فن

الناصري: أغلب القاعات السينمائية “قيساريات” ومتخوف من ردة فعل الجمهور على فيلم “نايضة”

الناصري: أغلب القاعات السينمائية “قيساريات” ومتخوف من ردة فعل الجمهور على فيلم “نايضة”

قال الممثل سعيد الناصري إنه كان متخوفا من ردة فعل الجمهور على فيلمه السينمائي الجديد “نايضة” لمزجه أول مرة بين الدراما والكوميديا في قالب مستحدث، يتطرق من خلاله إلى قضية راهنة تجسد معاناة الفئات الهشة في المجتمع.

وأضاف الناصري في تصريح لجريدة “مدار21” أن فيلم “نايضة” استبق الأحداث، بتطرقه إلى موضوع غياب الحوار الاجتماعي وتأزم وضعية المغاربة، وغياب العدالة الاجتماعية، قبل بروز مشكلة التعليم وتصدرها قائمة الأزمات بالمغرب، إلى جانب رصده صورة للحكومة التي عدها مغلوبا على أمرها، إضافة إلى تكريم الأجانب مقابل إقصاء أبناء الوطن وغيرها من المواضيع التي تخللت عمله.

وعما إذا كانت السينما تُكسب صناع الأفلام عائدات مادية، أوضح الناصري أنه “لا يمكن الاعتماد على السينما لتحقيق الربح المادي، الذي يبقى ضئيلا جدا وفي حالة نجاح الفيلم جماهيريا.

وأضاف المتحدث ذاته أن عدم تحقيق مداخيل من العرض بالقاعات السينمائية يعود بالأساس إلى قلة عدد هذه القاعات، مردفا: “الأمر كان سيختلف في وُجود 500 أو 600 قاعة مثل مصر التي أحرص على وضعها في المقارنة، لكونها تعيش ظروفا أسوء منا، ففي بلدنا أغلب القاعات أصبحت ‘قيساريات’، علما أن القانون يحث على تعويض كل قاعة سينما هُدمت بأخرى”.

وأردف الناصري أن الفنان يكون أحيانا مجبرا على تمويل فيلمه من جيبه، في غياب دعم القطاع الوصي، عادّا أن الدعم الأهم، هو دعم الجمهور الذي سخر له فضاءاته الخاصة للتصوير، إلى جانب الممثلين الذين ساندوه ووافقوا على الاشتغال معه بأبخس الأجور.

وبخصوص حرب التصريحات بينه وبين وزير الثقافة، قال الناصري: “لا أعترف بوزير الثقافة بصفته وزيرا وصيا علي، بل أعتبره موظفا مُنحت له مسؤولية ومفاتيح تدبير وزارة، إذ يظل موقعه محدودا”.

وواصل حديثه قائلا: “يعتقد وزير الثقافة أنه سيمول فليمي من ماله الخاص بقوله إنه ‘يمنحني الدعم’، في الوقت الذي يعد مدبرا فقط لقطاع الثقافة، ولا يمنحني الدعم إنما يمنحه للمشروع الفني الذي أقدمه للجنة التي توجد في الواجهة وهو من يقرر بدلا عنها”.

واسترسل: “تواصلنا مع الوزارة لا يكون من أجل الحصول فقط على الدعم، إنما من أجل النهوض بالثقافة المغربية، لكوننا نغير على بلدنا وثقافتنا، ودعم الوزارة للمشروع الفني لا يتجاوز الـ10 في المئة من قيمته الإجمالية، والتي لا تعد مدعمة فقط إنما تُصبح شريكا في الأرباح التي يحققها العمل”.

يذكر أن فيلم”نايضة” لسعيد الناصري الذي يعرض حاليا في القاعات السينمائية يعالج قضية اجتماعية تتعلق بتنامي أحياء دور الصفيح في المغرب، في قالبين درامي وكوميدي.

وينقل الفيلم معاناة الشباب المغربي الذي يشكل نواة المجتمع في المستقبل، موجها عبره رسالة للمسؤولين في الدولة، من أجل فتح باب التواصل مع باقي المواطنين لإيجاد حلول فعالة لعدد من المشاكل الواقعية.

ويناقش الناصيري في فيلمه السينمائي الجديد مسألة غياب التواصل الحكومي مع المواطنين المغاربة بشأن قضاياهم الاجتماعية والسياسية التي تهمهم، وما ينتج عنه من تخبط وسوء فهم ومشاكل كثيرة منها تفاقم الشائعات بداخل شبكات التواصل الاجتماعي، أمام انعدام التواصل.

وتدور أحداث الفيلم حول ثلاث عائلات تعيش ظروفا صعبة في “كاريان” أو دور الصفيح، ويرصد أيضا الجانب المظلم من حياة المسؤولين السياسيين الذين يتخلفون عن تنفيذ وعودهم، في المقابل ينتهزون الفرص دون الالتفات لشرائح المجتمع التي تتخبط وسط الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية.

ويشارك في هذا العمل، ثلة من الممثلين إلى جانب عبد الحق بلمجاهد، من بينهم عبد الكبير حزيران، رفيق بوبكر، الصديق مكوار، جناح التامي، ومحسن ناشط، وغيرها من الأسماء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News