دولي

الولايات المتحدة تحث قطر على مواصلة جهود الوساطة لإنهاء الحرب على غزة

الولايات المتحدة تحث قطر على مواصلة جهود الوساطة لإنهاء الحرب على غزة

دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اليوم الاثنين قطر إلى مواصلة لعب دور بناء لإنهاء الحرب في غزة، وذلك في تعليقات أدلى بها من القدس في اليوم نفسه الذي يجتمع فيه القادة العرب في الدوحة للرد على الغارة الإسرائيلية على الدوحة.

وقطر دولة حليفة للولايات المتحدة وتشارك في جهود الوساطة في المحادثات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وثار غضبها الأسبوع الماضي جراء الهجوم الإسرائيلي على عاصمتها، والذي استهدف قادة الحركة المقيمين هناك.

وفي حديثه إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مكتبه بالقدس، قال روبيو إن قطر قادرة على المساعدة في تحقيق هدف إطلاق سراح جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، وعددهم 48، ونزع سلاح حماس، وبناء مستقبل أفضل لسكان القطاع.

وتابع “لذلك سنواصل تشجيع قطر على الاضطلاع بدور بناء في هذا الأمر”.

وقال نتنياهو، الذي لم يتراجع قيد أنملة منذ أن أثار هجوم الدوحة تنديدات واسعة النطاق، إنه لا يستبعد شن المزيد من الهجمات على قادة حماس “أينما كانوا”.

وبينما يتواصل الحراك الدبلوماسي في القدس والدوحة، واصلت القوات الإسرائيلية هجومها على مدينة غزة. وقالت السلطات الصحية المحلية إن القوات الإسرائيلية قتلت 16 فلسطينيا على الأقل في ضربات استهدفت منزلين وخيمة تؤؤي عائلة نازحة.

وقصف الجيش أيضا مبنى من 16 طابقا غرب المدينة، يُعتقد أنه الأطول في قطاع غزة، ودمره بعد نحو ساعة من إنذار العائلات النازحة التي لجأت إلى داخله وفي المناطق المجاورة له بالإخلاء. وقال إن المبنى كان يُستخدم لإخفاء “بنية تحتية إرهابية”.

وعبر روبيو عن دعمه القوي لإسرائيل، التي ازدادت عزلتها عالميا بسبب السخط العالمي إزاء العدد الهائل من القتلى في غزة والأزمة الإنسانية والجوع المستمرة في القطاع الفلسطيني.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يريد انتهاء الحرب في غزة قريبا وإطلاق سراح جميع الرهائن، لكن واشنطن لم تتخذ أي خطوات لمعارضة خطة نتنياهو لمواصلة القتال للسيطرة الكاملة على القطاع والقضاء على حماس.

ووصف روبيو حركة حماس بأنها جماعة من “الإرهابيين المتوحشين”، وقال “مع أننا نتمنى أن يكون هناك حل سلمي ودبلوماسي لإنهاء هذا الوضع، وسنواصل البحث والتفاني في سبيل ذلك، فإنه يتعين علينا أيضا أن نكون مستعدين لاحتمال عدم حدوث ذلك”.

وأضاف “حماس يجب أن تتوقف عن الوجود كعنصر مسلح قادر على تهديد السلام والأمن في المنطقة”.

في غضون ذلك، قال شهود إن غارات من الجو والبر أصابت مناطق عدة مما تسبب في إشاعة الذعر ودفع الآلاف إلى الفرار من المخيمات المقامة في الشوارع وعلى الأراضي المفتوحة.

وتقول إسرائيل إن الهجوم الذي تشنه للسيطرة على مدينة غزة هو جزء من خطة لهزيمة حماس إلى الأبد، وتطالب المدنيين بالتوجه جنوبا إلى منطقة إنسانية محددة.

ومع ذلك، تقول الأمم المتحدة والعديد من الدول إن الأساليب التي تتبعها إسرائيل يمكن أن تصل لمستوى التهجير الجماعي القسري وأن الظروف في المنطقة الإنسانية مزرية في ظل نقص المواد الغذائية.

وقالت غادة (50 عاما) وهي أم لخمسة أطفال “إنت بعرف شو معنى النزوح؟ إنه روحك تنخلع من جسمك، وإهانة وشكل تاني من أشكال الموت”، وتسكن غادة في حي الصبرة في مدينة غزة وترفض المغادرة.

وأضافت عبر تطبيق للدردشة “بيقولولنا روحوا ع الجنوب لوما تروح ما في أي ضمانة إنه ما يقصفونا هناك، فشو الفايدة؟”.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الاثنين إن ثلاثة فلسطينيين جدد توفوا بسبب سوء التغذية والجوع في القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع عدد الوفيات نتيجة هذا الأمر إلى 425 شخصا على الأقل، بينهم 145 طفلا، منذ بدء الحرب.

وتنفذ القوات الإسرائيلية عمليات في أربعة أحياء في الشرق على الأقل منذ أسابيع وجرى تدمير ثلاثة منها إلى حد بعيد. وتتقدم قوات الجيش في الوسط وتستعد فيما يبدو للتحرك نحو الغرب، حيث يوجد معظم النازحين.

ووفقا لحركة حماس، نزح ما لا يقل عن 350 ألف شخص من منازلهم، في حين طال الدمار 1600 مبنى سكني و13 ألف خيمة، منذ 11 غشت، أي بعد يوم من إعلان نتنياهو عن خطط السيطرة على مدينة غزة.

ولا يتسنى التحقق من هذه الأرقام على نحو مستقل. وتشير الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تسارع تدفق الأفراد نحو الجنوب.

تشير مسودة قرار اطلعت عليها رويترز إلى أنه من المقرر أن يحذر القادة المشاركون في قمة الدوحة من أن الهجوم الإسرائيلي في قطر يهدد التعايش المشترك في المنطقة وجهود تطبيع العلاقات معها.

وقلل الفلسطيني أحمد نمر (45 عاما) من مدينة غزة من شأن القمة قائلا “بعمرنا ما كان عنا أمل في القادة العرب ولا في القمم العربية”.

وأضاف “البيان الختامي يا إما كتبوه الأمريكان، يا إما انكتب وهم قاموا بتدقيقه والموافقة عليه، فشو نتوقع يعني؟”.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن الحملة الإسرائيلية على حماس، والمستمرة منذ قرابة عامين، أدت إلى مقتل أكثر من 64 ألف شخص في القطاع. واندلعت الحرب عقب هجوم قادته الحركة على إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي تقول إسرائيل إنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News