صحة

مساهمة التدخين في تلوث الهواء والأمراض تُقسم آراء خبراء بالمناظرة الإفريقية بمراكش

مساهمة التدخين في تلوث الهواء والأمراض تُقسم آراء خبراء بالمناظرة الإفريقية بمراكش

اختلفت آراء خبراء ودكاترة دوليين خلال تطرقهم لظاهرة التدخين ومساهمتها في التلوث الهوائي والتسبب في الأمراض المهددة للإنسان، إذ يرى بعضهم أن لها دورا مهما، في حين يرى آخرون أن التلوث مرده الأساس إلى الصناعة وما يترتب عنها من مواد كيميائية وجزيئات دقيقة.

وفي مداخلته خلال جلسة المناقشة الرابعة حول “الصحة والبيئة: جودة الهواء والاحتباس الحراري” بالمناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية التي أقيمت بمراكش، قال الدكتور الياباني هيرويا كومامارو، إن “التدخين يعد مشكلا عويصا مسببا للوفيات، وينبغي فعل شيء تجاه ذلك لكبح أمراض القلب والشرايين”.

وحول تجربة بلاده في التعامل مع هذه الظاهرة التي تعد من المخاطر الصحية، أبرز كومامارو أنه بالرغم من أن التدخين له آثار جيدة على المستوى الاقتصادي نظرا لما تفرضه الدولة من ضرائب على مواد التدخين، لكن هناك مشاكل أخرى منها فقدان القوى العاملة بسبب الوفيات الناتجة عن التدخين وكذا ارتفاع حجم مصاريف الإنفاق على الأمراض المترتبة عنه.

وبينما لفت إلى أن التدخين يسجل نسبة كبيرة في صفوف الذكور مقابل انخفاضها لدى النساء، سجل الدكتور الياباني أن نسبة مبيعات السجائر والتبغ ببلاده انخفضت بـ30 في المئة بعدد من المدن الكبرى، مسجلا أن العاصمة طوكيو انخفضت بها نسبة المبيعات بـ50 في المئة.

واعتبر كومامارو أن هذا المعطى الأخير مهم للأطباء لأنه يعكس وجود قدرة لدى الأشخاص من أجل الإقلاع عن التدخين.

وبدوره، تطرق الدكتور جيورجي تسيريتيلي، لموضوع التدخين، بعد أن خصص جزءا من مداخلته للحديث عن تلوث الهواء وتأثره بارتفاع درجات الحرارة، وأسباب الاحتباس الحراري، التي من بينها الكربون وحرائق الغابات وغيرها، مذكرا بإحصائيات منظمة الصحة العالمية التي تؤكد وفاة ملايين الأشخاص سنويا بسبب التلوث والأمراض المزمنة الناتجة عنه، منها سرطان الجهاز التنفسي.

وأفاد الدكتور القادم للمشاركة بالمناظرة من تركيا بأن التدخين يساهم هو الآخر في التلوث الهوائي والتأثير على الصحة، داعيا إلى الوصول لوجهة نظر مشتركة لمستقبل أفضل عبر ساسيات جديدة والتنسيق بين البلدان وخلق البنيات التحتية، مشددا على أن الأمر ليس فقط إشكال بيئي بل هو مرتبط بالصحة والأجيال المستقبلية.

البروفيسور المصري، هاني نعمة الله، كان له رأي آخر، إذ ذهب إلى أن التلوث الهوائي ناتج بالأساس عن انتشار عدد من المواد الكيميائية والجزيئات الدقيقة في الهواء وهي التي تزيد من حدة التلوث، وتعد من أهم أسباب الأمراض القلبية، كما أن التعرض لها يزيد نسبة الوفيات وزيادة الأزمات القلبية.

ونبه المتحدث إلى أن التلوث الهوائي يسبب أمراضا أخرى منها تصلب الشرايين والجلطات وسرطان الرئتين وأمراض التنفس، مشددا على أن تدخين السجائر ليس المسبب الأول للوفاة بل إن التلوث يعد أكثر منها، ذلك أن الجزيئات الدقيقة تبقى عالقة في أعماق الرئتين، مفيدا أن التعرض للتلوث يسبب أيضا الآلاف من حالات الإصابة بالسرطان، داعيا إلى ضرورة التعامل مع هذا الموضوع.

من جهتها، دعت سليفيا كازيناف، طبيبة من البرازيل، إلى إيجاد حل للجزيئات للملوثة بالهواء من أجل حماية المواطنين، مؤكدة ضرورة الاشتغال على كل ما يسمم جسم الإنسان من المواد السامة، بما فيها المخدرات، داعية لتخصص يدرء المخاطر وليس التعامل مع المشاكل الناتجة عنها.

وشرحت الدكتورة البرازيلية أن الجرعة وطريقة دخول المواد السامة للجسم، تجعل تأثير المادة يتغير حسب مكان دخولها لجسم المريض، مشددة على ضرورة تحليل المواد السامة على ضوء تفاعلها مع جسم الانسان وتحليل ظروف التعرض لها، وأن يكون التقييم عليما والتفكير في المفاهيم المتداولة.

الحد من الأضرار الصحية، بما فيها الناتجة عن التدخين، يتطلب، حسب كازيناف، سياسة خاصة للتعامل مع المرضى وتشخيص الصعوبات، مضيفة إنه “إذا بالغنا في المنع أو تركنا الأمر على ما هو عليه سيكون سلبيا في الحالتين، ولكن يجب عقلنة وتقنين الحد من الأضرار”.

في السياق ذاته، أشارت الدكتورة نفسها إلى أن البحث العلمي يجب دعمه، وقبلها يجب إعادة النظر ثقافيا لأننا نميل لمنع كل هو ضار ولكن ليس دائما يكون هذا حلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News