تاريخ الكان | رياضة

ملحمة 2004.. حينما خسر المغرب اللقب وربح جيلا ذهبيا لازمه “النحس”

ملحمة 2004.. حينما خسر المغرب اللقب وربح جيلا ذهبيا لازمه “النحس”

2004 سنة مليئة بالأحداث، شهد فيها الجيل القديم ذكريات حزينة مع زلزال الحسيمة العنيف شمال المغرب، لكن سرعان ما تحولت لذكريات سعيدة أثلجت صدور المغاربة بفرحة التأهل لنصف نهائي كأس أمم إفريقيا. لحظات أعادت رسم البسمة على وجوه المغاربة من جديد بعد 28 سنة من إحراز اللقب الوحيد رغم خطف تونس في الأخير الكأس.

يوم 14 فبراير سنة 2004 في ملعب رادس الأولمبي، بتونس، كان يوما خالدًا رسخ في الأذهان، وشهد حضور 70000 مشجع، يوم سطع فيه نور المنتخب وتألقه بمباراة نهائي كأس أمم إفريقيا، رغم فوز “نسور قرطاج” باللقب، إلا أن فخر الوصول للنهائي لازال يعاد بسيناريوهات مختلفة أبطالها جيل ذهبي.

نهائي تاريخي

بعد 4 دقائق من بداية الشوط الأول من المباراة، كانت تبدو من الوهلة الأولى بداية منتخب تونس جيدة مدفوعا بجماهيره التي ملأت جنبات الملعب، لتثمر الهدف الأول في المباراة من طرف اللاعب سيلفا دوس سانتوس في الدقيقة الخامسة.

وكاد “نسور قرطاج” يضاعفون النتيجة في الدقيقة الـ14 عندما مرر مهدي النفطي كرة عرضية باتجاه دوس سانتوس الذي حول الكرة برأسية قوية نجح حارس المرمى، خالد فوهامي، قبل أن يضيع زميله الشاذلي فرصة أخرى في الدقيقة الـ20.

وأرهق الضغط التونسي دفاعات المنتخب المغربي، لكن سرعان ما دخل “الأسود” أجواء النهائي وتحركت آلته الهجومية التي تمكنت من إعادة عقارب المباراة إلى التكافؤ بعد عرضية متقنة ليوسف حجي حوله يوسف المختاري برأسية رائعة داخل الشباك في الدقيقة الـ38.

وفي وقت كان الجميع ينتظر مدا هجوميا لكتيبة المدرب بادو الزاكي في الشوط الثاني، لكن سجل أصحاب الأرض هدفا في الدقيقة الـ52 عن طريق زياد الجزيري بعدما فشل حارس المنتخب المغربي في التصدي لتسديدة منخفضة لكلايتون لترتد منه نحو الجزيري الذي وضعها في الشباك بسهولة، ليهدي بلاد قرطاج أول كأس أمم إفريقية، وليمنح مدرب فريقه لومير روجيه، لقب أول مدرب يفوز ببطولتين قاريتين مختلفتين، بعدما سبق له التتويج ببطولة أوربا مع المنتخب الفرنسي سنة 2000، ويظل لقب 2004 حتى الآن الوحيد للكرة التونسية.

 

الخسارة لم تفسد فرحة الإنجاز

رغم الخسارة في نهائي ملعب رادس سنة 2004، عمت الفرحة الجماهير في كل المدن المغربية، وخروج الآلاف إلى الشوارع يهتفون بأسماء اللاعبين الشباب وبالإنجاز التاريخي لجيل برهن على أنهم وصلوا لأبعد نقطة في “الكان” رغم الإخفاقات المتتالية.

واستقبل العاهل المغربي محمد السادس في قصره بمدينة أكادير كتيبة المدرب بادو الزاكي، ووضحه بأوسمة ملكية، ليجوبوا بعدها شوارع المدينة بحافلة مكشوفة كشفت معها حب المغاربة للكرة واشتياقهم للفوز رغم خسارة اللقب في النهائي.

 

إن أعادوا الأحداث…من يعيد الرفاق؟

تشكيلة الجيل الذهبي للمنتخب المغربي سنة 2004 تعكس الرؤية الثاقبة للناخب الوطني، بادو الزاكي، الذي جازف باستدعاء أسماء جديدة وأخرى مغمورة، راهن عليها من أجل إسعاد الجماهير المغربية في “كان تونس”.

وضمت تشكيلة المنتخب المغربي ثلاثي حراسة المرمى خالد فوهامي، طارق الجرموني ونادر المياغري، إصافة إلى وليد الركراكي، أكرم روماني، جواد الزايري، عبد السلام وادو، طلال القرقوري، نور الدين النيبت، عبد الكريم قيسي، يوسف سفري، موحا اليعقوبي، يوسف المختاري، مروان الشماخ، يوسف حجي، نبيل باها، عبد الكريم قيسي، مراد حديود، الحسين خرجة، مصطفى بيضوضان، حسن علا، جمال عليوي، طارق شهاب.

 

وكـان يوسف مختاري أحد أبرز الهدافين في نهائيات أمم إفريقيا 2004 واحتل المرتبة الأولى في قـائمة الهدافين، كمـا سجل يوسف حجي كأحد أبرز هدافي الدورة بثلاث أهداف، ثم مروان الشمـاخ بهدفين، إضافة إلى هدف لكل من عبد السلام وادو وطلال القرقوري ونبيل باها.

ولم تنته مسيرة تألق الكرة المغربية عند 2004، فما يزال المنتخب المغربي يطارد حلم لقبه الثاني في كأس إفريقيا.

ورغم أن الجيل الذهبي الذي كتب اسمه بمداد من ذهب في تاريخ الكرة المغربية خسر النهائي الثاني في التاريخ، إلا أنه بفضله سطع نجم العديد من اللاعبين الشباب من بينهم وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني الحالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News