأة وتحاول أن تقارب أزمة ومشكلة العنف ضد المرأة في بيت الزوجية، في الـ16 مارس في مراكش، ويوم 17 مارس في سلا، وسيقدم العرض الثالث بمسرح محمد الخامس بالرباط في 18 من شهر مارس.

وأفصح جدلي بأن هذا العرض المسرحي سيسافر إلى الملتقى الدولي للمسرح في “لييج” في دورته الـ41، لتمثيل المغرب، ما بين 22 و28 أبريل، عادّا إياها “مناسبة لتقاسم هذه التجربة مع مجموعة من الدول المشاركة في هذا الحدث “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News