“المحج الملكي”.. اختبار جديد لحكامة المشاريع الكبرى في الدار البيضاء

يُنتظر أن يشكل مشروع “المحج الملكي” دفعة جديدة في مسار تأهيل المجال الحضري لمدينة الدار البيضاء، بعدما صادق مجلس الجماعة على اتفاقية إخراجه إلى حيز التنفيذ، عقب تعثر دام قرابة أربعة عقود.
وفي هذا الصدد، قال عبد الصمد حيكر، عضو مجلس جماعة الدار البيضاء، إن مشروع “المحج الملكي” يحمل رمزية وأهمية كبيرتين، نظرا لكونه ينجز في منطقة استراتيجية تربط مركز المدينة بمعلمة مسجد الحسن الثاني، مشيدا بالاتفاقية التي صودق عليها عليها يوم أمس الثلاثاء، لإخراج المشروع إلى حيز التنفيذ، بعد سنوات طويلة من الجمود.
وأوضح حيكر في تصريح لجريدة “مدار21” أن تأخر إنجاز المشروع يعود إلى عدة عوامل، لافتا إلى أن المجلس الأعلى للحسابات سبق أن أصدر تقريرا بشأنه أواخر التسعينيات، وعلى إثره طالب الحزب ةالذي ينتمي إليه العدالة والتنمية بربط المسؤولية بالمحاسبة، في حق المتورطين في اختلالات تأخيره، والذين ثبتت مسؤوليتهم عن تعثره.
ونوه حيكر بالاتفاقية التي تم توقيعها بشأن المشروع، مشيرا إلى أنها توصلت أخيرا إلى آليات وحلول تكمل الجهود التي بذلها المجلس السابق، من خلال معالجة عدد من الإشكاليات المتداخلة التي أثرت على تنفيذ المشروع.
وأشار العضو ذاته إلى أن الاتفاقية منحت شركة “كازا إسكان” اختصاص تنفيذ المشروع، بتمويل من صندوق الإيداع والتدبير (CDG) بقيمة ملياري درهم، مقابل تمكينها من تنمية واستثمار عقارات في الحي الحسني، مع تركيز الاتفاقية أيضا على جوانب الترحيل وإعادة الإسكان.
وسجلت المعارضة مجموعة من التنبيهات المرتبطة بإنجاز المشروع، مؤكدة ضرورة ألا يتم على حساب معاناة الساكنة، مع وجوب مواكبتهم ومتابعتهم، وعدم الاكتفاء بالسكان فقط، بل شمل التجار والحرفيين في المنطقة أيضا، وشددت على ضرورة تعزيز الشركة المكلفة بقوانين تنظيمية، وتدعيمها بالموارد البشرية الكافية، وفق حيكر.
وأضاف حيكر في تصريحه: “يجب أن تُربط بالمشروع عملية تجديد حضري شاملة بمدينة الدار البيضاء، تكون متناسبة مع محيط المحج الملكي”.
من جهته، قال كريم الكلايبي، عضو المجلس الجماعي للدار البيضاء، إن إخراج هذا المشروع الذي عرف تعثرا دام أكثر من 30 سنة، جاء بفضل جهود وزير الداخلية، ووالي الجهة، ورئيسة المجلس نبيلة الرميلي، وكافة مكونات المجلس، مشيرا إلى أن المصادقة عليه تمت بإجماع الأعضاء ما عدا صوت واحد.
وأضاف الكلايبي أن المشروع سيمكن جماعة الدار البيضاء من الاستفادة من وعاء عقاري هام في ظل ندرة العقارات المتاحة لإنجاز مشاريع مهيكلة، مشيرا إلى أنه سيشكل متنفسا جديدا للمدينة، وسيتم إنجازه وفق مواصفات عالمية.