تاريخ الكان | رياضة

نافذة “الكان”.. ولادة عسيرة بسويسرا انتهت بأول كأس إفريقية بالخرطوم

نافذة “الكان”.. ولادة عسيرة بسويسرا انتهت بأول كأس إفريقية بالخرطوم

لعبت مصر وإثيوبيا والسودان وجنوب إفريقيا دورا كبيرا ورئيسيا في ميلاد كأس إفريقيا للأمم، التي سيقص شريط نسختها الـ34 يوم السبت المقبل بكوت ديفوار.

وتعد مصر وإثيوبيا والسودان وجنوب إفريقيا الأعضاء المؤسسين للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم سنة 1957، والذي أصبح يضم اليوم 54 اتحادا محليا لكرة القدم.

في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” سنة 1954، المنعقد بمدينة برن بسويسرا، صوت على الاعتراف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ما منح القارة السمراء الحق في تعيين أول ممثل لها المجلس التنفيذي لـ”فيفا”، المصري عبد العزيز عبد الله سالم.

لكن الولاد الفعلة للجهاز القاري الوصي على كرة القدم الإفريقية سيتأخر حتى يونيو 1956 خارج إفريقيا، وتحديدا في لشبونة بالبرتغال.

واستضافت العاصمة البرتغالية آن ذاك كونغرس “فيفا”، واستغلت الدول الإفريقية الأربعة التي حضرت أشغاله؛ مصر، السودان، إثيوبيا وجنوب إفريقيا، الأمر لكتابة شهادة ميلاد “الكاف”.

عقب كونغرس “فيفا” بلشبونة، اتفقت الدول الأربعة على الاجتماع مرة أخرى بالعاصمة السودانية الخرطوم في فبراير 1957 لوضع مشروع أول نظام أساسي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، ومناقشة تنظيم أول مسابقة قارية خاصة بالمنتخبات “كأس إفريقيا للأمم”.

وعقد الاجتماع التاريخي الذي أكد رسميا تأسيس هيئة للإشراف على كرة القدم بإفريقيا يوم 8 فبراير 1957 بفندق غراند أوتيل في الخرطوم.

بعد التصديق على مسودة النظام الأساسي، تم اختيار المصري عبد العزيز عبد الله سالم رئيساً بالإجماع، ليصبح بذلك أول رئيس في تاريخ “الكاف”.

وفي يوم 10 فبراير 1957، بعد أول اجتماع للجمعية العمومية للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، أعلنت القارة السمراء دخولها حقبة جديدة لتطوير اللعبة الأكثر شعبية في العالم من العاصمة السودانية؛ مولد أول نسخة لكأس الأمم الإفريقية.

في تلك البطولة، رفض اتحاد جنوب لكرة القدم إيقاف سياسة الميز العنصري وأصر على المشاركة في أول كأس إفريقيا بمنتخب مكون من أصحاب البشرة البيضاء فقط، ليتقرر حرمانه من المشاركة في النسخة الأولى التي فازت بها مصر بعدما أقصت السودان، صاحبة الأرض والجمهور، في نصف النهائي (2-1)، والفوز على إثيوبيا (4-0) في المباراة الختامية.

وسجل المهاجم المصري محمد دياب العطار، المعروف بـ”الديبة”، اسمه بمداد من ذهب في أول نسخ “الكان”، بعدما كان صاحب أول هدف في البطولة في شباك السودان، كما أنهى المسابقة نجمها الأول بنيله جائزة الهداف بخمسة أهداف، بعدما سجل “سوبر هارتيك” في النهائي، والذي أهدى به أول كأس لـ”الفراعنة”.

لكن إثيوبيا ثأرت لهزيمتها في كأس الأمم الإفريقية الثالثة عام 1962 بفوزها على مصر؛ التي كانت تعرف آنذاك بالجمهورية العربية المتحدة، بنتيجة (4-2) في النهائي بأديس أبابا.

كانت أول بطولتين عبارة عن أحداث تضم ثلاثة منتخبات قبل أن يرتفع عدد المشاركين تدريجيًا بمرور الوقت، إلى أن وصل اليوم عدد المنتخبات المشاركة في نسخة ساحل العاج 24 منتخبا.

المنتخبات الثلاثة المؤسسة لمسابقة “الكان” رفعت كأس “الأميرة السمراء”، فبينما فازت مصر، صاحبة أول لقب، الكأس سبع مرات، صعدت إثيوبيا والسودان “بوديوم” المسابقة مرة واحدة في تاريخهما حتى الآن 1962 للأول و1970 لـ”صقور الجديان”.

ورغم مشاركتهما في تأسيس “الكاف” وإطلاق أو كأس إفريقيا، غابت إثيوبيا عن كأس الأمم الإفريقية لمدة 31 عاما منذ 1984 قبل أن تعود في عام 2013، بينما كسرت السودان سنة 2008 عقدة 32 عاما من الغياب، الذي امتد منذ آخر ظهور سنة 1976.

وسيكون منتخبا السودان وإثيوبيا أكبر غائبين عن نهائيات كأس إفريقيا للأمم، التي تقام في الفترة بين 13 يناير الجاري و11 فبراير المقبل، بعدما فشلا في التأهل، علما أنهما شاركا في النسخة السابقة بالكاميرون، ولم لتجاوزا دور المجموعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News