المنتخب المغربي | رياضة

الاستعداد النفسي.. كلمة سر الركراكي في أولى مباريات “كان 2023”

الاستعداد النفسي.. كلمة سر الركراكي في أولى مباريات “كان 2023”

لطالما لعبت مباريات كرة القدم على الجزئيات الدقيقة، وعوامل غير مرئية لعموم متتبعيها، وربما يعد الجانب النفسي أحد العوامل المؤثرة بشدة في كرة القدم.

ويعتمد لاعبو كرة القدم على تقنيات عديدة لتحسين أدائهم إلى جانب التمارين اليومية الشاقة، على رأسها صفاء الذهن والتوازن الروحي، ما ينعكس إيجابا على نتائج المقابلات والتفوق على الخصوم على أرضية الملعب.

ويعول المنتخب الوطني بدوره على الإعداد النفسي للاعبين لدخول المنافسة القارية بكوت ديفوار، التي يدشنها مساء اليوم الأربعاء بمواجهة تنزانيا في أول جولات المجموعة السادسة.

وبهذا الصدد، يرى المحلل النفسي محمد البارودي أن هناك عوامل نفسية عديدة من شأنها أن ترجح كفة منتخب على حساب آخر، مثل أهمية وجود الحافز والدافع النفسي للفوز بالبطولة، إضافة إلى احترام إيقاعات النوم البيولوجية لدى اللاعبين، والعمل على تحسين استراتيجيات الضغوط النفسية لمواجهة مظاهر الخوف والتوتر والقلق لدى اللاعبين والطاقم التقني.

وأكد البارودي ضرورة الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤثر على تشتيت انتباه اللاعبين مثل مواقع التواصل الاجتماعي، وخيبات الأمل السابقة للمنتخب في الدورات السابقة، والعمل على تقوية الجانب السيكولوجي لدى أفراد طاقم المنتخب ككل واللاعبين بشكل خاص، إضافة إلى عوامل نفسية أخرى مثل استحضار أهمية الثقة بالنفس وتقدير الذات ومحاربة هاجس الخوف من الإصابات التي تؤرق بال جل اللاعبين.

وشدد البارودي في حديثه لجريدة “مدار21”، على أهمية الاستعداد النفسي لما له من مميزات أساسية وتأثير إيجابي إذا ما استثمر بشكل جيد، مثل عدم استصغار الخصوم وتجنب الثقة المفرطة المرتبطة بإنجاز مونديال قطر 2022، وأهمية انسجام المجموعة والتحفيز الإيجابي، وعدم الانغماس في استحضار خيبات الأمل في المنافسات السابقة للبطولة الإفريقية، مع الحرص على أهمية التطوير الذاتي للاعبين، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يسبب التوتر والقلق للمجموعة ككل، وعدم تصدير مظاهر الخوف للاعبين والعمل على القيام بدراسة نقاط القوة والضعف لدى الخصوم.

ولم يستبعد المتحدث نفسه التأثير السلبي للإقصاء المتكرر في منافسات “الكان” على لاعبي المنتخب الوطني، مؤكدا ضرورة اشتغال الطاقم التقني والإداري عليه، وذلك باستحضار الحافز والدافع والرغبة في الفوز بالمسابقة، إضافة إلى التحضير الجيد للبطولة، لكون هاجس الإقصاء من البطولة يظل عائقا نفسيا كبيرا لدى أي لاعب أو مدرب أو مسير، لذا وجب العمل على تجاوز خيبات الأمل السابقة جراء الإقصاء المتكرر من منافسات البطولة، والحِرص على استحضار كل ما هو إيجابي والابتعاد عن مصادر الفشل والضغط وتجنب العصبية، كل هاته العلامات من شأنها أن تسيطر وتؤثر بشكل سلبي على اللاعبين.

وحول إمكانية اعتماد الناخب الوطني، وليد الركراكي، على الجانب السيكولوجي في تحفيز اللاعبين كما كان عليه الأمر في قطر، يرى المتحدث نفسه أنه كان من اللازم في هذه البطولة الاعتماد على أهمية الجانب النفسي من طرف المدرب وذلك بتعيين أخصائي أو معالج نفساني ضمن طاقم المنتخب.

وأبرز المتحدث الاختلاف التام بين ما يسمى بالمعد الذهني (coach mental) والأخصائي النفساني (psychologue) أو المعالج النفساني (psychothérapeute)، لكونها تخصصات علمية قائمة بذاتها، مشيرا بهذا الصدد إلى أن المعد الذهني لا يمكنه الوقوف وعلاج اضطرابات نفسية مثل الخوف والقلق والتوتر والاكتئاب، لكن يمكن الاستعانة به أثناء التشتت الذهني للاعبين وغياب الانتباه وقصور التركيز، لكن مع ذلك وجب استثمار إنجاز قطر في التحفيز النفسي من جانب المدرب قصد الاستمرار في نفس النسق والحيوية والطموح من أجل الظفر بالبطولة القارية حسب قوله.

وسجل المحلل النفسي أن ترشيحات المحللين بالنظر لإنجاز مونديال قطر بالنسبة للاعبي المنتخب المغربي، من شأنها أن تزيد الضغط النفسي على اللاعبين، لذلك وجب التعامل مع هذه المنافسة بكل تأن وعدم الانسياق في الغرور والأنانية المرتبطة بإنجاز قطر، لكون ترشيحات المحللين الرياضيين تبقى تخمينات لا غير، لذلك وجب على اللاعبين والطاقم التقني نسيان إنجاز قطر والعمل على دراسة مظاهر الفشل والقوة في البطولات السابقة، كما من شأن الجلسات الفردية والجماعية أيضا أن تساهم في إغناء روح الانتصار لدى اللاعبين.

وكان وليد الركراكي حريصا، خلال الندوة الصحفية ليوم أمس الثلاثاء، على التأكيد أنه نبّه اللاعبين إلى ضرورة نسيان ما تحقق في مونديال قطر وعدم استصغار منتخب تنزانيا، موضحا ألا وجود اليوم لمنتخبات صغيرة في كأس إفريقيا.

ويخوض “أسود الأطلس” أول مباراة في كأس إفريقيا، المقامة بدولة كوت ديفوار، مساء اليوم الأربعاء ضد تنزانيا بملعب “لوران بوكو” بسان بيدرو، وستكون الآمال معلقة عليه لإهداء المنتخبات العربية الإفريقية أول فوز بعد خسارة كل من تونس وموريتانيا وتعادل مصر والجزائر بمشقة في مبارياتهم لحساب الجولة الأولى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News