سياسة

مؤتمر “البام” يدخل سباق الأمتار الأخيرة ووهبي يبتعد عن مِقوَدِ “الجرار”

مؤتمر “البام” يدخل سباق الأمتار الأخيرة ووهبي يبتعد عن مِقوَدِ “الجرار”

دخل المؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة الأمتار الأخيرة لانتخاب قيادة جديدة خلفا للأمين العام الحالي عبد اللطيف وهبي، الذي يبدو أنه قرر الابتعاد عن مقود “الجرار” بعد أربع سنوات من الإبحار بسفينة “البام” وسط أمواج عاتية تمكن فيها الحزب من الوصول إلى مربع السلطة بعد سنوات من اصطفافه في المعارضة.

ووسط تكهنات بانتخاب قيادة شابة على رأس الحزب الذي يشكل القوة السياسية الثانية في المشهد المغربي، أعلنت قيادة الأصالة المعاصرة رسميا عن فتح باب الترشيحات للأمانة العامة ابتداء من يوم الجمعة 2 فبراير 2024 حتى تاريخ انعقاد المؤتمر المقرر تنظيمه أيام 9 و10 و11 من الشهر الجاري، وهو المؤتمر الأول الذي يعقده الحزب وسط تموقعه في التدبير الحكومي بعد سنوات من اصطفافه في المعارضة.

وكشفت مصادر قيادية بحزب “البام” لجريدة “مدار21” أن وهبي قرر الابتعاد عن قيادة الحزب خلال الأربع سنوات القادمة وعبر للأعضاء المكتب السياسي للحزب عن عدم رغبته في الترشح لولاية جديدة على رأس “الجرار”، مؤكدا أنه يفضل أن يسلم المشعل لقيادة شابة ليعطي الحزب مثالا ناجحا على تشجيع مشاركة الشباب في الحياة السياسية على غرار ما قدمه بالنسبة للنساء عندما انتخبت المنصوري رئيسة للمجلس الوطني.

مصادر الجريدة، أوضحت أن وهبي برر أيضا عدم نيته الترشح لولاية جديدة بثقل الملفات التي يواجهها على الصعيد الحكومي، وفي مقدمتها مشروع منظومة القانون الجنائي الذي يطمح وهبي إلى إخراجه إلى الوجود قبل نهاية السنة التشريعية الحالية، إلى جانب المهام المنوطة بها في إطار اللجنة الملكية المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، مضيفة أن “وهبي يريد التفرغ للمهام الحكومية وفي نفس الوقت إبعاد الحزب عن التقاطبات والتجاذبات التي يمكن أن تحصل على صعيد عديد من الملفات الشائكة”.

وحسب المعطيات التي حصلت علهيا الجريدة، فإن وهبي ما يزال متمسكا بدعم فاطمة الزهراء المنصوري لقيادة الأصالة والمعاصرة خلفا له، غير أنه في حال رفضت الأخيرة الترشح فإنه يؤيد مقترح انتخاب قيادة شابة على رأس “البام” من قبيل وزير الثقافة والشباب والتواصل، مهدي بنسعيد، أو وزير الادماج والاقتصادي والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري.

بالمقابل، كشفت مصادر “مدار21” أن فاطمة الزهراء المنصوري، رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أبلغت هي الأخرى أعضاء المكتب السياسي للحزب باعتذارها عن الترشح لقيادة “الجرار” وذلك بمبرر صعوبة التوفيق بين مهامها الحكومية ورئاسة مجلس جماعة مراكش وإدارة دفة “البام”، إلى جانب ظروفها الصحية التي لا تساعدها في ذلك.

ورغم عدم رغبتها في الترشح لخلافة وهبي، إلا أن قيادة الأصالة والمعاصرة، بمن فيهم وهبي وبنسعيد، تتمسك بدعم المنصوري لقيادة الحزب خلال الأربع سنوات القادمة، وأكدت مصادر قيادية للجريدة أن هناك مساعي حثيثة من أجل إقناع المنصوري بالعدول عن موقفها وقبول الترشح لمنصب الأمانة العامة خلال محطة المؤتمر الوطني القادم.

في غضون ذلك، أعلن محمد مهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل والقيادي بحزب الأصالة والمعاصرة، عن دعمه ومساندته لرئيسة برلمان “البام” فاطمة الزهراء المنصوري، في سباق الوصول إلى قيادة “الجرار” خلفا للأمين العام الحالي للحزب عبد اللطيف وهبي، خلال المؤتمر الوطني القادم للحزب المنتظر عقده في منتصف فبراير القادم.

وأكد بنسعيد لـ”مدار21″، أنه ما يزال متمسكا بموقفه السابق الذي عبر فيه عن أمله في أن تقود فاطمة الزهراء المنصوري الأصالة والمعاصرة خلال الأربع سنوات القادمة، وقال “ما زلت أرى بأن المرحلة المقبلة يجب أن تكون من نصيب قيادية ناجحة (المنصوري) لكن إذا اعتذرت عن الترشّح واختارت المجموعة شخصا آخر سواء وهبي أو غيره سأدعمه وسألتزم بالقرار”.

وأعلن سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر “البام”، عن دعمه لترشيح فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، لقيادة “الجرار” خلفا لعبد اللطيف وهبي، الأمين العام الحالي، الذي قال إنه سيكون ضمن المرشحين إلى جانب الوزير محمد مهدي بنسعيد وبعض القيادات الأخرى خلال محطة المؤتمر القادم.

وبينما تقول مصادر مقربة من الأمين العام الحالي لحزب “البام” إنه يرغب في الاستمرار في قيادة “الجرار” شريطة ألا تترشح رئيسة المجلس الوطني لمنافسته، يؤكد قيادي بازر في صفوف الحزب للجريدة أن هناك توجها لدعم المنصوري أو محمد مهدي بنسعيد لتسلم مفاتيح رئاسة الحزب خلال المؤتمر القادم.

وأكدت المصادر نفسها، أنه في حال تمسك المنصوري برفض الترشح لخلافة وهبي على رأس الجرار، فإن قيادة الحزب ستختار بنسعيد لمنصب الأمانة العامة، مسجلة أنه رغم كون باب الترشيح المعلن عن فتحه ابتداء من اليوم الجمعة، سيظل مفتوحا إلى حين انعقاد المؤتمر الوطني الخامس، إلا أنه تقرر الذهاب إلى المؤتمر باسم مرشح وحيد يحظى بتوافق المجموعة والذي لن يخرج عن بنسعيد أو المنصوري.

وفي هذا الصدد، قال بنسعيد: “نناقش المستقبل وما بعد المؤتمر وعكس المحطات السابقة نحن اليوم مجموعة ولا يهم من سيقود هذه المجموعة بقدر من نواجه تحديات تتعلق بالقدرة على العودة إلى روح التأسيس وتجاوز أعطاب التنظيم (..) الشخص الذي سيُختار من طرف المجموعة بالتأكيد سيحظى بإجماع المؤتمرين، وإذا ترشحت المنصوري سأدعمها وسيدعمها أيضا الأمين العام عبد اللطيف وهبي”.

وبخصوص فرضية ترشح وهبي من أجل الاستمرار في قيادة “الجرار”، كشف بنسعيد أن الأخير قال في آخر اجتماع للمكتب السياسي، إنه “يحترم قرار المجموعة ولن يفرض نفسه على الحزب”، وسجل أن قرار ترشح وهبي من عدمه “هو قرار شخصي وإذا لم يترشح نحن نلتزم بمخرجات النقاش ما بين قيادة الحزب وقواعده”، لافتا إلى أن هناك نقاشا داخليا قُبيل المؤتمر يهم مستقبل الحزب والتشبث بالمشروع الحقيقي لحزب الأصالة والمعاصرة رغم ما أثير ضده ضمن الملف (إسكوبار الصحراء) الذي يتابع فيه عضوين من الحزب أمام القضاء.

إلى ذلك، وقف المكتب السياسي لحزب الأصالة المعاصرة على آخر الترتيبات المرتبطة بعقد المؤتمر الوطني الخامس للحزب الأسبوع المقبل، منوها خلال اجتماعه الأخيرة بانخراط جميع المناضلات والمناضلين بربوع الوطن في هذا المسار الإعدادي للمؤتمر، وبالعمل النوعي الذي قامت به اللجنة التحضيرية بجميع فروعها، وبالأوراق القانونية والمذهبية والسياسية واللوجيستيكية النوعية التي تم إعدادها للمؤتمر.

وأشادت قيادة “البام” بالحس النضالي العالي والتوافق المسؤول الذي أظهره جميع المناضلات والمناضلين خلال الجموع العامة المنعقدة لانتداب المؤتمرين بمختلف الجهات، مؤكدة أن حزب الأصالة والمعاصرة سيظل حزب المؤسسات، حزب احترام القانون، حزب الانضباط للقرار الحزبي، حزب صيانة الوحدة النضالية والتنظيمية، حزب التدبير الديمقراطي للمحطات النضالية المصيرية.

ودعا لمكتب السياسي وجميع المناضلات والمناضلين، إلى جعل محطة المؤتمر الوطني الخامس للحزب محطة نضالية أخرى، تكرس المكانة المتميزة لحزب الأصالة والمعاصرة عند المواطنات والمواطنين كحزب ديمقراطي حداثي قوي، قائم على أسس مرجعية ومبادئ تأسيسية صلبة، جعلت منه صرحا سياسيا شامخا بالمشهد السياسي الوطني، وقوة إصلاحية أساسية داخل  المملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News