وفاة طفلة تُعرّي الحالة المزرية لمستشفى الهاروشي ومطالب برلمانية بفتح تحقيق

طالبت النائبة البرلمانية عن فريق الأصالة والمعاصرة، نجوى كوكوس، وزير الصحة والحماية الاجتماعية بفتح تحقيق شفاف حول ملابسات وفاة طفلة حديثة الولادة بسبب غياب الحاضنات الاصطناعية في قسم النساء والتوليد بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي بالدار البيضاء.
ووجهت كوكوس سؤال كتابيا إلى وزير الصحة، أمين التهراوي، عقب وفاة طفلة حديثة الولادة في قسم النساء والتوليد بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي بالبيضاء، لعدم توفر المستشفى على حاضنة اصطناعية، مشيرة إلى أن ذلك “أحدث صدمة لدى عائلة الضحية، رغم بحثها المضني بإمكاناتها الخاصة، عن الحاضنة الاصطناعية لكن دون جدوىé، مشددة على أن “الأمر يطرح سؤالا كبيرا حول واقع تدبير هذا المستشفى”.
وأشارت في سؤالها، الذي اطعلت جريدة “مدار21” على نظير منه، إلى أن مستشفى عبد الرحيم الهاروشي بمدينة الدار البيضاء “بات اسمه مرتبطا بالإهمال، وسوء المعاملة، وغياب الأطر الطبية الكافية، والافتقار إلى أبسط المعدات الاستشفائية اللازمة، وهي المواضيع التي خصصنا لها أسئلة كتابية وشفوية متعددة”.
وساءلت الوزير عن التدابير المتخذة لتوفير الحاضنات الاصطناعية على سبيل الاستعجال حتى لا تتكرر مأساة وفاة الطفلة.
تفاقم الحالة المزرية لمستشفى عبد الرحيم الهاروشي للأطفال كانت موضوع سؤال ثان من كوكوس، ذكّرت فيه التهراوي بالعديد من الأسئلة الكتابية والشفوية التي وجهتها له في الموضوع.
وسجلت النائبة البرلمانية عن “البام” ما تعرف مصلحة الجراحة الباطنية للأطفال بالمستشفى المذكور من “فوضى وترد لخدماتها الاستشفائية”، مؤكدة أن هذا الوضع دفع جزءا من الطاقم الطبي للمصلحة إلى دق ناقوس الخطر قبل انفلات الوضع أكثر.
وأبرزت كوكوس أن جزءا من المشكل يعود إلى ضعف عدد الأطباء المتخصصين في جراحة الأطفال، موضحة أنه “خلال الفترة ما بين 2020 و2025، تم الإعلان عن 36 منصبا في مباراة الإقامة (تخصص جراحة الأطفال)، إلا أن مصلحة جراحة الأطفال لم تحتفظ إلا بستة أطباء مقيمين، فيما غادر البقية بسبب غياب بيئة عمل صحية، بل الأكثر من ذلك، فإن الأطباء الجدد، يفضلون العمل في مستشفيات أخرى، باستثناء المستشفى المذكور”.
ونبهت إلى أن عدد الأطباء المقيمين في الحراسة “لا يتجاوز طبيبا واحدا، تعهد إليه مهام جسيمة، في وقت تفيد فيه أرقام الإحصاء (2024) ارتفاع ساكنة جهة الدار البيضاء – سطات إلى أكثر من 7 ملايين نسمة، يوجد بينهم مليونا طفل دون سن 15 سنة”، متسائلة “كيف لعدد محدود من الأطباء تدبير هذا الوضع؟”.
وساءلت نجوى كوكوس وزير الصحة “عن الإجراءات المتخذة منذ إيفاد لجنة تفتيش بهدف الوقوف عند وضعية مصلحة طب الأطفال بمستشفى عبد الرحيم الهاروشي، والتجاوب مع صرخات العديد من الأطباء الغيورين على هذه الرسالة النبيلة، باتخاذ ما يلزم من تدابير تحفظ صحة أطفال المغاربة”.