سياسة

قيادي سابق بالبوليساريو يعلق عبر “مدار21” على “تفجيرات السمارة” ويفضح تورط الجزائر

قيادي سابق بالبوليساريو يعلق عبر “مدار21” على “تفجيرات السمارة” ويفضح تورط الجزائر

قال القيادي السابق في جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، إن الطريقة التي تم تنفيذ التفجيرات الأخيرة بمدينة السمارة التي وقعت ليل السبت الأحد وأسفرت عن مقتل شخص واحد وإصابة ثلاثة آخرين، اثنان منهم في حالة خطيرة، وأعلنت البوليسارو عن وقوفها وراءها، لم تكن عملا مدروسا ومنسقا على أعلى المستويات، مؤكدا أن الجبهة لم تعد كما كانت.

وسجل ولد سيدي مولود أن التوقيت الذي تم اختياره لتنفيذ الانفجارات، والذي كان قبيل يوم واحد تقريبا من صدور قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، القاضي بتمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام، مجددا تكريس سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي من أجل طي النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، “أرادت أن توحي الجبهة من خلاله بعث رسالة إلى المجلس المذكور بأنها غير راضية مسبقا على ما سيصدر عنه، وقد صرح ممثلها في جنيف الأسبوع الفائت بنفس هذا المضمون بالقول: لقد خذلتنا الأمم المتحدة”.

وفي وصفه للانفجارات، استشهد ولد سيدي مولود، بمقطع من رسالة وجهها زعيم البوليساريو الانفصالية إلى أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بتاريخ 16 أكتوبر المنصرم ردا على تقريره المقدم لمجلس الأمن “وتشدد جبهة البوليساريو مرة أخرى على أن الاستهداف المتعمد للمدنيين والأهداف المدنية يشكل جريمة حرب وفقا للنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كما أنه انتهاك لقواعد القانون الإنساني الدولي المعمول بها في النزاعات المسلحة الدولية، بما في ذلك مبدأ التمييز وحظر الهجمات العشوائية وأعمال العنف أو التهديد به التي يكون الغرض الأساسي منها نشر الرعب بين السكان المدنيين”، مؤكدا أن غالي جنب العالم البحث عن وصف لما حصل في السمارة.

ويرى القيادي السابق في جبهة البوليساريو، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن الجزائر مثلها مثل البوليساريو لم تترك شيئا إلا ونفذته ضد المغرب لكن ذلك لم يؤثر على المملكة، مضيفا : “لم يبق غير قطع تدفق الهواء بينها وبين المغرب. مثلها في ذلك مثل جبهة البوليساريو التي وصلت بلاغاتها العسكرية لعدد 900 على مدار 3 سنوات ولم يشعر أحد بحربها. ما اضطرها هي الأخرى إلى ارتكاب جريمة السمارة لكي يشهد لها بحربها”.

وأشار مصطفى سلمى أن غاية الجزائر، غير المستعدة للدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع المغرب، هي التأثير على اقتصاده بما قامت به من إجراءات أحادية ضد المغرب، وكذلك البوليساريو التي تحاول جاهدة “إشاعة عدم استقرار المملكة بغرض تخويف المستثمرين والسياح، وهو ما فشلت فيه.

وتابع :”المغرب دولة عريقة عمرها عدة قرون مرت بعدة مراحل من القوة والضعف ولها خبرة واسعة في امتصاص الأزمات والتعامل معها بعقلانية بحكم التجارب التي راكمها حكامها.. ولن تفلح محاولات الجزائر والبوليساريو في هز شجرة المغرب ما لم يذهبوا إلى تصعيد خطير يكونون هم السباقين في إثارته، والنتيجة ستكون مدمرة للجميع وهذا ما لا يرغب فيه أحد لا محليا ولا إقليميا ولا دوليا.

ونبه القيادي السابق بالبوليساريو إلى أن المغرب أظهر نيته في امتصاص حادثة السمارة بإحالتها إلى الجهات القضائية للتحقيق في ملابساتها، ولم يسارع إلى اتهام البوليساريو والجزائر كما يفعلون هم في حوادث تقع شرق الحزام، “لكن خصومه مستمرون في أذية أنفسهم، بتكرار تبنيهم لحادثة السمارة التي تضرهم أكثر مما أضرت بالمغرب”.

وقال إن المملكة لم تظهر درجة عالية من ضبط النفس لسواد عيون البوليساريو والجزائر، “لكنه يستدرجهم رويدا رويدا كما فعل في الكركرات من قبل حتى يكسب المزيد من النقاط في المعركة السياسية التي ستحسم ما تبقى من النزاع.. ولن يتم استدراج المغرب للإقرار بجدية تهديداتهم. وستصنف حادثة السمارة في أقصى الحالات كعمل إرهابي معزول كما يحصل في أية بقعة من العالم. وقد قيدته البوليساريو مسبقا في سجلها باعترافها بالجريمة”.

والاثنين الفارط، قال عمر هلال، ممثل المملكة المغربية الدائم بالأمم المتحدة: “إن صمت البوليساريو حول أحداث السمارة يشير إلى أنها المتورطة في الحادث، ونحن لنا الحق الدولي في الرد على أي هجوم إرهابي”، مشدد على أن “المملكة لا تتهم أحدا، فيما السلطات تقوم بالتحقيقات اللازمة”، مشددا على أن “المؤشرات تذهب إلى طرف واحد مباشر، وهو البوليساريو، التي قامت بنشر ببلاغ تشير فيه إلى استهداف السمارة”.

وكشف هلال أن “قوات المينورسو قدمت بسرعة إلى أماكن الحادث، وعاينت التفجيرات في أماكن مدنية، وقامت بعد ذلك برفع تقرير للأمم المتحدة”، ومؤكدا أن “تفجيرات السمارة مست مناطق مدنية وصناعية، ولا تعرف وجودا عسكريا، وأدت إلى وفاة شاب مغربي قدم من فرنسا، وبرحيله نعتبره شهيدا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News