الشراط: من غير المقبول عدم التأهل لنصف نهائي “الكان” وأرشح “الأسود” للقب

بدا عبد الحق الشراط، المعلّق والمحلل الرياضي المغربي، واثقا من قدرة المنتخب المغربي على التتويج بلقب كأس إفريقيا للأمم المقامة حاليا بدولة كوت ديفوار، مشيرا إلى أنه “من غير المقبول عدم التأهل إلى المربع الذهبي” على أقل تقدير.

ورشح الشراط، الذي حل ضيفا على برنامج “مع يوسف بلهيسي”، الذي بث مساء اليوم الإثنين على قناة جريدة “مدار21” بمنصة يوتيوب، المنتخب المغربي للفوز بلقب النسخة الـ34 لكأس إفريقيا للأمم، فيما وضع منتخبات كوت ديفوار والسنغال وبدرجة أقل مصر أو نيجيريا، في المستوى الثاني للمرشحين للقب.

ويرى المحلل الرياضي أنه “من غير المقبول اليوم، نظرا للإمكانات المرصودة حاليا، ألا نكون ضمن مربع الكبار في كأس إفريقيا”، موضحا “أظن أن كاريزما الركراكي وواقعيته مغايرة تماما عن الماضي، لأن المدربين الأجانب كانوا يبيعوننا الوهم سابقا”، مضيفا “الجيل الحالي، نظرا للإمكانات المرصودة وبهذه الرغبة الجامحة، أظن أن كل العوامل تصب في مصلحة المنتخب المغربي للفوز باللقب”.

وأكد الشراط أن نقطة قوة المنتخب الوطني تتجلى في تذويب الفوارق بين اللاعبين، مسترسلا بهذا الصدد: “ليس هناك نجم داخل المنتخب الوطني، النجم هو الفريق ككل بالرغم من أنه يضم نجوما مثل حكيمي، بونو وزياش.. لقد أصبح لدينا مفهوم العائلة الذي ذوّب مجموعة من التعقيدات والتكتلات التي كانت في ما مضى”.

وأشاد المتحدث بالناخب الوطني، وليد الركراكي، الذي يملك “كاريزما” تؤهله لقيادة “الأسود” لإنهاء عقدة الكأس الغائبة عن خزانة ألقاب الكرة المغربية لـ48 عاما، وقال بهذا الصدد: “حتى وقت قريب كنا نشاهد في فترة وحيد خاليلوزيتش، الرجل العبوس الذي عقَّد مجموعة من الأمور في المنتخب الوطني، صوره مع لاعبي المنتخب الوطني كيف كانت، والآن، نرى الصور التي تنشر لوليد الركراكي مع مجموعته، وقسمات وجوه اللاعبين تعكس أشياء عديدة إيجابية، وتعطي انطباعا أن رسالة وليد نفذت للاعبين، وهذه نقطة قوته”.

وأشار بهذا الصدد إلى أن من بين نقاط قوة الركراكي “أنه ملقح في الكرة الإفريقية ولديه خبرة كبيرة فيها لأنه خاض الكثير من المباريات مع المنتخب المغربي في الأدغال الإفريقية وكان ضمن الجيل الذي أحرز وصافة نسخة 2004 بتونس، كما شغل منصب المدرب المساعد لرشيد الطاوسي في كان 2013”.

وعن تصريحاته بخصوص وضع نصف النهائي هدفا لمشاركة “الأسود” في كأس إفريقيا بكوت ديفوار، وفق ما ينص على ذلك عقده مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أبرز الشراط أن “الركراكي يحاول إزالة الضغط عن اللاعبين لأنه ذكي في تصريحاته، وسقف طموحه يتجاوز نصف النهائي”، مضيفا “لكنه في الطريق الصحيح حتى الآن كمدرب براغماتي، لأنه يزن كلماته بشكل كبير”.

وأشار المعلق الرياضي، الذي صال وجال في الأدغال الإفريقية في تغطياته لمباريات المنتخب المغربي في مختلف التظاهرات القارية، إلى أن “كأس إفريقيا للأمم تطورت بشكل كبير في الـ20 سنة الأخيرة، والمغرب في هذه النسخة ستكون مشاركته استثنائية على اعتبار الإرث التاريخي الذي خلفه إنجاز مونديال قطر، والانتظارات الطويلة التي امتدت تقريبا 48 سنة منذ اللقب المغربي الوحيد”.

ولفت بهذا الصدد إلى أنه في إفريقيا “ليس هناك مباراة سهلة، وهذا اتضح في أولى مباريات النسخة الحالية عندما رأينا الصعوبات التي وجدها منتخب نيجيريا أمام غينيا الاستوائية، ومنتخب مصر الذي تعذب كثيرا أمام موزمبيق وتعادل في الرمق الأخير”، مؤكدا أن “كرة القدم الإفريقية ليس فيها منتخبات صغيرة، والفوارق تذوب فوق أرضية الملعب، لكن المنتخب المغربي لن يستصغر أي منتخب”.

وبخصوص تأثير الهالة التي رافقت الإنجاز المونديالي بقطر على أداء المنتخب المغربي في “كان 2023″، شدّد المحلل الرياضي على أن “الركراكي ترك كأس العالم خلفه وأصبح ذاك الإنجاز من الماضي”، مضيفا “كأس العالم ليست هي كأس إفريقيا، فهناك فوارق صارخة على جميع الأصعدة، الآن الركراكي يشتغل بعقلية بطل يهيئ عقلية اللاعبين ليصبحوا أبطالا على المستوى القاري”.

وأقرّ الشراط بأن تاريخ المنتخب المغربي في كأس إفريقيا ليس كبيرا نظرا للنكسات المتتالية، وصرح بهذا الصدد “أول مشاركة مغربية في كأس إفريقيا كانت سنة 1972، أي بعد 15 سنة عن أول نسخة نظمت في السودان، وأقصينا من الدور الأول، و9 دورات أقصينا من الدور الأول”، وأردف “حتى إنجازات الكرة المغربية على المستوى الإفريقي كانت في محطات نادرة بعد إحراز اللقب سنة 1976، إد حققنا الوصافة سنة 2004 إضافة إلى الرتبة الثالثة في نيجيريا سنة 1980 ومركز رابع مرتين سنتي 1986 و1988، عدا ذلك كان الخروج من الدور الأول حلف المشاركات المغربية”.