أخبار كأس إفريقيا للأمم

بروس.. مُروّض “الأسود” يطمح للقب ثانٍ في “الكان”

بروس.. مُروّض “الأسود” يطمح للقب ثانٍ في “الكان”

لم يجزم هوغو بروس، مدرب منتخب جنوب إفريقيا، بقدرته على إقصاء رابع العالم، منتخب المغرب، قبل صدامهما في ثمن نهائي كأس إفريقيا للأمم “كوت ديفوار 2023″، لكنه كان واثقا من عبوره إلى ربع النهائي. وكذلك كان، عندما فجّر مفاجأة مدوية هي الثانية من نوعها في دور الـ16 بعد خروج حامل اللقب، السنغال.

قبل مواجهة “الأسود”، لم يبد صاحب الـ71 عاما تخوفه من “أسود الأطلس” رغم القوة التي أبانوها في دور المجموعات، وكان متفائلا حد “الغرور والغطرسة” بقدرة كتيبته على ترويض “الأسود”، مستمدا تفاؤله من قراءته الثاقبة لطريقة لعب وليد الركراكي “المكشوفة”.

وشكلت أرضية ملعب “لوران بوكو” بـ”سان بيدرو” مسرحا لنزال خاص، بين مدرب الخبرة، هوغو بروس، وحامل لواء جيل شاب من المدربين الأفارقة، وليد الركراكي، الذي رشحه الجميع على الورق لربح مباراة “شطرنج” التكتيكات أمام المخضرم البلجيكي.

الركراكي، الذي راهن على لاعبين محترفين بدوريات أوروبية كبيرة وبعض “أسود” الدوريات الخليجية، لم يكن يتوقع أن يسقط مبكرا أمام بروس، الذي قاده دهاؤه التدريبي إلى بناء منتخب قوي يعتمد على لاعبين محليين جلهم من نادي ماميلودي صان داونز الجنوب إفريقي.

بروس ظل وفيا لكلماته قبل المباراة، وأكد أنه يسبق الركراكي بخطوات بعدما أحسن قراءة مفاتيح لعب “الأسود”، وبسط سيطرته على إيقاع اللعب، سيما خلال الجولة الثانية، التي وجه فيها ضربتين قاضيتين خلطتا كل الأحلام الوردية للمغاربة وأرسلت كتيبة الركراكي بخفي حنين خارج سباق اللقب القاري بدرس قاس لن تمحى ندوبه إلا بإحراز اللقب العام بالمقبل في النسخة التي تقام بالمغرب.

وفي وقت كان المدرب البلجيكي هادئا على مقاعد البدلاء وفريقه يسجل الهدفين، وكأنه كان يعلم النتيجة مسبقا، كان الركراكي يوجه تعليماته في كل مكان، كان الارتباك باديا عليه، وعلى مساعديه الذي تسمروا بمقاعد البدلاء من هول الصدمة، كان التعليمات الموجهة للاعبين وكأنهم لم لم يستعدوا لسيناريو مماثل، لذلك لم تكن لتغييرات الركراكي أي مفعول سوى رفع مستويات هرمون الكورتيزول في دماء الجماهير المغربية.

ولم تكن مباراة الثلاثاء الماضي المرة الأولى التي يتفوق فيها المدرب البلجيكي على المنتخب المغربي. ففي يونيو الماضي لقن المدرب “الكهل” الركراكي درسا يبدو أنه لم يتعلم منه شيئا، بعدما فاز “بافانا بافانا” بثنائية (2-1) بجوهانسبوغ لحساب تصفيات “كان 2023″، وقبلها كان بروس قد أسقط المنتخب المغربي بهدف دور رد في تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2019 عندما كان مدربا للكاميرون.

ويحلم منتخب “بافانا بافانا”، تحت إمرة بروس، بالفوز بكأس إفريقيا للأمم للمرة الثانية في تاريخه بعد اللقب الوحيد سنة 1996، ويأمل أن تقوده خبرة مدربه لعبور الرأس الأخضر في ربع النهائي، في المباراة المقررة مساء اليوم السبت.

ويمتلك هوغو بروس العديد من التجارب في القارة السمراء، بقيادته للعديد من الفرق والمنتخبات الإفريقية، لكنها أبرزها يبقى قيادة منتخب الكاميرون في نسخة 2017 للفوز بالكأس للمرة الخامسة في تاريخه.

ويُعد هوغو بروس من مواليد 1952، وهو لاعب كرة قدم سابق، حمل قميص فريقين في بلجيكا خلال الفترة الممتدة بين 1970 و1988، أولهما كان أندرلخت والذي اكتشفه وهو في سن الـ18 عاماً، وسرعان ما أثبت نفسه محققا العديد من الألقاب، على غرار الدوري المحلي 3 مرات ولقب الكأس في 4 مناسبات، قبل أن ينتقل إلى نادي كلوب بروج الذي توج معه بلقبي الدوري والكأس.

كما حمل بروس في مسيرته كلاعب قميص المنتخب البلجيكي في نهائيات كأس العالم عام 1986 التي أقيمت في المكسيك آنذاك، قبل أن يحقق رفقة تشكيلة منتخب الشياطين الحمر في تلك النسخة المركز الرابع.

وعقب اعتزاله لعب كرة القدم، انطلقت مسيرة هوغو بروس التدريبية في سن السادسة والثلاثين، كمدرب مساعد في فريق مولينبيك ببلجيكا، ومن ثم قاد العديد من أندية بلاده يتقدمها كل من كلوب بروج، وموسكرون، وأندرلخت، وجينك، وفاز بلقب الدوري البلجيكي في ثلاث مناسبات، كما درّب فريقي نادي بانسيريكوس اليوناني وطرابزون سبور التركي، وأيضاً نادي الجزيرة الإماراتي.

ويمتلك بروس مسيرة تدريبية طويلة تمتد إلى 36 عاماً، قضى أغلبها بين العديد من الدوريات الأوروبية، لكنه يمتلك تجاربا مختلفة في القارة الإفريقية، منها تدريبه فريقين في الجزائر، ويتعلق الأمر في البداية بالإشراف على نادي شبيبة القبائل في عام 2014 لفترة قصيرة قبل رحيله، ومن ثم تولى مسؤولية قيادة فريق نصر حسين داي أيضاً لأسابيع عدة قبل استقالته.

كما انتقل المدرب البلجيكي للإشراف على منتخب الكاميرون في عام 2016، ونجح خلال فترة قصيرة في التتويج ببطولة كأس أمم إفريقيا 2017 التي أقيمت في الغابون، إذ تعادل في دور المجموعات مع بوركينا فاسو والغابون وفاز على غينيا بيساو، ثم تفوق على السنغال بضربات الترجيح في الدور ربع النهائي، وعلى غانا في الدور نصف النهائي، ومنتخب مصر في المباراة النهائية، ولكنه لم يستمر طويلاً قبل إقالته من منصبه بعد فترة وجيزة بسبب توالي النتائج السلبية في كأس القارات، وأيضاً في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018.

وفي شهر ماي سنة 2021، اختار مسؤولو منتخب جنوب إفريقيا هوغو بروس ليتولى قيادة المنتخب، خلفاً للمدرب السابق موليفي نتسيكي، الذي أقيل من منصبه، عقب فشله في التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم التي احتضنتها الكاميرون سنة 2021، ولينجح بعد ذلك في إعادة منتخب “البافانا بافانا” إلى المنافسة القارية، بعدما تأهل وصيفاً في المجموعة الـ11 التي ضمت منتخبي المغرب وليبيريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News