مثير للجدل

عبد اللطيف وهبي.. لماذا ابتلع الوزير لسانه؟

عبد اللطيف وهبي.. لماذا ابتلع الوزير لسانه؟

على غير عادته، غرق وزير العدل عبد اللطيف وهبي في صمته خلال الآونة الأخيرة، وللتحديد، منذ أن اتضح له أن ركاب “الجرار” لم يعودوا يثقون بعد بطريقة قيادته المتهورة التي كادت تعصف بهم بعدد من المنعرجات السياسية.

وربما يُقاوم وهبي هذه الأيام رغبة جارفة في إطلاق عنان تصريحاته، والرد على خصومه السياسيين والإيديولوجيين، لكن ما الذي أسكت الوزير الذي قدم نفسه دائما على أنه لا يخشى لومة لائم في قول الحق وغير الحق؟ ما الذي أكل لسان الوزير المتحدّث دائما حتى حينما كانت السياقات تقتضي حكمة الصمت؟

الوزير الذي أطلق شرارة التقاطب الحاد بين المحافظين والحداثيين حول موضوع تعديلات مدونة الأسرة، انسحب مبكرا من ساحة الترافع، تاركا صفوف “التقدميين” منقوصة من رأس حربة الجدال والحجاج، مفسحا المجال لـ”تبوريد” عبد الإله ابن كيران، فهل يرهن وهبي ترافعه على القضايا المبدأية بضمانات مستقبله السياسي، أم هو بحاجة إلى “التحزار” ليعود إلى الميادين؟!

جرت العادة أن “القادة الحقيقيين” قد يعصف بهم أو يتم تحجيم نفوذهم السياسي، غير أنهم يحافظون دائما على حضورهم بشكل أو بآخر، لكن لا أحد توقع أن يتلاشى وهبي سريعا هكذا، وكأنما كان “حلما” لم يكتمل أو ربما “كابوسا” تواصليا استفاقت منه الأغلبية ومعها المغاربة.

وبالرغم من النقاشات المطروحة، يفضل وهبي الصمت والابتعاد من كل المواضيع، وكأنه تقاعد مبكرا من الحزب والسياسة والحكومة ومن كل شيء، ولم يعد يعنيه أن يُزيح عن “البام” ترسبات “إسكوبار الصحراء” ولا أن يرافع بحنكة المحامي الضليع ضد أرقام مجلس الحسابات التي كشفت ما كشفته خلال مرحلة تدبيره للحزب، ولا أن يدافع عن “مصداقية” السياسيين والبرلمانيين ضد تجني حماة المال العام، خاصة وأن المحاكم تشهد على سقوطهم “أكثر من تساقط أمطار هذه السنة”.. في وقت لم تخرج بعد الترسانة القانونية التي وعد بها وهبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News