الموجة الأخيرة.. رؤية فلسفية عميقة لـ”الموت” و”الحياة” بشاشة مهرجان الفيلم بطنجة

يخوض المخرج المغربي مصطفى فرماتي، غمار المنافسة في فعاليات الدورة الـ23 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، بشريط قصير، اختار له عنوان “الموجة الأخيرة”، حيث يناقش من خلاله رؤية فلسفية عميقة حول مفاهيم “الموت” و”الحياة” بتوظيف قصة بسيطة لأسرة تتخبط وسط الفقر والحاجة.

وفي هذا الإطار، عبر مخرج الفيلم، مصطفى فرماتي، في تصريح لجريدة “مدار21″، عن سعادته بمشاركته في فعاليات المهرجان الوطني للفيلم، عادّا أنها تشكل إضافة قوية في مساره، معتبرا هذا الحدث الفني يُعد عرسا للسينما المغربية وملتقى لجميع الفاعلين في المجال السينمائي من مخرجين ومنتجين وممثلين ونقاد وعشاق الفن السابع.

وتكمن أهمية المشاركة في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وفق فرماتي، في كونها فرصة لجس نبض شرائح مختلفة من الجمهور، للمساهمة في تشكيل رؤيته السينمائية المستقبلية، وفرصة أخرى لتبادل التجارب والتعرف على إنجازات السينما المغربية.

ودخل المخرج السينمائي مصطفى فرماتي، الذي سبق له أن شارك في الدورة الماضية بفيلم “الرماد”، غمار المنافسة على جوائز المهرجان عن فئة الأفلام القصيرة خلال هذه السنة بفيلم “الموجة الأخيرة”.

ويظل “الحيز الزمي” أبرز الإكراهات التي تواجه المخرج في أثناء اشتغاله على فليم قصير، إذ ينبغي نقل الحكاية وبناء الشخصيات من بداية الفيلم إلى نهايته وخلق العقدة، وتشابكها وحلها في مدة وجيزة، يضيف فرماتي.

وقال المخرج إن الفيلم لا يحكي مجرد قصة أسرة هشة أو يرصد محاولات إبراهيم، الشاب العاطل عن العمل لإنقاذ عائلته من الفقر المدقع، قبل أن ينتهي به الأمر جثة هامدة يلفظها البحر، إنما ذلك مجرد وعاء للتعبير عن رؤيته الفلسفية للموت.

وأضاف في السياق ذاته، أن الفيلم يحمل في عمقه رؤية فلسفية تطرح أسئلة حول ما إذا كان الموت نهاية أم ولادة جديدة، وهل تشكل حافزا لاستمرار باقي الأشخاص الذين على قيد الحياة.

وبخصوص أعماله المستقبلية، كشف فرماتي أنه بصدد التحضير لفيلمه الطويل الأول “همسات تحت التراب” الذي وصل فيه إلى مراحل متأخرة في الكتابة وشرع في البحث عن تمويله ودعمه.

وتستمر المنافسة على اقتناص الجوائز بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة إلى غاية الـ04 من شهر نونبر المقبل، حيث تعرض قاعات السينما باقة من الأفلام التي اعتمدت في المسابقات الرسمية.

وتترأس المنتجة والمخرجة وكاتبة السيناريو غيثة القصار لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير، التي تضم في عضويتها كلا من فاطمة بوبكدي، كاتبة سيناريو ومخرجة، وفاطمة الزهرة الجوهري، ممثلة، ومحمد أشاور، ممثل ومخرج، ومنير عبار، مخرج ومنتج.

ويتضمن برنامج هذه الدورة أربع مسابقات وهي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، ومسابقة الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة، وإضافة مسابقة جديدة خاصة بأفلام مدارس ومعاهد السينما بالمغرب.