تاريخ الكان | رياضة

نافذة “الكان”.. 67 عاما من الأحداث والإنجازات التاريخية

نافذة “الكان”.. 67 عاما من الأحداث والإنجازات التاريخية

67 عاما مرت على أول كأس إفريقية نظمت بالسودان. تاريخ يضج بالحماس ولحظات لا تُنسى، وانتصارات تاريخية ومفاجآت ولحظات أخرى درامية طبعت النسخ الـ33 السابقة وخلدها التاريخ بداية من عام 1957.

1957.. ولادة جديدة لكرة القدم الإفريقية

رأت كأس إفريقيا للأمم النور عام 1957 في السودان، عندما تنافست ثلاثة منتخبات فقط هي مصر والسودان وإثيوبيا في بطولة مصغرة، بعد إبعاد جنوب إفريقيا من المسابقة بسبب استمرارها في سياسة الميز العنصري ضد أصحاب البشرة السوداء.

صنعت مصر التاريخ في أولى نسخ “الكان” عندما أصبحت أول منتخب يفوز بالمسابقة على حساب إثيوبيا في النهائي، ليقص “الفراعنة” شريط مسابقة ستطبع تاريخ كرة القدم العالمية.

1963.. قفزة تاريخية بأرض ‘البلاك ستارز”

ستشهد نسخة كأس إفريقيا للأمم سنة 1963 المنظمة في غانا أكبر عدد من المنتخبات المشاركة، إذ ستنظم النسخة الرابعة من المسابقة بنظام مجموعتين لأول مرة.

وضمت كل مجموعة 3 منتخبات، غانا، إثيوبيا وتونس من جهة، والسودان، مصر ونيجيريا من جهة ثانية.

وتأهل منتخب “البلاك ستارز” إلى المباراة النهائية بتصدره المجموعة الأولى، ولحق به منتخب “صقور الجديان” بعد تزعمه المجموعة الثانية، بينما خاض وصيفا المجموعتين، مصر وإثيوبيا مباراة الترتيب، التي آلت إلى “الفراعنة” بثلاثية نظيفة، بينما حسمت غانا أول ألقابها بالنتيجة ذاتها (3-0).

واحتفظ المنتخب الغاني باللقب في النسخة الموالية بتونس سنة 1965، بعدما أسقط “نسور” قرطاج في الشوطين الإضافيين (3-2)، ليصبح “البلاك ستارز” ثاني منتخب يتمكن من الفوز بلقب كأس إفريقيا في نسختين متتاليتين بعد مصر سنتي 1957 و1959.

1976.. “أسود الأطلس” يصنعون التاريخ

بعد أول مشاركة مخيبة في نسخة 1972، ومقاطعة “كان 74″، سيصنع المنتخب المغربي التاريخ في ثاني حضور بالعرس الكروي الإفريقي بقلب أديس أبابا سنة 1976.

وصنع “الأسود”، بقيادة أحمد فرس والظلمي وبابا، التاريخ في النسخة العاشرة لكأس إفريقيا التي نظمت بإثيوبيا، وصعدوا “البوديوم” بتسجيل 11 هدفا في 6 مباريات.

ولم يدرك زملاء فرس آن ذاك أنهم صنعوا “المستحيل” في مباراة تاريخية ضد غينيا انتهت بتعادل (1-1) كان يزن لقبا لـ”الأسود”، إذ لم تشفع المستويات الكبيرة التي قدمتها النخبة المغربية بعد ذلك لرفع الكأس للمرة الثانية إلى الآن، وكان أفضل إنجاز في الـ48 عاما الأخيرة بلوغ النهائي في نسخة 2004 بتونس.

1984.. الكاميرون تتويج بأرض “الأفيال”

انتظرت الكاميرون حتى ثمانينات القرن الماضي لتؤكد صحوة كرة القدم بالبلاد بفوزها بأول كأس أمم إفريقية سنة 1984 التي نظمت بكوت ديفوار، مسرح نسخة الحالية التي تنطلق السبت المقبل.

وتحدت “الأسود غير المروضة” الصعاب في “كان” كوت ديفوار، إذ لم يراهن أحد على فوزهم باللقب، سيما بعد الخسارة في المباراة الأولى ضد مصر.

وسرعان ما استعاد الكاميرونيون توازنهم ليرافقوا “الفراعنة” إلى نصف النهائي، حيث تجاوزوا الجزائر بضربات الحظ، قبل أن يسقطوا نيجيريا في المباراة النهائية بفضل هدف لا ينسى سجله إيمانويل كوندي.

1990.. الجزائر تطرد النحس

انتظرت الكرة الجزائرية 22 عاما للفوز بلقب كأس إفريقيا للأمم. فمنذ أول مشاركة سنة 1968، استعصى على “محاربي الصحراء” تحقيق حلم التتويج حتى حطت المسابقة الرحال بالجزائر سنة 1990.

نهائي “كان 1990” الذي خاضه منتخبا الجزائر ونيجيريا لعب بحضور جماهيري قياسي فاق 70 ألف متفرج، وحسمه “الخضر” بهدف شريف أوجاني بتسديدة قوية في الدقيقة الـ38.

وتمكن المنتخب الجزائري من دخول سجلات تاريخ “الكان” بفضل جيل ذهبي من اللاعبين يتقدمهم رابح ماجر وجميل مناد وشريف الوزاني.

2000.. انتفاضة “الأسود غير المروضة”

صنع النجم صامويل إيتو أفراح الكاميرونيين في نسختين متتاليتين لكأس إفريقيا سنتي 2000 و2002، بعدما قاد “الأسود غير المروضة” إلى إحراز لقبين.

وترك إيتو بصمة لا تمحى في كأس الأمم الإفريقية بفوزه بـ”الكان” مرتين مع الكاميرون، بفضل أدائه الاستثنائي وأهدافه الحاسمة، إذ سجل في نسخة 2000، المنظمة في نيجيريا وغانا، 4 أهداف، بينها هدف في النهائي ضد نيجيريا الذي حسمه زملاؤه بضربات الحظ (4-3).

وفي النسخة الـ23 بمالي سنة 2002، لم يحالف الحظ إيتو لتسجيل الكثير من الأهداف، إذ اكتفى بهدف واحد فقط، لكنه لعب دورا رئيسيا في تتويج الكاميرون باللقب الثالث بالضربات الترجيحية على حساب السنغال، الذي وصل النهائي للمرة الأولى في تاريخه.

2004.. تونس تنهي صيام الـ42 عاما

بعدما كان ثاني منتخب عربي يشارك في كأس إفريقيا من بوابة النسخة الثالثة سنة 1962، لم ينجح التونسيون في معانقة “الأميرة السمراء” لـ42 عاما، وانتظروا تنظيم المسابقة على أرضهم للمرة الثالثة سنة 2004 ليحظوا بشرف أول تتويج.

وحلّق “نسور قرطاج” عاليا في سماء النهائي الذي أجري بملعب “7 نونبر” برادس وحرموا المنتخب المغربي، الذي قدم مسارا استثنائيا في المسابقة، من التتويج باللقب للمرة الثانية في تاريخهم، بالفوز (2-1).

وسجل هدفي المنتخب التونسي سيلفا دوس سانتوس وزياد الجزيري في الدقيقتين 5 و52، في حين سجل للمغرب يوسف المختاري في الدقيقة الـ38.

2010.. القارة السمراء تتحد ضد الإرهاب

لم يثن الهجوم الإرهابي على حافلة المنتخب التوغولي القارة السمراء من ركوب التحدي وتنظيم النسخة الـ27 من كأس أمم إفريقيا بأنغولا في موعدها.

وتعرضت حافلة منتخب التوغو، دقائق قليلة بعد وصولها إلى أنغولا للمشاركة في “الكان”، لهجوم إرهابي أصيب على إثره تسعة من أعضاء بعثة المنتخب بينهم لاعبان، كما قتل سائق الحافلة.

واضطرت التوغو إلى الانسحاب من المسابقة، فيما قررت الكونفدرالية الإفريقية الإبقاء على البطولة في موعدها، ما أضفى على نسخة أنغولا اهتماما إعلاميا عالميا بعد الحادث الإرهابي.

وتمكن المنتخب المصري آن ذاك من التتويج باللقب السابع في تاريخه والثالث تواليا، بالفوز على غانا بهدف دون رد (1-0).

2012.. “الرصاصات النحاسية” تعانق الذهب

احتاجت زامبيا 19 عاما لتتعافى من صدمة فاجعة تحطم طائرة المنتخب الذي راح ضحيته 30 راكبا بمن فيهم 18 لاعبا، بالإضافة لمدرب المنتخب الوطني والفريق التقني سنة 1993.

وبعد نهائيي 1974 و1994، انتظر الزامبيون حتى سنة 2012 لرؤية منتخب “الرصاصات النحاسية” يتوج بأول ألقابه في كأس إفريقيا للأمم، عندما قادهم المدرب الفرنسي، هيرفي رونار، لصنع المفاجأة بانتزاع الكأس للمرة الأولى في التاريخ، بتغلبهم في النهائي على ساحل العاج بضربات الترجيح (7-8).

2015.. “إيبولا” تجهض أحلام المغرب

فجّر تنظيم كأس إفريقيا سنة 2015 أزمة بين المغرب والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعدما رفضت المملكة تنظيم المسابقة في الفترة بين 17 يناير و8 فبراير، بسبب ظروف قاهرة بعد تفشي فيروس إيبولا في العديد من البلدان الإفريقية.

وطلبت السلطات المغربية في أكتوبر 2015 تأجيل انطلاق النسخة الـ30 من المسابقة حتى سنة 2016 مخافة تفشي “إيبولا” بالبلاد، لكن “الكاف” رفضت الطلب وعاقبت المغرب بالاستبعاد من نسخ 2015، 2017 و2019، وتغريمه قرابة 100 مليون سنتيم، إضافة إلى غرامة ثانية قدرها 10 ملايير سنتيم تعويضا عن الأضرار.

لكن محكمة التحكيم الرياضي “الطاس” صفعت رئيس “الكاف”، عيسى حياتو، وألغت عقوبة المنع من المشاركة في “كان” 2017 و2019، مع خفض غرامة المليار سنتيم إلى 50 مليون سنتيم فقط، لكن “الأسود” حرموا من المشاركة في كأس إفريقيا سنة 2015 التي نظمت بغينيا الاستوائية.

2015.. رونار يكتب تاريخا جديدا

بعدما قرر الترجل عن سفينة منتخب زامبيا بعدما أوصله إلى عرش القارة السمراء سنة 2012، ركب المدرب الفرنسي هيرفي رونار تحدي قيادة “الفيل” الإيفواري.

وبعد عامين من فوزه بالكأس الإفريقية سنة 2021، قاد “الثعلب” الفرنسي ساحل العاج للفوز باللقب سنة 2015 بغينيا الاستوائية، بعدما سحبت “الكاف” التنظيم من المغرب الذي طلب تأجيل موعد انطلاقة العرس الكروي الإفريقي بسبب التفشي الكبير لفيروس إيبولا آن ذاك.

وأحرزت ساحل العاج اللقب الإفريقي للمرة الثانية في تاريخها بعدما هزمت غانا في المباراة النهائية بضربات الترجيح.

ويعد رونار، المدرب الحالي للمنتخب النسوي الفرنسي، المدرب الوحيد الذي فاز بالكأس القارية مع منتخبين مختلفين، بينما يعد المدرب المصري، حسين شحاتة، المدرب الأكثر تتويجا بثلاثة ألقاب أحزرها سنوات 2006، 2008 و2010.

2021.. السنغال طال الانتظار

أنهى المنتخب السنغالي انتظارا استمر أزيد من نصف قرن (56 سنة)، وتوج بلقب كأس أمم أفريقيا للمرة الأولى في تاريخه بفوزه على مصر بضربات الترجيح (4-2) في العاصمة الكاميرونية ياوندي.

ومنذ أولى مشاركاته في نسخة 1965، خاض “أسود تيرانغا” النهائي مرتين في نسختي 2002 و2019، لكنه فشل في الفوز باللقب فيهما عقب الخسارة أمام الكاميرون (3-2 في ضربات الترجيح) والجزائر (1-0) تواليا.

ويأمل المنتخب السنغالي، تحت قيادة مدربه، أليوم سيسي، في الدفاع عن لقبهم في نسخة 2023 التي تنظم بكوت ديفوار، سيما أن الترشحات تصب في صالحهم لصعود “بوديوم” مجددا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News