مجتمع

“النصب” يُطيح بشبكة لتنظيم الهجرة وتحرير 50 محتجزا بأكادير     

“النصب” يُطيح بشبكة لتنظيم الهجرة وتحرير 50 محتجزا بأكادير     

تمكنت القيادة الجهوية للدرك الملكي بجماعة الدراركة بمدينة أكادير، من إنقاذ 50 شخصا مرشحين للهجرة غير الشرعية، قدموا من مختلف ربوع المملكة باتجاه أوروبا، بعدما انتهى بهم المطاف محتجزين من طرف عصابة متخصصة في الهجرة السرية بمدينة أكادير.

وحسب معطيات حصلت عليها “مدار21” من مصادر مطلعة، فإن الدرك الملكي بالمنطقة المذكورة، تمكن من خلال تتبع هواتف أحد أعضاء الخلية بأمر من وكيل الملك من اقتحام منزلين لـ”مافيا الهجرة السرية”، ليتفاجئ الدرك بوجود 50 شخصا محتجزين داخله منذ 10 أيام مضت.

وفي معطيات جديدة كشف عنها أخ أحد الضحايا لجريدة “مدار21” الإلكترونية، قال إن “شقيقه ظل مختفيا لمد أسبوع أو أكثر، ولم تصلنا أية معلومة عنه، وظننا أنه ذهب للاشتغال في مدينة أخرى، ليتصل بي خلسة ويخبرني أنه محتجز بأحد المنازل”

وأضاف المتحدث ذاته، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن عصابة الهجرة السرية، “انتزعت كل الأموال التي كانت بحوزة الضحايا، إضافة إلى تجريدهم من ملابسهم وأخد هواتفهم، لتقطع أملهم في النجاة، وظلت تمدهم لمدة 10 أيام بالماء والخبز وبعض علب السمك فقط.

وأوضح الشاب المنحدر من مدينة الدار البيضاء، في حديثه مع الجريدة، أن العصابة ألحقت أضرارا جسدية بالمحتجزين من خلال ضربهم وإشهار الأسلحة البيضاء في وجوههم، مضيفا، “قام أخي بتصوير المكان وقال ليس هناك سبيل حتى للصراخ، بفعل الحراسة المشددة وأبواب المنزل  التي كانت مقفلة بإحكام.

وكشف أن العصابة جمعت خلال هذه العملية ما يقارب 200 أو 250  مليون سنتيم، وحددت مبلغ  4 ملايين للفرد الواحد من أصل 50 شخصا من أجل الهجرة، لينتهي الأمر باحتجازهم قبل الوجهة نحو الحلم الموعود بأوروبا”، مشيرا إلى  أن “المافيا”  طالبت عائلات الضحايا بمبالغ إضافية “كفدية” في مقابل إخلاء سبيلهم وعدم قتلهم.

وحسب المصدر ذاته، فإن الدرك الملكي تمكن من القبض على بعض أعضاء هذه “المافيا” بينما يزال الآخرون مبحوث عنهم، كما حقق الدرك مع المحتجزين وتم الكشف عن حالتهم الصحية من أجل إخلاء سبيلهم في انتظار فتح تحقيق  للكشف عن  ملابسات القضية.

وأعادت “مافيا الهجرة السرية” هاته واقعة اختفاء 51 شخصا من أبناء العطاوية بقلعة السراغنة إلى الواجهة،  حيث أعلن أقاربهم في وقت سابق عن اختفائهم دفعة واحدة دون وجود أي أثر لهم لمدة 6 أشهر  أو أكثر.

يذكر ،أن عددا من عائلات المفقودين  من أبناء العطاوية قاموا، احتجوا في 14 نونبر الماضي من العام الجاري، أمام محكمة الاستئناف بمراكش، لمطالبة المسؤولين بإيجاد الشباب المختفين، عبر القيام بجولات ودوريات في أعماق البحار بحثا عنهم، وإلقاء القبض على “سماسرة الهجرة” غير النظامية  لمعرفة مصير اختفاء هؤلاء الشباب في ظروف غامضة.

وكانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع العطاوية تملالت، دعت في وقت سابق قد إلى إيجاد حل لخلفيات اختفاء شباب حاولوا العبور من سواحل مدينة أكادير في اتجاه جزر الكناري على متن قارب، حسب شهادات متطابقة لأسرهم.

واستنكرت الجمعية الحقوقية الإقصاء والتهميش الممنهج الذي تعيشه المنطقة، والذي يفضي إلى تكرار مثل هذه المآسي محملة الدولة المسؤولية في ذلك، معتبرة أن انتشار ظاهرة التهجير السري يعد اتجارا بالبشر وجريمة متكاملة الأركان.

هذا، ومع نهاية العام الجاري، واحتفالات رأس السنة اليوم، شهدت السواحل المغربية هذا الأسبوع حالة استنفار قصوى من طرف السلطات الأمنية، التي عملت على تكثيف مجهوداتها للتصدي للهجرة السرية غير النظامية.

وجرى هذا الأسبوع إنقاذ العديد من مرشحي الهجرة السرية كانوا مقبلين على الهجرة عبر “قوارب الموت”، حيث ضبطت السلطات الأمنية 64 مرشحا للهجرة السرية في عملية تمشيطية واسعة الجمعة الماضي، في محيط المركب المينائي طنجة المتوسط، وعملت على توقيف العديد من الأشخاص من جنسية مغربية، قدموا من جهات مختلفة بغرض البحث عن فرصة للهجرة السرية نحو الجنوب الإسباني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News