سياسة

“حرب الاستقطاب” تُشعِلُ معركة كَسرِ العظم بين “البام” والاستقلال بالصحراء

“حرب الاستقطاب” تُشعِلُ معركة كَسرِ العظم  بين “البام” والاستقلال بالصحراء

كشفت مصادر جيدة الاطلاع لـجريدة “مدار21” الالكترونية،  عن بعض كواليس الصراع المشتعل منذ مدة بين حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال، وهو الصراع الذي يهدد بانفراط عقد التحالف الحكومي في ظل استمرار حدة التراشق بين الحزبين الحليفين ضدا على ميثاق التحالف والتضامن الحكومي.

وحسب المعطيات الخاصة التي حصلت عليها الجريدة، فإن معركة كسر العظم التي اشتدت خلال الفترة الأخيرة بين الحزبين، تعود بالأساس إلى “صراع خفي” بدأ يظهر للعلن حول استقطاب عرابي الانتخابات في الأقاليم الجنوبية للمملكة، في أعقاب طرد محمد سالم الجماني الشخصية النافذة بجهة العيون، من صفوف الأصالة والمعاصرة.

وكشفت مصادر مقربة من الأمين العام لحزب الاستقلال، أن عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، شرع عمليا في البحث عن بديل للجماني بالصحراء حيث وقع اختياره على القيادي البازر بحزب الاستقلال ورئيس المجلس الجهوي لجهة الداخلة وادي الذهب، الخطاط ينجا، وهو ما أثار حفيظة قيادات “الميزان” خاصة بالأقاليم الجنوبية.

وأكدت المصادر ذاتها أن وهبي تدخل بشكل شخصي لترتيب توقيع اتفاقية شراكة بين مجلس جهة الداخلة وادي الذهب ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان، تحت إشراف الخطاط ينجا وفاطمة الزهراء المنصوري، حول مشروع التهيئة الحضارية بجهة الداخلة، مسجلة أن وهبي وضع عينه على استقطاب الخطاط ينجا باعتباره أحد أبرز عرابي الانتخابات بالصحراء المغربية.

وأكدت مصادر قيادية بحزب الاستقلال أن حمدي ولد الرشيد، منسق حزب الاستقلال بالأقاليم الجنوبية، استشاط غضبا بعدما بلغ إلى علمه تحركات الأمين العام لحزب “البام”، عبد اللطيف وهبي، من أجل استقطاب الخطاط ينجا إلى صفوف الحزب على بعد نحو شهر من المؤتمر الوطني القادم لحزب الأصالة والمعاصرة.

وكشفت المصادر نفسها أن القيادي البارز بحزب الاستقلال، حمدي ولد الرشيد، اختار أن يرد على تحركات وهبي في الصحراء، بالسعي إلى استقطاب المنسق الجهوي لحزب التقدم والاشتراكية بجهة الداخلة وادي الذهب، محمد بوبكر، في محاولة منه لتعويض الخطاط ينجا في حال قبل الأخير مغادرة صفوف الاستقلال.

وارتفعت حدة التوتر بين البام والاستقلال، والتي انطلقت شرارتها الأولى في أعقاب حرب وهبي ضد جمعية هيئات المحامين التي يقودها القيادي الاستقلالي عبد الواحد الأنصاري، وهو ما دفع الاستقلال إلى توجيه سهام النقد ضد وهبي في أكثر من مناسبة، بينما هددت تصريحات نارية لوهبي بتفجير الانسجام الحكومي، إثر رفضه تقديم تنازلات لحلفائه في الأغلبية.

وفي خطوة من شأنها أن تُحدث توترا جديدا داخل الأغلبية، هاجم حزب الأصالة والمعاصرة حليفه في الحكومة حزب الاستقلال، متهما إياه بـ”الفشل” في عقد مؤتمره الوطني لانتخاب قيادة جديدة للحزب في أعقاب نهاية ولاية الأمين العام الحالي نزار بركة منذ أكثر من سنتين.

وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، القيادي البارز في الحزب، سمير كودار، إن “البام هو الحزب الوحيد الذي استطاع أن يعقد مؤتمره في تاريخ محدد”، مشيرا إلى أن بعض الأحزاب تدبر وتسير الحكومة (في إشارة إلى حزب الاستقلال) لم تستطع عقد مؤتمرها في الآجال القانونية”.

واعتبر القيادي بحزب “الجرار”، أنه “لا يمكن لحزب يوجد في موقع التدبير المؤسساتي والحكومي، أن يعجز عن عقد مؤتمره الوطني في تاريخ المحدد”، داعيا في المقابل مناضلي حزبه إلى إنجاح المؤتمر الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، حتى نتمكن من عقد العرس الديمقراطي في ظروف جيدة”.

ومن شأن هجوم “البام” ضد حليفه في الحكومة، أن يؤجج الخلاف من جديد داخل “أغلبية أخنوش”، بعد أيام من عودة المياه إلى مجاريها بين حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال، في سياق أزمة التوتر التي وسمت العلاقة بينهما خلال المرحلة الأخيرة، التي كان آخرها اتهام رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب نور الدين مضيان، لعبد اللطيف وهبي بالسعي لتفجير التنسيق بين مكونات الأغلبية.

وحسب مصادر الجريدة، فإن رئيس الفريق الاستقلال للوحدة والتعادلية بمجلس النواب نور الدين مضيان، هاجم خلال اجتماع داخلي للحزب عبد اللطيف وهبي، وذكره بالإسم والصفة واتهمه بالسعي لتفجير التنسيق بين مكونات الأغلبية، في أعقاب توريطها في التعديلات التي جرى تمريرها بلجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان وفي مقدمته “شراء أيام السجن”، مؤكدا أن وزير العدل قدم التعديلات بطريقة “احتيالية ودنيئة” تسيء إلى صورة المؤسسة التشريعية وإلى موقع أحزاب الأغلبية داخل البرلمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News